عبد الصمد بلكبير في قراءة جديدة لسيرة بنبركة ومسيرته النضالية

 المهدي بنبركة أبرز رمز للحداثة في التجربة المغربية

نظمت «أكاديمية المهدي بنبركة للدراسات الاجتماعية والثقافة العمالية»، لقاء عبر تقنية التناظر المرئي مع الأستاذ عبد الصمد بلكبير مساء السبت 29 أكتوبر 2022 في موضوع «المهدي بن بركة: سيرة فكر ومسيرة نضال».

افتتح اللقاء الأستاذ عثمان باقة الذي سير فقرات الجلسة الفكرية حيث أوضح في بداية تدخله أن أكاديمية المهدي تشكل مركز بحث أسسته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في مجال الدراسات الاجتماعية والثقافة العمالية، مذكرا في هذا الجانب، بتنظيمها وفق برامج عمل سنوي لندوات فكرية وموضوعاتية ساهم فيها حضوريا او عبر تقنية التناظر المرئي عدد من الأساتذة والباحثين والمفكرين من المغرب وخارج المغرب، شكلت، بما تضمنته من طروحات فكرية، قيمة مبحثية مضافة لفكر المهدي كشخص فريد اهتم بتحرير الانسان وتحرر الانسان.
وأبرز الأستاذ باقة، في تقديمه للقاء الفكري، أن سياقه يأتي في إطار تخليد ذكرى اختطاف واغتيال المهدي الذي دأبت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على إحيائه منذ تأسيسها شهر نونبر 1978.
وفي عرضه الذي جاء تحت عنوان «المهدي بن بركة سيرة فكر ومسيرة نضال»، اعتبر الأستاذ عبد الصمد بلكبير، أن المهدي، يعتبر «شخصا من النوادر في تاريخ أي شعب»، وقال «إنه ليس بالسهولة أن تتمكن الشعوب من أن تنتج رموزا سواء على المستوى الفكري أو الثقافي أو الفني»، لافتا أن أعلى مستويات الرمزية هو البعد السياسي، لأنه يضيف «بعدا تركيبيا لكل ما يهم حاضر الانسان ومستقبله»، من هنا يمثل المهدي بالنسبة للتجربة المغربية في نظر الأستاذ بلكبير، «أبرز رمز للحداثة».
وتوقف المحاضر في عرضه، عند النشأة السياسية للمهدي، ودوره الريادي في الحركة الوطنية وحزب الاستقلال، وتنظيمه لاستقبال رجوع الملك الراحل محمد الخامس من المنفى، وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة النقابية، والمسألة الدستورية، واطروحة الكتلة التاريخية، والتحضير لـ 23 مارس 1965، ودوره القيادي الإقليمي والعربي والقاري والأممي في نشر الوعي الديمقراطي.
كما تناول الأستاذ بلكبير، برؤية تحليلية تروم إعادة كتابة سيرة فكر المهدي ومسيرته النضالية، المحطات الكبرى التي وسمت مرحلة أحد أبرز صناع قيم الديمقراطية والحداثة والنضال السياسي والاجتماعي وطنيا وأمميا، مسلطا في ذات الآن، الضوء على بعض المناطق كانت معتمة بعمق دلالتها السياسية والاجتماعية والثقافية كقضية إكس ليبان وارتباطها بسان سيل كلو، ليخلص في قراءته إلى أن «التاريخ أنصف المهدي، في هذه القضية كما في قضية حرب الرمال سنة 1963».
واعتبر الأستاذ بلكبير في عرضه التحليلي التركيبي لسيرة الرجل ومسيرته، أن المهدي، يجب قراءة تاريخه من أكثر من زاوية وأطروحة، ذكر منها في ربط مع ما سبق، تأسيسه لمجلس استشاري ولمفهوم جمعيات المجتمع المدني، وإشرافه على مؤتمرات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتنظيمها خارج العاصمة الرباط، ووضعه للنواة الأولى لتأسيس الجامعة المغربية، حيث أوضح المتحدث في هذا الخصوص، أن المهدي «كانت له نظرية كاملة في مجال التعليم العالي».
كما توقف الباحث، في سياق عرضه عند بعض التفاصيل التي طبعت المشهد السياسي الموسوم بالتناقضات وتداخل المصالح وتضاربها بين مختلف الفاعلين والدور الريادي والاستثنائي في ذات الآن للمهدي، وقدرته الخارقة على ضبط خيوط اللعبة في كافة جوابها وأبعادها الوطنية والدولية، وهدفه الاستراتيجي لم يحد، يقول بلكبير، «عن توطين الإصلاح والتغيير وتعميق مفاهيم الديمقراطية».
واعتبر الأستاذ بلكبير، انطلاقا من مقاربته التحليلية، أن استثناء المهدي وعبقريته السياسية تتجلى في إنشاء طريق الوحدة لتربط بين شمال المغرب وجنوبه وتحصين وحدته الترابية، حيث أبرز في سياق عرضه، أن الأبعاد السياسية والاجتماعية والتحررية لهذا المشروع تترجم مضامين رهاناتها الوطنية التي تحولت إلى درس سياسي كوني ملهم لكافة قوى التحرر عبر شعار «نبني الطريق والطريق يبنينا».
عبقرية، أرجعها المحاضر، إلى المدرسة الوطنية التي تكون فيها المهدي، لأن المهدي، أخذ على خلاف باقي معاصريه، «الدرس من منبعه وطوره بعبقريته»، ومن هنا أيضا، يرى الأستاذ بلكبير، أن العقل الجدلي للمهدي عقل يرتبط بالواقع الملموس كما يقول لينين».


الكاتب : عبد الواحد الحطابي

  

بتاريخ : 08/11/2022