خوذة  بنصف رأس

الجنود العائدون من الحرب هذا الصباح، بلاخوذات
غرسوا ظلالهم في الرمل
بلا أضواء،
أو جزمات،
أو نياشين.

***
مروا
ولم يلقوا التحية
قال الصبي وهو يفرك عن عينيه ضباب حلم طويل
ثم عاد الى حضن أمه
قطف نجمتين،
ونام.

***
الجندي المعلق على شفا وردة
ترك يده هناك
بلا زناد
بلا نار.
لم يأت،
لكنه عاد
قالت حبيبته وهي تستر عورة الحب
بآخر سطر مشكول من رسالته الأخيرة:
أُحِبُّكِ

***

لقد أحصوه في دفاتر الشهداء
لكنه كان يسأل دائما:
دليني على وطن يحبني
قالت العجوز وهي تودع ابنها
والتفتت
ترعى سرب نخيل
وبضع حمامات،
وساقية.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 23/12/2022