لجنة الانتقاء شاهدت أكثر من 800 عملا قبل أن تستقر على 76 فيلما من 33 دولة
الفيلم المغربي «القفطان الأزرق» لمريم التوزاني في المنافسة، و5 أفلام أخرى ستعرض بانوراما السينما المغربية
يعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بقوة هذه السنة في دورة طال انتظارها بعد توقف دام سنتين بسبب الأزمة الصحية. فقد كشف منظمو هذه التظاهرة الكبرى عن برمجة 76 فيلما من 33 دولة تمثل مختلف الأجيال والثقافات السينمائية عبر العالم سيم عرضها في مختلف أقسام المهرجان. في الحوار الذي خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يستعرض عضو لجنة انتقاء الأفلام بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، علي حجي، مستجدات الدورة ال19 للمهرجان التي ستنظم ما بين 11 و19 نونبر الجاري
-بعد عامين من التأجيل بسبب الأزمة الصحية لكوفيد 19، يعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورة غنية. حدثنا عن أبرز مستجدات هذه النسخة..
– المهرجان هو احتفال بتجارب السينمائية عبر العالم بكل تنوعها، وكعادته، سيسلط برنامج هذه الدورة الضوء على الأعمال والمواهب السينمائية من جميع أنحاء العالم.
خلال الدورات السابقة، تم إطلاق عدة أقسام جديدة، بما في ذلك القارة الحادية عشرة التي تقدم أفلاما رائدة، وبانوراما السينما المغربية، وعروضا للجمهور الناشئ، وسلسلة «حوار مع…».
وفي عام 2018، افتتح المهرجان برنامجه المخصص للصناعة السينمائية، ورشات الأطلس، الذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من إفريقيا والشرق الأوسط. وعلى مدار العامين الماضيين، استمرت الورشات عبر الإنترنت ودعمت 47 مشروعا سينمائيا.
الجميع ينتظر عودة المهرجان بفارغ الصبر من مهنيين ووسائل الإعلام وعشاق الأفلام والجمهور. ولتسهيل التجربة، تم تصميم موقع رقمي جديد للمهرجان يمكن من الحصول على اعتماد عبر الأنترنت، وعلى بطاقة إلكترونية مجانية تتيح حضور العروض وأنشطة المهرجان.
وفي الأخير، بهدف تعزيز برنامج الجمهور الشاب وتدريب عشاق السينما، سيقدم المهرجان، هذا العام لأول مرة، عروضا لتلاميذ المدارس الثانوية.
76 فيلما من 33 دولة: هذه هي برمجة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لهذا العام. ما هي معايير اختيار الأعمال المشاركة وكيف تتم عملية الانتقاء؟
– في واقع الأمر، يسعى المهرجان إلى تسليط الضوء على الإبداع السينمائي العالمي. ولكل قسم من أقسام المهرجان هويته الخاصة. فالمسابقة الرسمية مخصصة لاكتشاف المخرجين الجدد، وتقدم أول وثاني فيلم طويل لأصحابها من جميع أنحاء العالم. فيما تقدم العروض الاحتفالية مجموعة مختارة من أكثر الأفلام العالمية المنتظرة لهذا العام، بحضور ممثلين مرموقين. وتتيح العروض الخاصة إمكانية عرض أفلام المخرجين المرموقين والمعترف لهم من قبل النقاد والمهرجانات الدولية. بينما تقدم القارة الحادية عشر أفلاما جريئة ومبتكرة. من جهتها، تضرب بانوراما السينما المغربية للجمهور موعدا مع مجموعة مختارة من الأفلام الروائية والوثائقية الحديثة من الإنتاج الوطني. ويهدف قسم الجمهور الناشئ إلى رفع مستوى الوعي لدى مشاهد الغد، من أول تجربة للشاشة الكبيرة للصغار إلى عروض تليها نقاشات لتلاميذ المدارس الثانوية. وكل مساء، سيتم عرض أفلام شعبية في الهواء الطلق في ساحة «جامع الفنا» الشهيرة، حيث تأتي شخصيات السينما للقاء الجمهور ولإحياء المهرجان في قلب مدينة مراكش.
هذا العام، شاهدت لجنة الانتقاء أكثر من 800 عملا قبل أن تخلص إلى هذه المجموعة المختارة من 76 فيلما من 33 دولة. وإلى جانب خصوصيات كل قسم، تبحث اللجنة باستمرار عن أعمال ذات وجهات نظر فريدة أو تسلط ضوءا جديدا على العالم أو تحدث حركية في المجال السينمائي لبلدها الأصلي.
