شجرة الكينونة

«ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء»
(سورة إبراهيم ـ 24).
«مولانا صارت لو الهيبة
يعرف ما راد بين حرف الكاف و النون
ويرد الراشية جديدة..»
زجل .ناس الغيوان .

كيف تصور محيي الدين بن عربي الكون؟ لقد حافظ على الإطار الديني الإسلامي الذي وفقه خلق الله المخلوقات، لكنه وضعه في سياق تخييلي آخر واعتمد فيه على التشابهات الأنتربومورفية لا لأنسنة الكون وربط الصلة بين العالم العلوي والعالم السفلي عبر النبي ـ الإنسان فقط وإنما لإعطاء الدليل على بقايا أثر الخالق في مخلوقه وذلك من خلال اللغة من جذر حرفين «الكاف»و»النون» ومن خلال بلاغة التمثيلات والمجازات و الاستعارات..

……………………
انطلق من أحدية ذاته. كان الله ولم يكن معه أحد.»ليس كمثله شيء» (سورة الشورى ـ 11) .
فكيف جاء الكون؟ «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون». (سورة النحل ـ 40)أي كوّن الكون من كلمة «كن» و أوجد بها جميع الموجودات… . فلا وجود إلا مستخرج من كنهها المكنون ولا مكنون إلا مستخرج من سرها المصون.
لمّا نظر ابن عربي إلى الكون وتكوينه رآه شجرة. أصل نورها حبة «كن». كافها هو كاف الكونية ، لقح بحبة الخلق فكان «كل شيء خلقناه بقدر»(سورة القمر ـ 49) فظهر منها غصنان «الإرادة « و»القدرة» . فانشق عنهما كافان : كاف الكمالية «اليوم أكملت لكم دينكم»(سورة المائدة ـ 3)وكاف الكفرية «فمنهم من آمن و منهم من كفر»(سورة البقرة ـ 110) ولما أبرز الكون من كنه العدم، رشّ عليهم من نون «نوره»فظهر من جوهر النون «نون النكرة»و»نون المعرفة». فمن أصابه ذلك النور حدّق في حبة «كن» فلاح له سرّ كافها «كنتم خير أمة أخرجت للناس» (سورة آل عمران ـ 110) . وكشف مكنون نونها «فهو على نزر من ربه»(سورة الزمر ـ 22)و أما من أخطأ ذلك النور نظر إلى حبة «كن» فظن أنها كاف الكفرية بنون نكرة فكان من الكافرين.
لمّا نظر آدم أوّل الخلق إلى الوجود، وجد كل موجود دائرا في دائرة الكون فيه من نار وفيه من طين ، كل يؤول ويجول في سرائر «كن».
لمّا تعلم آدم الأسماء كلها، نظر إلى مثال «كن»فأدرك كاف الكفرية «كنت كنزا مخفيا لا أعرف، فأحببت أن أعرف (حديث).فنظر إلى سر النون وأدرك الأنا «إنني أنا الله لآ إله إلا أنا»(سورة طه ـ 14). فلما صحّح الهجاء و الرجاء صحّح كاف الكفرية بكاف التكريم». ولقد كرّمنا بني آدم»(سورة الإسرار 70) ومنحه كاف الكنية «كنت له سمعا وبصرا ويدا»، و اتصلت به نون النعمة « وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها»(سورة النحل 5).
فلمّا تمهدت الدار ودار كأس إرادته فاستدار، أول ما حضر إبليس وهو يرفل في ثياب التسبيح والتقديس لكنها محشوة بأدغال التدليس. وكان قد مكث في مكتب التعليم أربعين ألف عام فلم يدرك سوى كاف التكبر «أبى و استكبر»(سورة البقرة ـ 34). ونون ناريته»خلقتني من نار» (سورة الأعراف ـ 12) . أول ما فعل أنكر وأصّر على العصيان وأضمر واستصغر حق هذا الماء والطين . فلمّا قيل له أسجد أبى واستكبر. خاصة وأنه لما نزل الأرض التي من ترابها، قبض ملاك الموت قبضة آدم وكان يطأها إبليس بقدميه فلما عجنت الطينة كان من نصيب النفس التراب الذي وطأه ودنسه فاكتسبت النفس ما فيها من خبث ووأوصاف مذمومة . فتدحرج بكاف كفريته ونون ناريته «فكبكبوا فيها» (سورة الشعراء ـ 14). ولمّا نظر آدم وحواء إلى الشجرة وثمارها «وسوس لهما « الشيطان «فأكلا منها» فزلقا في المعاصي لولا غصن الاستغفار»ربنا ظلمنا أنفسنا « «فتلقى»(سورة البقرة ـ 37). فلما نودي يوم الإشهاد بالأشهاد: فمنهم من شهد أنه «ليس كمثله سيء «فأشهدته جمالية ذاته ومنهم من أشهد أنه «لا إله إلا هو الملك القدوس « فأشهدته جمالية صفاته. ومنهم من اعتبره محدودا أو معدوما أو جلمودا. والكل في ذلك على كاف الحكم «قل لن يصيبنا « (سورة التوبة ـ 51).وكل هذا مستنبط من سر كلمة «كن»دائر في فلكها . من حبتها نبتت شجرة هي تمثيل للكون والوجود، و كل ما يحدث في الكون من حوادث .
