وداعا الزميل الشاعر والمربي الحاج أحمد صبري

غادرنا الزميل الصحفي والشاعر المربي والمدرب الحاج أحمد صبري، في خضم الفرحة التي تعم الشعب المغربي عامة، والجمهور الرياضى خاصة، بعد معاناة طويلة مع المرض، ليلة الجمعة / السبت الماضي.
نشأ الحاج أحمد صبري بن صالح السعيدي، رحمه الله، بدرب غلف، وكان من أنشط العناصر الشابة منذ نعومة أظافره ، سواء في حزب الاستقلال أو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
اجتمعت في الفقيد أشياء قلما تجتمع في غيره، اشتغل في مهنة التدريس بمدرسة لالة أمينة بداية الاستقلال، ولم يمنعه ذلك من الاهتمام بأنشطة أخرى، حيث مارس الرياضة كنجم من ألمع نجوم كرة القدم وكلاعب كرة القدم بفريق الحياة، ومدرب لنجم الشباب وفريق مدرسة المعلمين وفرق أخرى وطنية وعربية. السي أحمد صبري مارس الصحافة الرياضية كناقد ومحلل بكل من التحرير، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، وجريدة العلم، عندما تم منع صحافة الاتحاد من الصدور.
جايل المرحوم ثلة من الصحفيين الرياضيين من العيار الثقيل: أحمد الغربي، الحسين الحياني ومحمد الزوين، وكان مهتماً بالكتابة شعراً ونثرا، صدرت له عدة كتب أذكر منها، «أهداني خوخة ومات»، ألف ليلة وليلة»… فضلا عن العمل الجمعوي: اتحاد كتاب المغرب، جمعية المدربين، نقابة الفنانين والموسيقيين، كما كان عضو الفريق الاتحادي منتخبا بجماعة المعاريف.
أحمد صبري، ابن درب غلف، من مواليد 11 دجنبر 1939 بالدار البيضاء، صحافي وشاعر ومترجم، وهرم الإعلام الرياضي المغربي، سخر قلمه لخدمة الرياضة بكتاباته المتميزة، ومتابعته لكل الأحداث الرياضية.
اشتغل في «التحرير» مع الفقيه البصري وعبد الرحمان اليوسفي، و«المحرر» مع الشهيد عمر بنجلون وجريدة «الاتحاد الاشتراكي» إلى أن تقاعد.
شاعر صاحب «أهداني خوخة ومات» و»أزلية المواجهة»، من الشعراء الذين تمردوا على القوالب الشعرية والمدارس الأدبية السائدة، إذ شكلت أشعاره نوعا من الثورة على الشعر العمودي والتوجه الرومانسي.
غنى له مطربون مغاربة، مثل الطاهر جمي ونادية أيوب وحياة الإدريسي وآخرون… بل كانت ستغني له «كوكب الشرق أم كلثوم»، عندما قابلها في زيارتها إلى باريس، وأخذت منه إحدى قصائده الغنائية.
أحمد صبري، خبير في الرياضة، كان لاعبا ممارسا ومسيرا ومدربا، درب فرقا كبرى من الدرجة الممتازة، كنادي المغرب التطواني ونجم الشباب، ودرب الفريق الوطني للشباب، وخارج المغرب، أشرف على تدريب فريق من الدرجة الأولى في السعودية.
شارك في الألعاب الأولمبية بمونتريال سنة 1976، حيث فاز بالميدالية البرونزية كمراسل «المحرر» وأهداها إلى ابنة الشهيد عمر بنجلون، كما غطى كأس العالم في الأرجنتين سنة 1978.
رحم لله السي أحمد صبري وأسكنه فسيح جناته، وجعله في زمرة النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً ورزقنا جميعاً الصبر الجميل.
إنا لله وإنا إليه راجعون


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 12/12/2022