من هناك في المداشر وفي أعالي الجبال الباردة، في كل الوطن وأفريقيا والعرب الدعم لكم أسود الأطلس

أكيد ،تدرك منتخبنا الوطني أن الجميع هنا في المغرب ،بمداشره وقراه ،بمرتفعاته حيث تسرب دفء تألق لاعبينا إلى الأجساد والبيوت الباردة، في كل المدن ولدى كل النفوس، لدى كل المغاربة ومنهم البسطاء المكتوون بارتفاع الأسعار والمعانون من صعوبة وقساوة الحياة، يحضر الطموح والأمل في تحقيق الانتصار في مباراة اليوم أمام منتخب إسبانيا.
إفريقيا معك، وكل الوطن العربي يؤازرك وكل المقومات الفنية والبدنية تضعك منتخبنا الوطني ندا للند مع الإسبان.
وأكيد أيضا أنه مهما كانت النتيجة اليوم، والتي نتمناها فوزا آخر ينضاف لسجل منتخبنا الوطني في أرقام هذا المونديال، هناك إجماع عالمي فيه كثير من الاحترام والتقدير لما قدمتموه يا أبطالنا خلال كل المباريات، وإجماع إفريقي وعربي فيه كثير من الحب والفخر والاعتزاز.
وأكيد ثالثا أنكم أبطالنا نجحتم في صنع الفرح و في تحقيق الوحدة العربية وإعادة الحياة لللقضية الفلسطينية وأعلام القدس تزين مدرجات الملاعب القطرية، يحملها الجمهور المغربي، كما نجحتم في جلب انتباه كل إفريقيا، ليس بالأداء وبالنتائج فقط، بل ومن خلال سلوككم وأخلاقكم وتمسككم بقيمنا وبعاداتنا وبثقافتنا وبنمط التربية التي نشأ عليها كل المغاربة داخل الوطن وخارجه، وكيف يشك المرء في ذلك والجميع شاهدكم وتابعكم وأنتم ترتمون بعد كل مباراة في أحضان أمهاتكم تقبلون رؤوسهن وأياديهن وتهدونهن انتصاراتكم في أسمى صورة لبر الوالدين.
من منا لم تحرك مشاعره تلك الصور حيث أشرف حكيمي يقفز كل الحواجز ليرتمي في حضن أمه، أو سفيان بوفال وهو يكاد يقتحم وينغرس في قلب والدته، أو عبدالحميد الصابيري وقبلهم مدربهم وليد الركراكي ويوسف النصيري ودموع فرح والده من المدرجات.
ما أجملها من صور كما ما أروعها من صور نشرتموها عبر العالم فيها كثير من الروح الوطنية وفيها كثير من روعة الإنتماء لهذا الوطن الرائع.
شكرا لكم حكيم زياش وزملائك جميعا.. شكرا وليد الركراكي وكل أفراد الأطقم في المنتخب الوطني ، أدخلتم الفرح في قلوب المغاربة وكانوا أحوج إلى الفرح..كنتم وتواصلون ذلك خير دواء لكل داء ألم بالمغاربة في هذه الفترة العصيبة التي نعيشها في ظل الوضعية الاجتماعية القاسية الحالية..
الحافز لديكم اليوم لتحقيق الانتصار ولصنع الفرح من جديد، ستلعبون كما عهدنا فيكم من أجلنا جميعا..ذلك المواطن في مرتفعات الأطلس والريف والذي تكاد يداه المثلجتان الباردتان تمسكان المذياع. بالكاد لمتابعتكم، ذلك العامل البسيط السعيد بكم مهما قست عليه ظروف العمل والحياة، ذلك الفلاح الذي يقاوم جفاف أرضه ويدعو لكم ،ذلك الموظف ،ذلك الشاب الذي أرهقه البحث عن العمل ،تلك الأم التي ترى ابنها فيكم…
لأجلنا ،طموحنا سيظل قائما..وبإمكانكم اليوم أن تجعلونا نفتخر بكم من جديد.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 06/12/2022