أول ما أنبتت هذه الشجرة ثلاثة أغصان غصن اليمين، ومنه أصحاب اليمين (سورة الواقعة ـ 90) وغصن الشمال ومنه أصحاب الشمال (نفسه ـ 41) وغصن نبت مستقيما قويما هو غصن الاعتدال والاستقامة منه «السابقون المقربون»(سورة الواقعة ـ 11) وكانت روحانية محمد قائمة في الغصون الثلاثة. كان حظ غصن أصحاب اليمين روحانية الهداية والعمل بسنته وشريعته، لقوله تعالى « الذين يتبعون الرسول النبي الأمي»(سورة الأعراف ـ 157)، وكان حظ السابقين روحانية القربى منه و الزلفى «فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين»(سورة النساء ـ 69). وكان حظ أصحاب الشمال حمايتهم وأمنهم من العقوبة المعجلة « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم»(سورة الأنفال ـ 33).ولمّا آن ظهور جسمانية النبي نبت الغصن المستقيم فناداه ربه «فاستقم كما أمرت»(سورة هود ـ112).فكانت صفة الاستقامة ..من صفاته ومقامه دار المقامة ولمّا أقام نقل من مقام إلى مقام حتى استقر واستقام .
مقامه الأول/ هو مقام الوجود في الدنيا «يا أيها المدثر..قم فأندر»(سورة المدثر ـ 1 و 2)
المقام الثاني: هو مقام الآخرة المحمودة»عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا» (سورة الإسراء ـ 79).
المقام الثالث: مقام الخلود في الجنة «الذي أحلنا دار المقامة من فضله» (سورة فاطر ـ 35).
والمقام الرابع: المقام المشهود مقام قاب قوسين أو أدنى من رؤية المعبود «ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى «(سورة النجم ـ 8 و 9).
و لمّا ثبتت هذه الشجرة جاء من فرعها الأعلى المعنى ومن فرعها الأدنى الصورة. فما كان من قشورها وتجسيدها البارز هو عالم الملك، وما كان من قلوبها و ألبابها ومعانيها الخافية هو عالم الملكوت … وما كان من مائها الجاري في شرايينها سبب نموها وحياتها وأزهارها وثمارها هو عالم الجبروت الذي هو سرّ كلمة «كن» (عكس ما حقّقه المحقق أسفل ص 50: فاعتبر الملك اسم من أسماء الله (؟) و الجبروت بمعنى القهر(؟).)
ثم حدّ للشجرة حدودا ورسوما : حدّها الأعلى وحدها الأسفل، اليمين والشمال، الوراء والقدام ..ورسومها هي الأفلاك والأجرام والآثار وجعل لها سبع سماوات طباقا بمثابة التصفيف أوراقا والكواكب كالأزهار آفاقا والليل والنهار بمثابة رداءين الأسود ليحجب الأبصار والأبيض ليتجلى للاستبصار.وكان العرش كبيت مال هذه الشجرة «وترى الملائكة حافين حول العرش»(سورة الزمر ـ 75) إليه يشيرون وبه يطوفون. وأوجد العرش إظهارا لقدرته لا محلا لذاته وأوجد الوجود لا لحاجة له به، إنما لإظهار سماته وصفاته وبه يسترشدون.
اختلفت أغصان هذه الشجرة وتنوعت ثمارها ليظهر سر مغفرته للمذنب ونعمته للمؤمن ونقمته للكافر.
ثم جعل اللوح والقلم، بمنزلة كتاب الملك وما يسطرون فيه من أحكام. وجعل سدرة المنتهى بمنزل غصن من أغصان هذه الشجرة .. ما تحتها ينفذ أحكامه ويرفع إليه ما يحمل من ثمارها . ثم يلاقي هناك كتاب الملك وهو اللوح المحفوظ فيه يدوّن ما يحدث في هذه الشجرة وكل واحد منا له مقام معلوم . لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ودوّنها .
