أنا الحيّ الميتُ فيكمْ

أنا الحيّ الميتُ فيكمْ
لمْ أرَكمْ تعْبرون مع الْعابرينَ
إلى لوْعةِ الطّيرِ في مسالكِ العمْيانِ
ولم أرَ على أكْتافِكمْ حرَجاً، وَطِيناً
كنْتم تَزِنونَ الْخطوَ، والنّدى
بميزانِ الذّهبِ
وكلّما أرْسلْتُ نهْراً جديداً
تباطأْتمْ في الْعناقِ
وأنا الْميتُ الحيّ فيكمْ
حارسُ الضّبابِ الْكثيفِ
بين بابٍ، وبابٍ
دليلُ الْكائناتِ إلى نَداوَةِ الرّملِ
وآخرِ الأحْزانِ
أذكر أنّي حملتُ الْغامضَ
منْ فرح الأوّلينَ إلى مرْتعٍ بعيدٍ
مطْمئنّا إلى حكْمةِ اللواتي
تَخَطّيْنَ يقينَ الرماةِ
إلى هرجِ الْماءِ بينَ المنْحدَراتِ
شاهقاتٍ، ومبْتهجاتٍ
أذْكرٌ أنّي خفْتُ قليلاً
من نُباحٍ متختّرٍ بين نافذتيْنِ
ومنْ لزوجةِ الدّمِ في الْبياضِ الْواصلِ
بين جمْجمتيْن، وشرفةٍ
فطفْتُ عليكمْ بأفْراحي
وبين أحْمالي حبقٌ كثيفٌ
وبضعُ أغْنياتٍ عنِ الْمذابح
والْحرْثِ، والنّساءِ
وما رأيتُ على أكْتافكمْ حرَجا، وطِيناً
كنتمْ ضجِرينَ
وصامتينَ مثل رسائلَ ملْغومةٍ
فابْتكرْتُ بلاغةَ الْبرقِ
ومتّ!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 07/10/2022