2022 اقتصاديا، سنة الأرقام القياسية..

130 مليار درهم لتنزيل البرنامج الاستثماري الأخضر لمجموعة OCP

تميزت نهاية العام الجاري، بتوقيع الحكومة المغربية والمجمع الشريف للفوسفاط أمام جلالة الملك محمد السادس، مذكرة تفاهم حول البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد للمجمع بين عامي 2023 و2027، وبحسب مضامين هذا المشروع الضخم، فإن المجمع الشريف للفوسفات سينفق 130 مليار درهم (12.3 مليار دولار) لزيادة إنتاج الأسمدة باستخدام الطاقة المتجددة ضمن برنامج استثماري للفترة ما بين 2023-2027. ويراهن البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد لمجموعة المجمع الشريف للفوسفاط، على الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040، وذلك من خلال الاعتماد على الإمكانات الفريدة من الطاقة المتجددة، وعلى المنجزات والمكاسب التي حققتها المملكة في هذا المجال.
ومن خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، تهدف المجموعة إلى تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027. وستمكن هذه الطاقة الخالية من الكربون من تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر، من أجل تلبية احتياجات المجموعة، وكذا تزويد المناطق المجاورة لمواقع المجمع الشريف للفوسفاط بالماء الصالح للشرب والري.
وستمكن هذه الاستثمارات، على المدى البعيد، من وضع حد لاعتماد المجموعة، التي تعتبر المستورد الأول للأمونياك على الصعيد العالمي، على هذه الواردات، وذلك عبر الاستثمار في سلسلة الطاقات المتجددة – الهيدروجين الأخضر – الأمونياك الأخضر، مما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء بقوة وحلول التسميد الملائمة للاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة والزراعات.

 

خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري يمر إلى السرعة القصوى

في منتصف العام الذي نودعه اليوم، قطع المشروع الغازي الكبير بالمشترك ين المغرب ونيجيريا أشواطا حاسمة بعد أن أعطت نيجيريا رسميا الضوء الأخضر لشركة البترول الوطنية النيجيرية (NNPC) التي تديرها الدولة، لتنفيذ صفقة بناء خط أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر المغرب. وخلال السنة الجارية توالت التقارير عن زيادة الطلب على إمدادات الطاقة الإفريقية من الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى فطام نفسه من الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.
وعند اكتماله، سينقل خط أنابيب الغاز هذا الغاز إلى 15 دولة في غرب إفريقيا والمغرب ومن خلال المغرب إلى إسبانيا وأوروبا». وبعد التصميم الهندسي لخط الأنابيب، سيتم التعرف بشكل دقيق على الحجم الحقيقي لتكلفته لتأتي مرحلة التمويل في الخطوة القادمة. ويعتبر هذا الإعلان المتواصل لأبوجا عن انخراطها فعليا في تسريع مشروع خط أنابيب الغاز العملاق الذي سيربط المغرب ونيجيريا عبر الساحل الأطلسي لتزويد أوروبا بالغاز، فشلا ذريعا للضغوطات التي مارستها الجزائر على نيجيريا طوال الشهور الماضية من أجل إقناعها بإعطاء الأسبقية لمشروع (خط أنابيب الغاز العابر لإفريقيا) الذي لم يبرح منذ 2009 مرحلة «المفاوضات». والذي تواجهه العديد من التحديات، لعل أبرزها، الهاجس الأمني بفعل مروره من منطقة الساحل التي تنشط فيها الخلايا الإرهابية، بالإضافة إلى التحفظات التي تبديها نيجيريا نفسها إزاء المشروع، إذ إن المفاوضات تتعلق أيضا بضمان وجود أسواق للغاز الذي تنتجه الآبار في نيجيريا على مستوى السوق الأوروبية، على المدى الطويل، وليس لتلبية الاحتياجات على المدى القريب والمتوسط، أو سد طلب خلّفه توقف الإمدادات الروسية، إثر الأزمة في أوكرانيا.

التضخم حطم كل الحواجز ( 8.3 %) وأجهز على القدرة الشرائية للطبقات الاجتماعية الهشة..

سجل الوضع الاقتصادي منذ بداية العام الحالي تزايدا غير مسبوق لمستوى التضخم المصحوب بركود اقتصادي حاد. وبينما أظهر معدل النمو انخفاضًا ملحوظا بأكثر من 3 نقاط مئوية، فإن الضغوط التضخمية استمرت في الارتفاع من جديد منذ مطلع العام، مما دفع إلى زيادة متواصلة في الأسعار إلى مستويات قياسية لم يسبق تسجيلها منذ عدة سنوات.
وأوضحت التقارير الاحصائية المركز أن تصاعد هذه الطفرة التضخمية القوية يجد تفسيره في جزء كبير في الارتفاع الملحوظ الذي شهدته أسعار المنتجات المستوردة، بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية والقيود المفروضة على كلا الجانبين من قبل الأطراف المتصارعة في الحرب في أوكرانيا.
وقد أثار تفاقم الضغوط التضخمية اختلالات كبيرة في المنظومة الاقتصادية الوطنية التي أثرت بشدة على السلوك الإنتاجي وعلى توزيع القيمة المضافة وعلى القوة الشرائية لعموم المغاربة، غير أنه من بين كل هذه الانعكاسات، فإن التأثير الاجتماعي هو الإشكال الرئيسي الذي ألقى بتداعياته بقوة على القدرة الشرائية للطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة بعدما ارتفع معدل التضخم الذي يقاس بمؤشر ارتفاع أسعار المستهلك إلى 6.1 في المائة في الفترة التي تغطي الفصول الثلاثة الأولى من العام الجاري، مما يمثل أكثر من خمسة أضعاف متوسط معدل التضخم المسجل خلال الفترة 2017-2021 على أساس سنوي. وبلغت الزيادة ذروتها عند 8.3 في المائة خلال الاثني عشر شهرا الماضية وهمت جميع السلع والخدمات عند الاستهلاك النهائي.