وفي الشجرة خزانتان هما الجنة والنار . الثمر الجيد في خزانة الجنة «كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين»(سورة المطففين ـ 18) و الثمر الخبيث في خزانة النار «كلا إن كتاب الفجار لفي سجين»(سورة المطففين ـ 7). أما الجنة فدار أصحاب اليمين من الشجرة الطيبة (طوبى) والنار دار أصحاب الشمال من الشجرة الملعونة في القرآن شجرة الزقوم.ثم جعل الدنيا مستودع زهرتها والآخرة مستقر ثمرتها. وأحاطها بحائط هو قدرته «وكان الله بكل شيء محيطا»(سورة النساء ـ 126).و أدار عليها دائرة هي إرادته.ثم بها التقى طرفاها ولحق آخرها بأولها «إلى ربك المنتهى»(سورة النازعات ـ 44) لأن ما كان أوله»كن»كان آخره يكون ليلتحم مجددا «بكن».
و الكون كله من عنصرين مستخرجين في كلمة «كن» و هما الظلمة والنور.الخير كله من نور والشر كله من الظلمة.الملائكة من نور» لا يعصون الله ما أمرهم»(سورة التحريم ـ 6)و الشياطين من الظلمة. «
أما أبناء آدم فخليط من نور وظلمة، أيّ جوهر غلب عليهم نسبوا إليه. وأول من اعتصر حبة «كن»حين بدت زبدتها وصفا وخمها وأظهر جوهرها، هو نبينا محمد (ص) قال تعالى «إني جاعل في الأرض خليفة» (سورة البقرة ـ 30) فاستخرج النبي من لبابة حبة «كن» «كزرع أخرج شطآه فآزره»(سورة الفتح ـ 29) ..هكذا أورق عود هذا الغصن المحمدي ، و هبت الرياح بإرسال رسالته: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» (سورة الأنبياء ـ 107) وكان سر هذا الغصن لقاح شجرة الجود وذرة صدفة الوجود ..فهو مصباح ظلمة هذا الكون «وسراجا منيرا»(سورة الأحزاب ـ 45 ـ 46).كانت خميرة محمد من طين الكعبة وماء زمزم منذ سيدنا آدم.»كنت نبيا وآدم بين الماء و الطين»( حديث) أي كان أولا لكل موجود وآخرهم ظهورا وخروجا .وخلق آدم على صورة اسمه محمد: رأس آدم تدويرة دائرة الميم الأولى من اسمه وإرسال يديه على جنبيه على صورة الحاء وبطنه على صورة الميم الثانية وقدميه على صورة الدال. وقد كوّن الأكوان على هيئة رسمه لأن العالم عالمان عالم الملك وعالم الملكوت.الأول عالم الجسمانية والثاني عالم الروحانية. الأول كثيف والثاني لطيف.الكثيف جبال وأوتاد ، اللطيف عليل علوي وضباب خفيف…ما في رسمه في رسم الأكوان . جبال الأرض بمنزلة جبال عظامه . البحار المسجورة بمنزلة الدم في عروقه منها ما هو عذب كماء الريق ومنها ما هو مالح كماء العين وما هو مر كماء الأذن. وجعل الله الشمس سراجا في العالم العلوي ، كذلك الروح يستضيء بها الجسد في العالم العضوي.ثم جعل العقل كالقمر تارة يزيد و تارة ينقص. الهلال كابتداء العقل لدى الطفل ثم يكبر ليلة تمامه ونضجه ثم ينكمش ويتوارى … وجعل في السماء كواكب الخمس الخنّس « والجواري الكنّس»(سورة التكوير ـ 16)و هي بمنزلة الحواس الخمس.
ثم وضع في كبد السماء عرشا وكرسيا. العرش وجهة قلوب العباد والكرسي وعاء الأسرار.»وسع كرسيه السماوات و الأرض»(سورة البقرة ـ 255). فالصدر بمثابة الكرسي وفيه القلب والنفس ، وعنهما ما يصدر إلى الجوارح، مصداقا لقوله تعالى «و حصل ما في الصدور» (سورة العاديات ـ 10)، وجعل القلب بمثابة العرش.وعرش القلب أفضل من عرش السماء «و ما وسعني سمواتي ولا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن»(حديث).و في القلب مكان للخير بمنزلة الجنة هو سويداء القلب محل المشاهدة والتجلي. في النفس منبع الشر بمنزلة النار.
