المغرب يخصص 130 مليار درهم للاستثمار الأخضر في منظومة إنتاج الفوسفاط والأسمدة
يسعى لتحقيق معدل اندماج محلي يبلغ 70 ٪ومواكبة 600 مقاولة صناعية مغربية وخلق 25000 منصب شغل
صادرات الفوسفاط ومشتقاته ارتفعت إلى مستوى قياسي فاق 100 مليار درهم في 10 أشهر
ترأس الملك محمد السادس، يوم السبت، بالقصر الملكي بالرباط، مراسيم تقديم برنامج الاستثمار الأخضر الجديد لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بقيمة 130 مليار درهم وفق ما أعلنه بيان للديوان الملكي. يهدف هذا البرنامج الاستثماري الجديد الذي سيتم تنزيله خلال السنوات الخمس القادمة (2023-2027) إلى وضع حد لاعتماد المجموعة على واردات الأمونياك وتعويضها بالاستثمار في سلسلة الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونياك الخضراء.
وسيمكن البرنامج الجديد في ترسيخ المكانة العالمية المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال تحقيق معدل اندماج محلي يبلغ 70٪، إضافة إلى مواكبة 600 مقاولة صناعية مغربية، وخلق 25000 منصب شغل مباشر وغير مباشر. ومن خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، تهدف المجموعة إلى تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027. وستمكن هذه الطاقة الخالية من الكربون من تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر، من أجل تلبية احتياجات المجموعة، وكذا تزويد المناطق المجاورة لمواقع المجمع الشريف للفوسفاط بالماء الصالح للشرب والري.
ويشكل الحفل، الذي تميز أيضا بتوقيع اتفاقية البروتوكول ذات الصلة بين الحكومة ومجموعة OCP ،جزءا من التوجه الاستباقي الذي كان جلالة الملك قد أطلقه، منذ سنوات عديدة ، في مجال الانتقال إلى الطاقات الخضراء والاقتصاد الخالي من الكربون. كما يأتي امتدادا لجلسة العمل التي ترأسها جلالته في 22 نونبر الماضي، والتي خصصت لتطوير الطاقات المتجددة والآفاق الجديدة المفتوحة في هذا المجال.
وقدم مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة OCP أمام جلالة الملك نتائج البرنامج الاستثماري السابق للمجموعة، الذي ارتكز على التوجيهات السامية لصاحب الجلالة سنة 2012، والذي مكن من ترسيخ مكانة المجموعة بقوة في سوق الأسمدة، حيث تضاعفت قدرات إنتاج الأسمدة ثلاث مرات، مما جعل المجموعة اليوم أحد أكبر منتجي ومصدري الأسمدة الفوسفاطية في العالم.
وقد اعتمدت مجموعة OCP على قدرات البحث والتطوير التي تزخر بها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) من أجل الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الصناعية والرقمية الجديدة، وتطوير الخبرات في مجال التقنيات المبتكرة للتسميد المعقلن القادرة على رفع تحديات الفلاحة المستدامة والأمن الغذائي.
إثر ذلك، قدم التراب أمام جلالة الملك، البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد لمجموعة OCP. ويرتكز هذا البرنامج على الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040، وذلك من خلال الاعتماد على الإمكانات الفريدة من الطاقة المتجددة، وعلى المنجزات والمكاسب التي حققتها المملكة في هذا المجال.
وستمكن هذه الاستثمارات، على المدى البعيد، من وضع حد لاعتماد المجموعة، التي تعتبر المستورد الأول للأمونياك على الصعيد العالمي، على هذه الواردات، وذلك عبر الاستثمار في سلسلة الطاقات المتجددة – الهيدروجين الأخضر – الأمونياك الأخضر، مما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء بقوة وحلول التسميد الملائمة للاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة والزراعات.
وسيتم تعزيز هذا الطموح من خلال برامج دعم المقاولات الصناعية الصغرى والمتوسطة، وكذا المقاولات الفاعلة في قطاعي الطاقة والفلاحة. وهو ما سيساهم في بروز منظومة بيئية وطنية مبتكرة، وخلق فرص جديدة للشغل والإدماج المهني للشباب.
وقد ارتفعت قيمة واردات المجمع الشريف للفوسفاط من الأمونياك إلى 1.65 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، بزيادة 234% بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وإلى حدود 30 أكتوبر الماضي، تصدر الفوسفاط ومشتقاته، بما في ذلك الأسمدة، قيمة صادرات المغرب مرتفعا إلى مستوى قياسي تجاوز 100 مليار درهم 9.5 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام عوض 59.6 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي أي بزيادة فاق معدلها 59.3 في المائة وذلك في ظل ارتفاع الأسعار في السوق الدولية.
ونمت حصة مصادر الطاقة المتجددة في الطاقة الإنتاجية للمغرب إلى 38% العام الماضي وتعتزم البلاد زيادتها إلى 52% بحلول عام 2030.