«زوايا الصحراء..زوايا وطن » يثير غضب القبائل الصحراوية ويتسبب في إلغاء الحفل الختامي لفعاليات الفيلم الوثائقي الحساني بالعيون

أثار الفيلم الوثائقي « زوايا الصحراء..زوايا وطن « المشارك في فعاليات الفيلم الوثائقي الحساني حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني” المنظم في الفترة من 20 إلى 25 دجنبر الجاري بالعيون، استياء كبيرا، لما تضمنه من مقاطع مسيئة وتشويه وتزوير للحقائق والتاريخ، حيث تم الادعاء بأن الشيخ أحمد الركيبي كان عاقرا ولا يلد، وهذا طعن في نسب وشرف أهل الصحراء قبل أن يكون طعنا في شرف ونسب قبيلة الركيبات، يقول المحتجون على مضمون هذا الفيلم الوثائقي .
الفيلم الوثائقي المشارك في هذه التظاهرة المنظمة من طرف المركز السينمائي المغربي، طعن في نسب وشرف قبيلة الشرفاء الركيبات، الشيء الذي دفع والي الجهة وعامل إقليم العيون عبد السلام بيكرات، إلى التعبير عن غضبه الشديد، حيث أكد صراحة أنه في حالة عدم تقديم اعتذار والتوصل إلى حل مع شيوخ القبائل سيلغى حفل الاختتام وفق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.
وتضيف الأخبار الواردة من عين المكان، أن السلطات المحلية أمرت بإزالة الملصقات الإشهارية بقصر المؤتمرات ومختلف الشوارع، كما تم إلغاء حفل الاختتام الذي كان منتظرا تنظيمه ابتداء من الساعة الواحدة من بعد زوال يوم الأحد 25 دجنبر الجاري .
وحملت القبائل الصحراوية بالعيون مسؤولية مضمون هذا الفيلم الوثائقي للمركز السينمائي المغربي، وخاصة اللجنة التي وافقت على دعمه، واعتبرت قبائل الركيبات أن مضمون ماورد في الفيلم الوثائقي، فيه نوع من الإساءة لأحد رموز وشيوخ قبائل الصحراء و لأكبر زواياها بالصحراء المغربية.
محمد فاضل الجماني، العضو الجديد بلجنة دعم الإنتاج السينمائي، كما تقول بعض المنابر الإعلاميه، كان أول المحتجين على ما ورد في هذا الفيلم، وأبلغ خالد السعيدي مدير المركز السينمائي المغربي بالإنابة الذي تفاعل مع هذا الاحتجاج بسرعة وأمر أصحاب الفيلم بإزالة المقطع المهين فورا من الشريط الوثائقي، مؤكدا أن هذا الأخير لن يسمح له بالعرض مجددا لأنه تعمد الإساءة لمكون كبير في الصحراء، وأنه فور عودته للرباط سيتخذ إجراءات تأديبية ضد لجنة التأشير visa التي أجازت عرضه.
وعبر المركز السينمائي المغربي عن شجبه ورفضه واستنكاره لما ورد في الفيلم الذي شكك في شخص ولي صالح بالصحراء مؤكدا أن فيلما وثائقيا من الأفلام المعروضة قد تجاوز مجال الإبداع «إلى جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية»، وهو ما يعتبره المركز السينمائي المغربي «تجاوزا غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لا سيما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية كما هي واردة بالوثائق الثابتة».
كما تناقلت بعض المصادر خبر إقدام وزير الثقافة والشباب والاتصال المهدي بنسعيد، على إقالة مدير المركز السينمائي المغربي بالإنابة، محملا إياه مسؤولية هذا الخطأ الجسيم، وقد اتصلنا هاتفيا بالوزير من أجل التأكد من هذا الخبر لكن ظل هاتفه يرن دون أي إجابة.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 28/12/2022