ثم جعل اللوح والقلم نسخة كتاب الكون والتكوين وما كان وما يكون. وكذلك اللسان بمنزلة القلم والصدر بمنزلة اللوح.فاللسان ترجمان لما في الأذهان والصدور.ثم جعل الحواس رسل القلب، السمع جاسوسه والبصر حارسه. وجعل الإنسان دليلا على ربوبيته.مدبّر هيكله الروح.وهي شبيهة بمدبر الأكوان و العوالم. و لمّا كان الرسول على اثنين ظاهر وباطن، الظاهر هو محمد (ص) و الباطن هو جبريل، كذلك كان للروح ظاهرها اللسان وباطنها الإرادة .وجعل في الإنسان دليلا على صحة الرسالة لما كان أصل اليد خمسة والحواس خمسا، جعل الإسلام على خمس : الشهادة والصلاة والزكاة والصوم و الحج لمن استطاع إليه سبيلا .وكانت الصلاة خمسا ..والزكاة في الأصل خمس وأصحاب الرسول خمسة وأهل البيت خمسة.ثم جعل في الإنسان ما يدل على الموت والبعث وما يدل على نعيم القبر وعذابه وهو النوم.»و إن من شيء إلا يسبح بحمده»(سورة الإسراء ـ 44) فمنهم من يمشي على بطنه ومن يمشي على رجليه ومن يمشي على أربع ..فها هنا الساجد والراكع و القائم وأنت من عباده المقصود من كل الوجود.
أما قصة قاب قوسين أو أدنى أو سفر النبي محمد(ص) عبر شجرة الكينونة، فتم كما يلي:جاءه سيدنا جبريل وطلب منه القيام لمّا قرب له البراق مركب العشاق وأخبره أن الملأ الأعلى في انتظاره..و أنه منذ خلق وهو في انتظار هذه الليلة : حيرتي أوقفتني في ميادين أزله وأبده.جلت الميدان الأول فما وجدت له أول وملت إلى الميدان الآخر فإذا هو في الآخر أول. فتلقاني ميكائيل قائلا الطرق مسدودة والأبواب دونه مردودة . . لا يوصل إليه بالأزمان المعدودة ولا يوجد في الأماكن المحدودة . وتساءلت أين إسرافيل قال : أدخل في مكتب التعليم يصافح اللوح المحفوظ ويكتب فيه ما هو مبروم ومنقوض.فقال محمد هيا نسأل العرش .فرد العرش من أنا حتى أعرف له أين؟هذا سر لا يكتشفه حجاب وسر لا يفتح دونه باب.فلا ينظره إلا حبيب قد اصطفيناه [أو يكاد] ويتيم قد ربيناه..»سبحان الذي أسرى بعبده»(سورة الإسراء ـ 1)فجاءه مركبه الأول وهو البراق إلى بيت المقدس، ثم الثاني وهو المعراج إلى السماء الدنيا ثم الثالث وهو أجنحة الملائكة من سماء إلى سماء وهكذا إلى السابعة ثم الرابع وهو جناح جبريل إلى سدرة المنتهى.فتخلف جبريل عندها قائلا : «وما منا إلا له مقام معلوم»(سورة الصافات ـ 164) .ثم زج جبريل عليه السلام بمحمد فخرق سبعين ألف حجاب من نور ..ثم تلقاه المركب الخامس وهو الرفرف من نور أخضر، تارة يشهده صمدانيته «ما كذب الفؤاد ما رأى»(سورة النجم ـ 11) و تارة يشهده جمال صمدانيته» ما زاغ البصر و ما طغى»(نفسه ـ 17).وتارة يطلعه على سرائر ملكوتيته «فأوحى إلى عبد ما أوحى» (نفسه ـ 10) و تارة يدنيه من حضرة قربه»فكان قاب قوسين أو أدنى»(سورة النجم ـ 9) ثم قدم المركب السادس وهو التأييد ..فنودي من فوقه : أدن يا محمد . فدنا «ثم دنى فتدلى»(نفسه ـ 8).بمعنى دنا من ربه فتدلى عليه الوحي. واضمحل الأين فكان قاب قوسين ..فلو اقتصر على قاب قوسين لاحتمل أن يكون للرب مكانا.. و إنما قوله «أو أدنى»لنفي المكان . وكان معه حيث لا مكان ولازمان ولا أوان ولا أكوان . فنودي: تقدمْ، فقال أين أضع القدم إن انتفى الأين؟ ضع القدم على القدم، ثم نودي أنظرْ.فرأى نورا ساطعا.ما هذا ؟هذا جنان الفردوس :»إنا أرسلناك شاهدا وبشيرا ونذيرا»(سورة الأحزاب ـ 45) ….»فأوحى إلى عبده ما أوحى».

المرجع:

شجرة الكون» لمؤلفه الشيخ الأكبر:محي الدين بن عربي. «
ضبط وتحقيق وتقديم:رياض العبد الله.الطبعة الثانية .1985


الكاتب : إدريس كثير

  

بتاريخ : 16/12/2022