نال الروائي و الناقد المغربي سعيد الشفاج جائزة ابن المقرب للرواية بمدينة الدمام السعودية في دورتها الثانية . وقد جاء هذا التتويج بعد سنوات من العطاء و الكتابة انطلقت مع السيرة الروائية «درب المعاكيز» و تلتها رواية «عشق الأميرات» . و تعتبر «الرماد السفلي» ثالث المتون السردية لسعيد الشفاج والذي لم تشغله الكتابة النقدية عن حبه للسرد الروائي
« الرماد السفلي» وانطلاقا مما صرح به سعيد الشفاج، إدانة صارخة للنظم العربية وللخلل الذي ضرب المنظومة الفكرية والوجدانية للعربي في ظل الشتات السوري الاخير وما واكب ذلك من عمليات جهادية . كما أنه تفكيك لبنية العاطفة المنخورة من الداخل وازدواجية التفكير والتدين السطحي وقد كتبت بطابع مغربي أصيل بين القرى الجبلية بالاطلس ومدينة الدارالبيضاء و لندن والقاهرة وحلب .
إنها رحلة الألم والأمل والعودة للوطن . شخوص تعددت بين ما هو نسوي والشخصية المحورية : وردة و هناء ونور ايور والبطل حليم وعشرات الوجوه العابرة في رحلة السرد . لقد عبرت لجنة التحكيم عن تمكن الرواية من تجاوز الواقع نحو عوالم ماوراء النص، حيث يغوص الخيال في أبعاده اللامتناهية محاولا جعل البطل في محور صراع حضاري . وقد جاء في تقرير اللجنة أن الرواية نموذج للعبة الميتا-نص منقذة بذلك مغامرة حياة البطل من اللاجدوى والكتابة من العدم .كما عملت على استثمار العتبات على نحو تجريبي لا يخلخل أسس الجنس الروائي بقدر ما يفتح فيه كوى جديدة .
حصل على الرتبة الثانية الروائي البحريني رسول درويش عن نصه «القضية 69» و الرتبة الثالثة كانت من نصيب الكاتبة المصرية سندس جمال الحسيني عن روايتها «نوبات الفرح المهموم» . وقد عرفت الدورة الثانية لجائزة ابن المقرب مشاركة تسع عشرة دولة عربية ب 109نصا روائيا . و في سياق المسابقة النقدية حصل المغربيان كل من الحسين ايت عميم و رشيد الخديري على الرتبة الأولى و الثانية .