جماعة الطاوس – دائرة الريصاني : مصرع 4 منجميين يعيد مخاطر «العمل» بالمناجم التقليدية إلى الواجهة ومطالب بتشديد المراقبة

 

لقي أربعة عمال منجميين مصرعهم يوم الجمعة الماضي، فيما أصيب خامس بجروح بليغة، في حادث مفجع داخل أحد المناجم التقليدية بالنفوذ الترابي لجماعة الطاوس – دائرة الريصاني بإقليم الرشيدية، «وذلك بعد أن سقطوا في حفرة يبلغ عمقها 40 مترا».. حسب معطيات أعلنت عنها السلطات المحلية، مضيفة أن الحادث استنفر «السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية التي حلت بمكان الحادث، وباشرت عمليات الإنقاذ، حيث تم نقل الشخص المصاب إلى المستشفى الجهوي مولاي اعلي الشريف بالرشيدية لتلقي العلاج الضروري»، مشيرة إلى «فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قصد الكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث».
وقد خلف الحادث ردود فعل فعاليات جمعوية بالمنطقة، حيث لفت بعضها إلى «أن استغلال مناجم «تيجخت» يتم عبر رخص تسلمها السلطة المختصة، والأمر نفسه ينطبق على البارود الذي يستخدم في عملية التنقيب»، مضيفة «لكن ضمان شروط السلامة، وتجنيب العمال المنجميين وقوع الكوارث في أعماق المناجم، رهين بتشديد المراقبة، وإعمال مبدأ «تحمل المسؤولية من كل الأطراف المعنية».
ووفق المصادر ذاتها، فإن» تكرار حدوث مثل هذه الحوادث المأساوية»، يستدعي «تحديد مسؤولية كافة الأطراف ذات الصلة بالعمل المنجمي، سواء تعلق الأمر بالمسؤولين عن المراقبة، وضبط آليات العمل بالمناجم، أو بالعمال أنفسهم»، لافتة ، بهذا الخصوص، إلى «أن بعض المرتبطين بالعمل المنجمي، وتحت ضغط الحاجة، يخاطرون بأنفسهم دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة في سبيل توفير العيش لأسرهم التي تئن تحت وطأة الهشاشة».
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مناطق تابعة لإقليم الرشيدية، و بأقاليم جهة درعة تافيلالت عموما، غنية بالمعادن والمناجم التقليدية، «وتباشر أعمال التنقيب عن الفضة والذهب والزنك والباريتين والرصاص… وتنتج الجهة أزيد من 554 مليون طن من المعادن سنويا»، في وقت «يعمل العديد من المنقبين الذاتيين بأدوات تقليدية، ودون التوفر على وسائل الوقاية الضرورية مما يجعلهم عرضة لمخاطر عديدة بشكل دائم».


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 27/12/2022