تفاصيل جديدة في قضية تذاكر المونديال

اختفاء 15000 تذكرة في الدور الأول ووكالات الأسفار المستفيد الأكبر

 

مازال الرأي العام الوطني ينتظر خلاصات التحقيق في ما بات يعرف بقضية «بؤساء تذاكر مونديال قطر»، التي تفجرت بمجرد تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني، بعدما وجد آلاف المناصرين المغاربة أنفسهم عالقين بدولة قطر، يبحثون عن تذاكر الدخول إلى مباراة المنتخب الوطني وإسبانيا وبعده لقاء البرتغال دون أن يجدوها، بعدما تحولت وجهتها إلى سماسرة المناسبات.
وبمجرد انتشار مقاطع فيديو حول الفضيحة كالنار في الهشيم، وغزت مواقع التواصل الاجتماعي، ساد تذمر كبير في صفوف الجماهير المغربية، بسبب تهافت بعض «أغنياء الأزمات» على أرباح مبللة بعرق مواطنين، قادتهم غيرتهم الوطنية إلى دولة قطر من أجل مساندة رفاق بونو وزياش، ومرافقتهم في رحلتهم الجميلة، التي تغنت بها سائر الأقطار، عندما بصموا على أداء خرافي، حجزوا به مكانا بين الأربعة الكبار في كأس العالم.
وحسب معلومات من مصادر رافقت الفريق الوطني إلى قطر، فإن التذاكر كانت منذ أول مباراة النخبة الوطنية بالمونديال توزع على المحظوظين والمقربين، بعدما حصلت جامعة كرة القدم، بمجهودات كبيرة لرئيسها، على 5000 تذكرة في المباراة الأولى أمام كرواتيا ونفس الحصة في مبارتي بلجيكا وكندا، دون أن ينتبه إليها أحد، لأن أغلب الحاضرين كانوا يتوفرون على تذاكر الدخول، لكن الأزمة انفجرت بمجرد العبور إلى الدور الثاني، حيث لم يكن العديد من المتتبعين يتوقعون مرور العناصر الوطنية إلى الأدوار التالية، بالنظر إلى تواجدها في مجموعة وصفت بالقوية.
وتساءلت مصادرنا كيف أن التذاكر وصلت إلى وكالات الأسفار، التي كسبت الكثير من الأموال في هذه المناسبة من خلال الشراكة التي قامت بها جامعة كرة القدم مع بعض شركائها قصد تسهيل عميلة تنقل المناصرين المغاربة إلى قطر بأسعار جد مشجعة؟، وكيف حصل عليها أولئك الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات الأمنية؟ ولماذا لم يتحدث أحد عن تذاكر المباريات الثلاث الأولى؟
أسئلة تحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق، لأن هذه الفضيحة لبدت بغيومها سماء الفرحة التي عمت أرجاء الوطن بفضل إنجاز أسود الأطلس، والمجهودات التي تم القيام بها على مستوى الجامعة من أجل تمكين المشجعين المغاربة من التواجد خلف فريقهم الوطني، وهو يرسم أروع اللوحات في مونديال قطر.
وكان رئيس الجامعة قد أكد في الاجتماع الأخير للمكتب المديري للجامعة أن التحقيقات في هذه القضية ستذهب إلى أبعد مدى، مع تكليف لجنة جامعية بالتحقيق في جميع المعطيات والتدقيق فيها، بغاية الوصول إلى رؤوس الأزمة، ومعاقبتهم.
كما تساءلت مصادرنا كيف أن إحدى الشخصيات التي تعمل بإحدى وكالات الأسفار وتتقاضى راتبها على هذا الأساس، تستفيد من الكثير من الامتيازات، رغم أنها لا تربطها بالفريق الوطني أية علاقة، في وقت استبعد بعض الأشخاص الذين يعملون تطوعيا.
وفضلا عن التذاكر، لم تسلم «بطاقة هيا»، التي تخول الدخول إلى التراب القطري، من التزوير، حيث تتحدث مصادرنا عن شبكة اختصت في استنساخ هذه البطاقة، وبيعها 500 درهم للبطاقة الواحدة، ولكم أن تتصورا الرقم المالي الذي تم تحصيله، حيث تقدره مصادرنا بحوالي 500 مليون سنتيم.
وعموما فإن منظومة كرة القدم الوطنية بكاملها تمر اليوم، من خلال هذه القضية / الفضيحة من اختبار كبير، وبالتأكيد، فإن أية نتائج ستكون عكس ما يصبو إليه الرأي العام الوطني، ستضرب كل ذلك المجهود الجبار الذي قام على أرضية الميدان وخارجها من أجل البصم على هذا الحضور الرائع، الذي مازال إشعاعه متواصلا حتى الآن.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 05/01/2023