انتخب المرشح اليساري، الرئيس السابق لولا دا سيلفا، رئيسا جديدا للبرازيل، بعد تفوقه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على الرئيس المنتهية ولاية جايير بولسونارو.
وأعلنت المحكمة العليا في البرازيل فوز دا سيلفا، بعد حسمه السباق الرئاسي، عقب فرز نحو 99 بالمئة من الأصوات.
وحصل دا سيلفا على 50.81 بالمئة من الأصوات، مقابل 49.19 بالمئة لليميني بولسونارو.
وصوت نحو 59.8 مليونا لصالح دا سيلفا، مقابل 57.8 لبولسونارو.
ونشر دا سيلفا علم البرازيل مع عبارة «ديمقراطية»، في إشارة إلى احتفاله بالفوز.
وأعلن لولا في خطاب النصر أنّ بلاده «تحتاج إلى السلام والوحدة»، مضيفًا أنّها «عادت» إلى الساحة الدوليّة ولم تعد تريد أن تكون «منبوذة».
وشدّد في خطابه على أنّه «ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسّمة في حالة حرب دائمة»، وذلك بعد حملة انتخابيّة شهدت استقطابًا شديدًا. وتابع «اليوم نقول للعالم إنّ البرازيل عادت» وإنّها «مستعدّة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ».
وكان بولسونارو الذي فقد شعبية كبيرة إزاء تجاهله خطر فيروس «كورونا» على البلاد، واثقا من الفوز صباح الأحد، إلا أن النتائج ذهبت لصالح دا سيلفا.
وكانت استطلاعات الرأي توقعت منذ أشهر فوز لولا (77 عاما)، الذي حكم سابقا لولايتين بين 2003 و2010.
قادة أمريكا
الجنوبية يحتفون
احتفى زعماء عالميون، لا سيما قادة دول أمريكا الجنوبية، بفوز لولا دا سيلفا، بالانتخابات الرئاسية في البرازيل، بعد تفوقه على منافسه.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قال في تغريدة: «نحتفل بانتصار الشعب البرازيلي، عاشت الشعوب المصممة على أن تكون حرة وذات سيادة ومستقلة. انتصرت الديمقراطية اليوم في البرازيل. مبروك لولا».
الرئيس الأرجنتيني ألبيرتو فيرنانديز، غرد: «مبروك لولا، انتصارك يفتح صفحة جديدة في تاريخ أمريكا اللاتينية. وقت الأمل والمستقبل الذي يبدأ اليوم. هنا لديك شريك تعمل معه وتحلم بشكل كبير بالحياة الجيدة لشعوبنا». فيما قالت نائبته، كريستينا كيرشنر: «اليوم أكثر من أي وقت مضى، الحب والكثير من السعادة. شكرا لكم شعب البرازيل. شكرا لك أيها الرفيق لولا على إعادة الفرح والأمل إلى أمريكا الجنوبية».
الرئيس البوليفي لويس آرسي، غرد: «مبروك أخي، انتصارك يعزز الديمقراطية والتكامل في أمريكا اللاتينية، نحن على يقين من أنك ستقود الشعب البرازيلي على طريق السلام والتقدم والعدالة الاجتماعية».
وغرد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو بعبارة «يعيش لولا».
وعلق رئيس تشيلي غابرييل بوريك فونت «لولا.. سعادة».
وليس بعيدا عن أمريكا الجنوبية، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل: «عزيزي لولا، أهنئك باسم الحكومة والشعب الكوبيين، نحن نحتفل بانتصاركم الكبير لصالح الوحدة والسلام، وتكامل أمريكا الجنوبية مع منطقة البحر الكاريبي».
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن مهنئا لولا دا سيلفا: «أبعث بالتهنئة إلى دا سيلفا، بعد انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، إنني أتطلع إلى العمل معا لمواصلة التعاون بين بلدينا في الأشهر والسنوات المقبلة».
بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو؛ إن فوز لولا يعني أن الشعب البرازيلي قال كلمته. وتابع: «لتعزيز الشراكة بين بلدينا، وتحقيق آمال الشعبين الكندي والبرازيلي، وتعزيز أولوياتنا المشتركة مثل حماية البيئة، مبروك يا لولا».
وفي أوروبا، كانت أول تهنئة لدا سيلفا من قبل رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي غرد: «تهانينا لولا على فوزك بالانتخابات التي قررت البرازيل فيها المراهنة على الأمل والتقدم، دعونا نعمل معا من أجل العدالة الاجتماعية، والمساواة، ومكافحة تغير المناح»، متابعا: «سيكون نجاحك نجاحا للشعب البرازيلي بأكمله».
فيما احتفى زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربين، بفوز لولا دا سيلفا، قائلا؛ إن «هذا انتصار للعدالة الاجتماعية، وحقوق السكان الأصليين، ومستقبل البشرية».
وتابع أن «الكفاح العالمي من أجل المساواة والديمقراطية والسلام مستمر. يثبت انتصار لولا أنه معا يمكننا الفوز».
من جهته قال الزعيم اليساري الفرنسي جان لوك مليونشون، إن انتصار لولا دا سيلفا هو انتصار للفقراء، مضيفا أن مؤامرات الشرطة، والقضاء، والإعلام، فشلت أمام لولا دا سيلفا.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال في برقية تهنئة موجهة لـ لولا: «أكدت نتائج الانتخابات سلطتكم السياسية الكبيرة… آمل أن نعمل على مواصلة تنمية التعاون الروسي-البرازيلي البناء في كل المجالات من خلال جهود مشتركة».
وكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على «تويتر»: «البرازيليون قرّروا… أتطلّع إلى العمل مع لولا لتعزيز الشراكة بين بلدينا (…) للدفع قدمًا بأولويّاتنا المشتركة مثل حماية البيئة».
من جهته، هنأ مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزب بوريل، لولا، وأعرب عن أمله في تعزيز العلاقات مع البرازيل، كاتبا في تغريدة: «الناخبون البرازيليون انتخبوا رئيسا جديدا خلال اقتراع سلمي وجيد التنظيم. تهانينا لـ لولا! أتشوق للعمل معكم لدفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل مع حكومتكم والبرلمان الجديدين».
وكتب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على «تويتر»: «لولا فاز يا شعب البرازيل المبارك. ستكون هناك مساواة وإنسانيّة».
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على «تويتر»: «تهانيّ الحارّة لـ لولا على فوزه الرائع في الانتخابات البرازيليّة. أتطلّع إلى العمل معكم من أجل حماية البيئة».
تخوف من ردة
الفعل
يخشى كثيرون أن يتكرّر في البرازيل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول إثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكية وقد تُستهدف على سبيل المثال المحكمة العليا التي لطالما شنّ بولسونارو حملة كبيرة عليها، بحسب وكالة «فرانس برس».
وكان ترامب دعا البرازيليين إلى إعادة انتخاب بولسونارو «الرجل الرائع» وليس «لولو (كما سمّاه) المعتوه من اليسار الراديكالي».
وأمل لولا بأن يتمتّع بولسونارو بـ»الحكمة» وبأن يتّصل به في حال فوزه «للاعتراف بالنتيجة».