الدكتور سعيد عفيف: البرنامج الوطني للتلقيح يحتل المركز الأول مغاربيا من حيث عدد ونوعية اللقاحات

سرطان عنق الرحم يواصل الفتك بالمغربيات وحملة تلقيح الطفلات تدخل حيّز التنفيذ

 

شرعت السلطات الصحية في بلادنا في تلقيح الطفلات اللواتي يبلغن من العمر 11 سنة ضد سرطان عنق الرحم، باعتماد لقاح يتضمن جرعتين تفصل بين الأولى والثانية مدة ستة أشهر، وتشدد المصادر الصحية على أن الحصول على الجرعتين يعتبر ضروريا للحصول على المناعة المرغوب فيها.
دخول الخطوة التي كانت قد أعلنت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حيّز التنفيذ خلّف ارتياحا في صفوف العديد من الأسر، وإن كانت هناك عدد من الأسئلة التي لا تزال تطرح نفسها والتي لم يتم تسليط الضوء عليها بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة لنوعية اللقاح مقارنة بلقاحات أخرى، وعدد مكوناته، ومصدره وغيرها من المعطيات التقنية التي من شأنها أن تعزز الشعور بالاطمئنان.
وبحسب المهتمين بالشأن الصحي فإن تعزيز البرنامج الوطني للتمنيع بهذا اللقاح يعتبر أمرا بالغ الأهمية بالنظر لنسبة انتشار سرطان عنق الرحم في صفوف النساء في بلادنا، إذ تشير الأرقام إلى أنها تصل إلى 17.2 من بين كل 100 ألف نسمة، في الوقت الذي تفارق فيه الحياة 12.6 في المئة من النساء بسبب الداء. وتؤكد المعطيات الإحصائية المرتبطة بهذا المرض الذي يحتل المركز الثاني من حيث عدد السرطانات التي تصيب النساء بعد سرطان الثدي، أنه يتم تسجيل حوالي 3388 حالة إصابة جديدة كل سنة بسرطان عنق الرحم، هذا في الوقت الذي انتقل فيه عدد الوفيات بسبب المرض من 1076 حالة وفاة في 2012 إلى 2465 في 2018.
وارتباطا بهذا الموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس جمعية «أنفوفاك المغرب» في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن حملة التلقيح ضد سرطان عنق الرحم بالنسبة للفتيات قد انطلقت تزامنا وشهر أكتوبر، الذي يُطلق عليه أكتوبر الوردي، والذي يعتبر شهرا للتحسيس والتوعية بمخاطر سرطان الثدي وكذا عنق الرحم في العالم بأسره، ولرفع الوعي بضرورة الحرص على الفحص المبكر تلافيا للوصول إلى حالات متقدمة من المرضين معا. وأبرز الخبير الطبي أن المرأة تعتبر عماد المجتمع وبالتالي يجب تمكينها من كافة حقوقها وحمايتها على مختلف الأصعدة، بما في ذلك الصعيد الصحي، مشددا على أن اللقاح الذي تم إدراجه في البرنامج الوطني للتلقيح في المغرب، هذا الأخير الذي يعتبر الأول مغاربيا من حيث عدد ونوعية اللقاحات التي يتم توفيرها بالمجان، سيحمي فتيات اليوم ونساء الغد من هذا النوع من السرطانات بشكل كبير.
وأوضح الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة أن التلقيح بشكل عام، تبيّنت أهميته خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، كما أنه مكّن من خلال البرنامج الوطني المعتمد من القضاء على العديد من الأمراض كشلل الأطفال الذي لم يتم تسجيل أية حالة إصابة به في المغرب منذ 1987، في حين يتم تسجيل حالات جد نادرة لأمراض أخرى بفضل اللقاحات المتوفرة. وشدّد المتحدث على أن القطاع الصحي يسير نحو إعادة هيكلة شاملة بفضل التعليمات الملكية السامية، التي تدعو إلى تحقيق عدالة صحية لكافة المغاربة، وهو ما يتجسّد اليوم من خلال حملة تلقيح الطفلات ضد سرطان عنق الرحم المتاحة للجميع في كل شبر من تراب المغرب.
بالمقابل، دعا الدكتور عفيف إلى اعتماد الحكامة في تدبير ملف تلقيح الأطفال، من خلال توفيره مجانا في المراكز الصحية بالنسبة للفئات الهشة والمعوزة، مع ضمان استرجاع المصاريف المادية للقاحات كاملة بالنسبة لمن يتوفرون على التغطية الصحية ويمكنهم التوجه صوب القطاع الخاص، مشددا على أن هذه الخطوة ستمكن من العقلنة والترشيد وتعزيز الجهود المبذولة لإدراج المزيد من اللقاحات ضمن البرنامج الوطني للتمنيع الذي يضاهي البرامج المعتمدة في دول متقدمة، وهو ما يجب أن يكون مصدر فخر واعتزاز لكافة المغاربة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/10/2022