في ظل توالي سنوات الجفاف وندرة المياه ونضوب الفرشة المائية في أكثر من منطقة، اتخذت السلطات الإقليمية لزاكورة، مؤخرا، قرارا يقضي ب « تقنين استغلال زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر (السويهلة)، برسم الموسم الفلاحي الحالي 2022-2023 داخل النفوذ الترابي للإقليم»، لافتا إلى أن الخطوة «تندرج في إطار الجهود المبذولة لمواجهة نقص الماء و شح التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف».
وارتباطا بنفس السياق، ينبغي التذكير أن موضوع» زراعة البطيخ الأحمر «سبق أن شكل محور مراسلات ونداءات عديدة لفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، والتي دعت الجهات المسؤولة محليا، جهويا ومركزيا، إلى «ضرورة العمل على تقنين و تنظيم زراعات منتوج «الدلاح»، وذلك حفاظا على الفرشة المائية التي تضررت، في المدة الأخيرة، بشكل غير مسبوق بالنظر إلى الكميات الكبيرة من الماء التي تستنزفها هذه النوعية من الزراعة».
وبهذا الخصوص، أشار القرار العاملي رقم 34 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر 2022، إلى «أن القرار يأتي لمواجهة التراجع المهول للفرشة المائية في السنوات الأخيرة.» كما شدد على أهمية «تحديد زراعة البطيخ بنوعيه في حدود نصف هكتار إلى هكتار على أبعد تقدير بالنسبة لكافة الضيعات الفلاحية المتواجدة بالمنطقة، وذلك برسم الموسم الفلاحي 2022-2023، بهدف الترشيد الجيد للمياه ، في ظل التقص الحاصل في الموارد المائية والناجم عن توالي سنوات الجفاف» ، مشددا على «منع زراعة الدلاح على طول جنبات وادي درعة، وباقي المناطق المتواجدة بالقرب من حقول الضخ لمياه الشرب».
ولفت القرار ذاته، بشأن تنظيم العملية، إلى «أنه يعهد إلى اللجنة المحلية قراءة العدادات الخاصة بالآبار والأثقاب المائية عند بداية الاستغلال وبشكل دوري لمعرفة الكمية المستخرجة من مياه السقي، وتتبع حالة الفرشة المائية، وفي حالة عدم احترام المساحة المتفق عليها والمنصوص عليها في لائحة الفلاحين المصادق عليها، تجتمع اللجنة المحلية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
تفاديا لنضوب الفرشة المائية .. الجفاف يفرض تقنين زراعة «الدلاح» بإقليم زاكورة

الكاتب : فجر مبارك
بتاريخ : 03/11/2022