حصاد هزيل زاد من حاجة البلاد إلى مضاعفة واردات الحبوب

لم تتعد محاصيل الحبوب هذا العام 29.8 مليون قنطار، أي أقل من نصف محاصيل العام الماضي التي ناهزت 61 مليون قنطار، والتي اعتبرت بدورها ضعيفة بالمقارنة مع متوسط الإنتاج خلال العشرية الأخيرة والبالغ 75 مليون قنطار. وتوزع المحصول الهزيل من الحبوب بين 16.5 مليون قنطار من القمح اللين و7.5 مليون قنطار من القمح الصلب و5.8 مليون قنطار من الشعير. وقد تم تحقيق هذا الإنتاج المتوقع على مساحات مزروعة من الحبوب برسم هذا الموسم والتي تقدر ب 3‚4 مليون هكتار، منها 2 مليون هكتار سجلت خسائر في محاصيل الحبوب بالمناطق البورية.
في غضون ذلك، ارتفعت حاجة المغرب إلى استيراد الحبوب هذا العام بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد للموسم الثاني على التوالي، وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الفاتورة الغذائية للمملكة التي زادت كلفتها بنسبة 53 في المائة عند نهاية شتنبر من العام الجاري، وكلفت واردات القمح والشعير وحدها ما يناهز 23.5 مليار درهم.
وتفيد آخر بيانات مكتب الصرف أن قيمة واردات القمح ارتفعت في نهاية شتنبر من هذا العام، بأكثر من 10.5 مليار درهم لتستقر في حدود 20.3 مليار درهم عوض 9.7 ملايير درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي، بينما كلفت واردات الشعير 3.2 مليار درهم عوض 697 مليون درهم قبل عام، ما يعني زيادة صافية فاقت 2.5 مليار درهم.

 

10.5 مليار دولار.. تحويلات مغاربة العالم

ستنتهي السنة التي نودعها اليوم بتسجيل مستوى قياسي في تحويلات الأموال من المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 12.9 في المائة لتصل إلى 105.8 مليار درهم.
وحسب الأرقام الإحصائية لبنك المغرب، فإن التحويلات المالية لمغاربة العالم ستزيد بنسبة 12.9 في المائة لتصل إلى105.8 مليار درهم عام 2022، وستنخفض بنسبة 4 في المائة لتصل إلى 101.5 مليار درهم عام 2023، وذاك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في الدول المضيفة، قبل أن تعود للارتفاع وتصل إلى قرابة 104 مليار درهم في عام 2024 .
ويذكر أن المغرب يحتل المرتبة الثانية في تحويلات الجاليات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد مصر التي يتوقع أن تستقبل تحويلات من مواطنيها في الخارج بحوالي 32.3 مليار دولار، فيما تحل لبنان في المرتبة الثالثة بنحو 6.8 مليارات دولار، تليها الأردن بـ4.6 مليارات دولار، وفلسطين بـ3.5 مليارات درهم، ثم تونس بـ2.1 مليار دولار.
وحققت تحويلات الجالية المغربية العام الماضي 2021 رقما كبيرا يناهز 93 مليار درهم، مما عزز رصيد البلاد من العملة الصعبة.

اكتشافات الغاز.. نتائج «سارة»

خلال الربع الأول من 2022 أعلنت شركة «تشاريوت» البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز، عن أخبار سارة بشأن نتائج اكتشاف مخزون غاز وصفته ب»الممتاز» في حقل «آنتشويس 2 Anchois-2 بالسواحل القريبة من مدينة العرائش. وقد تم رفع تقديرات صافي الكميات الجديدة لبئر Anchois-2 من 100 مليون إلى 150 مترا. وهو ما من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على حجم الموارد وعلى النجاعة الاقتصادية للمشروع.
وقالت الشركة ان نتائج التحاليل التي أجريت على العينات المستخرجة أظهرت أن البئر يضم خزانات غاز عالية الجودة مع رفع صافي سمك الغاز إلى 150 مترا عوض 100 متر المعلنة في وقت سابق. كما أكدت الشركة جودة الغاز المكتشف من خلال احتوائه على أكثر من 96 في المائة من غاز الميثان، وهو ما يسمح بمعالجة منخفضة التكلفة من خلال منشأة تكرير واحدة كافية للحصول على المنتج النهائي. واحتوت عينات الغاز المأخوذة من بئر Anchois-2 على غاز يحتوي على أكثر من 96 في المائة من الميثان في جميع الخزانات السبعة المكتشفة. الأهم من ذلك ، أن الغاز لا يحتوي على أي من الشوائب المزعجة من قبيل كبريتيد الهيدروجين أو ثاني أكسيد الكربون (والذي في وجود الهواء والرطوبة يمكن أن يشكل أحماض قادرة على تآكل المعدات وخطوط الأنابيب). هذا يعني أن الغاز يملك «مواصفات خط أنابيب» ، لذلك يفترض أن يكون قابلاً للنقل والمعالجة من خلال منشأة معالجة غاز واحدة.


بتاريخ : 31/12/2022