– فضلا عن دعوتها لنجوم سينمائيين عالميين (غييرمو ديل تورو، جيمس جراي، نيل جوردان)، تراهن هذه النسخة على اكتشاف المواهب الشابة حول العالم. هل المهرجان يحذوه هذا الطموح وهذا الاهتمام بالمساهمة في بروز جيل جديد من المخرجين، يملكون نظرة ولغة ومواضيع خارجة عن الطابع المألوف؟
– ما يجعل مهرجان مراكش فريدا هو التقاء المخرجين الشباب مع كبار نجوم السينما العالمية. وتهدف المسابقة الرسمية إلى الكشف عن مواهب جديدة في مجال السينما حول العالم، من خلال مجموعة مختارة حصرية للفيلمين الأول والثاني. فالتفرد، ودقة النظرة، والرغبة في تغيير الأنماط المعتادة للتمثيل، كلها صفات نبحث عنها في الأفلام التي نختارها.
ومن خلال عرض هذه الأعمال أمام لجنة تحكيم مرموقة يترأسها هذا العام المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، الحائز على جائزة الأوسكار، يساهم المهرجان في تسليط الضوء على المخرجين الصاعدين. إنه لشيء قوي ومؤثر أن نشهد ولادة المواهب التي سيكون لهم شأن في سينما الغد.
نتذكر كيف حصل المخرج الأسترالي جاستن كورزل على جائزة في مهرجان مراكش عام 2011، عن فيلمه الأول «The Crimes of Snowtown»، وهو اليوم يعتبر واحدا من أشهر المخرجين الأستراليين في العالم.
– من نسخة إلى آخرى، يتم التأكيد على مكانة السينما المغربية في برمجة المهرجان. تقدم دوره هذا العام 15 فيلما، وقسما خاصا من خلال بانوراما السينما المغربية. بالإضافة إلى تقديم واجهة ممتازة للسينما المغربية على المستوى الدولي، كيف يدعم المهرجان دينامية الصناعة السينمائية الوطنية؟
– نشهد هذا العام حضورا استثنائيا للسينما الوطنية في عدة أقسام من المهرجان. سيتم تكريم المخرجة المرموقة ورائدة السينما المغربية فريدة بنليزيد، كما سيتم عرض العديد من أفلامها، بما في ذلك «باب السماء مفتوح».
كما يتميز الحضور القوي للسينما المغربية بحضور جيل جديد من المخرجين، فمن بين الأفلام الخمسة عشر المختارة سبعة منها هي أفلام روائية أولى أو ثانية. وتم عرض العديد من هذه الأفلام مؤخرا في كبرى المهرجانات الدولية، مما يدل على الاهتمام الذي تثيره السينما الوطنية في مناطق أخرى اليوم. وتحضر مريم التوزاني، للمرة الأولى في المنافسة، بفيلم «القفطان الأزرق»، وهو فيلم لاقى ترحيبا دوليا منذ عرضه في مهرجان كان في ماي الماضي.
من جهة أخرى، ستقدم كل من ياسمين بنكيران وفيصل بوليفة أفلامهما في عروض خاصة، بينما سيعرض عدنان بركة فيلمه في إطار القارة الحادية عشر. ستعرض بانوراما السينما المغربية 5 أفلام وستفتتح مع العمل الجديد لفوزي بنسعيدي «أيام الصيف»، وهو عمل مقتبس عن تشيخوف. كما سيكتشف جمهور ساحة جامع الفنا الأفلام الكوميدية الناجحة من قبيل الفيلم الكوميدي «30 مليون»، و»الإخوان» .
تجدر الإشارة إلى أن 5 أفلام مغربية تم اختيارها هذا العام قد استفادت من دعم برنامج ورشات الأطلس. ومنذ إحداثه في 2018، دعم هذا البرنامج 46 مشروعا مغربيا، وتم اختيار العديد منها لاحقا لأكبر مهرجانات الأفلام حول العالم.
– بسبب كوفيد – 19، تم تنظيم العديد من أنشطة المهرجان عن بعد في عامي 2020 و2021. كيف تمت الإفادة من هذه التجربة لـ «رقمنة» المهرجان بشكل أفضل؟
– لقد مكنت الأزمة الصحية من اعتماد أو تعزيز رقمنة بعض الممارسات. أردنا الاستفادة من هذه المستجدات التي ترسخت للسماح للمتفرج ببدء جميع الإجراءات للولوج إلى العروض والأنشطة عبر الإنترنت، وبالتالي تسهيل تجربة المهرجان. لهذا، تم تجهيز المهرجان بموقع إلكتروني جديد تم اعتماده مؤخرا، وعن طريقه يتم الحصول على اعتماد عبر الأنترنت بنسبة 100 بالمئة. إنه مجاني ومخصص للكبار فقط.
وللحصول على البطاقة الإلكترونية، يكفي القيام بالطلب عبر الموقع www.marrakech-festival.com . كما أطلق المهرجان تطبيقا جديدا، متاحا على Apple Store وGoogle Play ، تحت اسم Marrakech Festival.