الصداقات  المعطوبة

في سيكولوجيا التواصل الاجتماعي على المنصات والمواقع ،لابد أن يسود منطق الوضوح والشفافية وأن تكون الريادة للبناء للمعلوم مع الصدق وصفاء السريرة.
إذ لا تستقيم طلبات الصداقة من أشخاص يتحرجون من ذكر هوياتهم الحقيقية ، ويجدون في الكشف عن وجوههم للمجتمع عورة، ويخجلون من شكلهم المجتمعي ،ليس هذا فحسب، بل يطلبون الصداقات بحسابات مقفلة ، وهويات مجهولة، ونوايا مهزوزة، ومشاعر معطوبة، وملامح متنكرة منخورة بالانتهازية والتكلف الافتراضي.
هل لدى المعني بطلب الصداقة أسرار خطيرة مثلا؟ أم تراه يكون شخصية مدسوسة ملغومة مبعثرة المشاعر، قادمة على مركب مصالحي يتسلح بالانتهازية الصادقة في عالم مشوب بالافتراضية المطلقة؟
التواصل الاجتماعي الحق يتأسس على الوضوح والثقة وشفافية القناعة،لأن المناخ الذي يسوده الغموض في الموقف، والالتباس في الرؤية والتوجس من الآخر، لا ينتج تواصلا اجتماعيا حقيقيا يتغذى من بيئة شاسعة المحبة. سقفها الكونية، وهواؤها القيم الإنسانية النبيلة.
إن النفسية المضطربة التي تسكنها الشكوك ،ويلفها الحذر والغموض لا تساعد قطعا على تحقيق تواصل اجتماعي حقيقي، مسيج بأهداف نبيلة ،ومصان بقيم تمتح من سمو النفس وتجلي الروح المفعمة بالانفتاح.
ثمة معايير لبناء الصداقات الاجتماعيةعلى المنصات يجب الاقتناع بها والعمل بجد على تصريفها، معايير منظمة ومؤطرة بأخلاقيات، وقوانين وضوابط منها ما هو مؤسساتي ومنها ما يدخل في صميم أدبيات الثقافة والتربية والقيم الكونية،
ومن له أسرار يخشى إفشاءها فليأخذ مسافة بينه وبين المنصات الاجتماعية لأن التواصل منها بها وعليها يتم بعملة الوضوح والصدق والثقة في النفس أولا وأخيرا.
الصداقة في بعدها الاصطلاحي واللغوي هي تلك العلاقة التي تتأسس بين ذاتين أو أكثر، على أن عملية البناء يكون أساسها المودة، وسقفها النصيحة والإشارة النابعة من الحب الصافي الصادق، ويمكن وصفها كذلك بالعلاقة الوجدانية التي تتميز بتقاسم  نبضات الحياة المجتمعية  وتبادل التجارب ، وتشارك قيم النجاح .
ولعل من الأسس التي لا بد منها في تشييد علاقة إنسانية على السوشل ميديا  اليوم هو التجرد التام من دوافع المصلحة، وسلبية النفاق، وفذلكات النوايا  السيئة المعطوبة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 04/11/2022