في تايمز سكوير بقلب نيويورك، بدت الأمور طبيعية في نهاية يوم عمل عادي. السياح يلتقطون صورا تذكارية تخليدا لمرورهم بالساحة الشهيرة، فيما يطالع البعض الآخر واجهات محلات العلامات التجارية الكبرى بحثا عن منتجهم المفضل.
على الساعة السابعة مساء، وبشكل مفاجئ، تتغير الأجواء، لتكتسي طابعا احتفاليا بحلول «موجة» من المشجعين المغاربة، الذين ضربوا موعدا، عبر صفحات «فيسبوك»، في هذه الساحة الرمزية في المدينة الأمريكية، للاحتفال بالتأهل التاريخي والمستحق لأسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس العالم في قطر، خلال مباراة مثيرة، خاضها الثلاثاء، ضد إسبانيا.
حاملين ألوان علم المغرب، الأحمر والأخضر، احتفل رجال ونساء وأطفال، يحذوهم حس عال من الانتماء والوطنية، مطلقين العنان لفرح لا حدود له، بإنجاز عظيم سيبقى خالدا في ذاكرة كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية.
«أنا أفتخر بكوني مغربيا. فرحتي تبلغ أوجها». هكذا تحدث حسن ب.، مبرزا أن رفاق سفيان أمرابط خلقوا الحدث وتركوا بصمتهم في تاريخ كرة القدم المغربية، من خلال الفوز على فريق كبير مثل إسبانيا، بطل العالم في عام 2010.
ياسين، وهو شاب في ربيعه الخامس عشر، لم يفتأ عن مدح الحارس ياسين بونو، الذي أخرج كل ما في جعبته ولعب دورا حاسما في التأهل المستحق لأسود الأطلس. وأضاف «ياسين بونو قلعة دفاع المنتخب الوطني.
لقد حررنا بركلات الترجيح. ألف شكر لياسين وكل اللاعبين الذين صمدوا رغم كل الصعاب من أجل جلب السعادة والفخر للجمهور المغربي والعربي والإفريقي».
وبالحماس ذاته، عبرت حليمة ز. عن فخرها بانتمائها المغربي وبمتابعتها لملحمة حقيقية أبطالها أسود الأطلس. «لقد شهدنا تجسيدا لقيم الانتماء إلى بلد يؤمن بكفاءاته».
«هذا الإنجاز غير المسبوق سيرسخ في أذهان المغاربة»، تضيف حليمة، معربة عن الأمل في أن يستطيع رجال وليد الركراكي أن يعيدوا النتيجة ذاتها يوم السبت المقبل، ويتأهلوا لنصف النهائي.
من جانبه، أشاد محمد العلمي، الصحافي المقيم بنيويورك، في تصريح لقناة «إم 24» الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالروح القتالية والمثابرة التي أبانت عنها عناصر المنتخب الوطني.
مغاربة نيويورك لم يحتفلوا لوحدهم بتأهل أسود الأطلس، بل انضم إليهم أفراد من الجاليات العربية والإفريقية، للإشادة بشجاعة المنتخب المغربي.
«أنا سعيدة لأن المغرب انتصر. إفريقيا بأكملها فازت»، تقول فاطمة، السنغالية المقيمة في نيويورك، والتي حضرت إلى «تايمز سكوير» رفقة أطفالها، حاملين علمي بلدهم الأصل والمغرب.
وقد حقق المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا بالتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم، بعد فوزه، مساء الثلاثاء في الدوحة، على إسبانيا بركلات الترجيح (3-0 بعد الأشواط الإضافية)، وذلك بفضل الأداء الأسطوري لياسين بونو، الذي حافظ على شباكه نظيفة خلال ضربات الترجيح المصيرية.
ولحجز مكان في المربع النهائي، سيتعين على رفاق حكيم زياش مواجهة البرتغالي كريستيانو رونالدو.