شهدت مقابلتين صعبتين، الأولى كروية والثانية صحية
مصطفى الإدريسي
وجوه مبتسمة وفرح طفولي قبل المقابلة وأثنائها وبعدها، في الصباح الباكر والناس في عطلة ومسافرة، يعلو الفرح الأسري محياهم، ويوحدهم اللباس الوطني وقبعة بالنجمة المغربية على رؤوسهم، كل ذلك شاهدته على متن القطار، عند ذهابي إلى العمل وعند عودتي منه .
بعد منتصف النهار، غصت المقاهي بالمتفرجين من كل الفئات، وما طغى على هذا العرس الكروي، هو تواجد النساء بشكل ملفت مع أبنائهن وصديقاتهن، يلبسن قميص الفريق الوطني ويلتحفن الراية المغربية .
أصبحت حديقة « البارك « بالمحمدية قبلة للمشجعات والمشجعين في فرح عارم قبل المقابلة وبعد نهايتها، وخلقت نتيجة مقابلات المغرب السابقة تلاحما بين الشعب المغربي بكل فئاته، رددوا النشيد الوطني ورفعوا الأعلام المغربية عاليا، مخلفين احتفالا رائعا سواء داخل المقاهي أو خارجها.
أما في نادي التنس، فكانت الوجوه فرحة مستبشرة بالنتيجة التي حققها المنتخب المغربي، بانتصاره التاريخي على المنتخب الإسباني، كنا مشدودين إلى مقابلتين صعبتين في نتائجهما، مقابلة كرة القدم، وصحة أصدقائنا الذين يجدون صعوبة كبيرة في مشاهدة المباراة وتقبل النتيجة كيفما كانت، فقلبهم العليل وحبهم الكبير للوطن وضعهم بين متابعة مباراة الأسود والانفعالات التي تصاحب المقابلة والنتيجة، أليس كذلك ، حميد، عبد المجيد ، خالد ، رشيد … ؟
لكن ما يسر كل هذا الخوف الصحي بين الأصدقاء، هو التلاحم العاطفي والإنساني الرائع بين جميع متفرجي النادي ، والاطمئنان الصحي على سير فرح جرى تحت مراقبة الدكتور عبد الرحمان، الذي استطاع، بفرحه الطفولي، أن يكون في مقدمة المشجعين.
كما كان هناك استثناء جميلا داخل النادي، هو وجود النساء إلى جانب الرجال لتشجيع المنتخب المغربي، بالإضافة إلى الأطفال الذين كانوا يلبسون القميص المغربي، كما حضر جميع الفئات والشرائح باختلاف الوظائف والرتب، الكل يشجع المنتخب ويتفاعل مع مقابلة انتصرت فيها العلاقات القوية بين مكونات النادي الإنسانية والعائلية .
بعد نهاية المقابلة، طار الكل فرحا وعناقا وتعالى صراخهم وابتهاجهم بهذا الانتصار الرائع والتاريخي، والذي سيبقى موشوما في ذاكرة المغاربة . شكرا للمنتخب المغربي الذي أدخل الفرح على قلوب المغاربة…
الكاتب : مصطفى الإدريسي - بتاريخ : 08/12/2022

