قضية « بؤساء تذاكر المونديال» بين تحقيق جامعة كرة القدم وتحقيق القضاء

انطلقت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعليمات من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، كما نعلم، يوم الجمعة 23 دجنبر الماضي في إجراء تحقيقاتها حول قضية تذاكر مباريات المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر.
مر أسبوع بعد ذلك، ليعلن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، يوم الثلاثاء 27 دجنبر،في اجتماع للمكتب المديري للجامعة،عن تشكيل لجنة جامعية كلفت بمهمة التحقيق في نفس الملف ( تذاكر المونديال)، وتعهد الرئيس بمعاقبة المتورطين والكشف عن أسمائهم وطردهم من منظومة الكرة الوطنية « لن يكون لبؤساء التذاكر مكانا بيننا بعد العاشر من يناير 2023».
وجاء بلاغ الجامعة الذي نشر مباشرة بعد الاجتماع ليحدد تاريخ 16 يناير 2023 ، كموعد للكشف عن نتائج التحقيقات اللجنة الجامعية.
الأخبار المتداولة اليوم، وأكدتها مصادر قريبة من الجامعة، تشير إلى أن اللجنة التي كلفت بإجراء التحقيقات قد أنهت عملها ورفعت تقاريرها لرئيس الجامعة،وتضمنت تلك التقارير كل نتائج الأبحاث التي باشرها أعضاء اللجنة بعد أن استمعوا إلى عدد من المنتسبين للكرة المغربية،والذين توضح مصادرنا أن نفس عددا من الأسماء تم الاستماع لها أيضا من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء.
وأضافت نفس المصادر، إلى أنه من المتوقع أن تؤجل الجامعة الإعلان عن نتائج تحقيقات لجنتها القضائية، والكشف عن المتورطين ونشر العقوبات التي ستصدر في حقهم وذلك في انتظار،تقول مصادرنا، انتهاء التحقيقات التي تباشرها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء.
في هذا السياق،يطرح السؤال كيف ولماذا تؤجل الجامعة الإعلان عن نتائج تحقيقات لجنتها الداخلية وقد تعهد رئيسها من قبل بذلك بل وحدد موعدا للكشف عن كل خيوط الملف، علما أن الجامعة كانت تعلم مسبقا أن الأمن تدخل في الموضوع وانطلق في عمليات البحث والتحقيق أسبوعا قبل أن تعقد الجامعة اجتماعها ويتعهد رئيسها خلال نفس الاجتماع بتشكيل لجنة داخلية للتحقيق في موضوع تذاكر المونديال وإعلان النتائج خلال هذا الأسبوع؟
كما يطرح السؤال ماذا يمنع الجامعة من إعلان نتائج تحقيقات لجنتها بصفتها هيئة مستقلة وقراراتها خاضعة لأنظمتها ولقانونها الداخلي، ونتائج تحقيقاتها ربما ستعطي إضافة تساعد الأمن في أبحاثه وتحقيقاته حول نفس القضية؟
مصادرنا أوضحت،في نفس الإطار، أن الجامعة ستنتظر انتهاء التحقيقات الأمنية والقضائية قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتورطين في التلاعب بتذاكر مونديال قطر.
للإشارة، وإذا كانت لجنة الجامعة قد أنهت فعلا تحقيقاتها ورفعت تقاريرها لرئيس الجامعة، فإن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ما تزال تشتغل على الملف،وتستمع للعديد من الأطراف لها علاقة بموضوع تذاكر مباريات المنتخب الوطني بمونديال قطر،وما شهده الملف من تلاعبات وبيع ومتاجرة في السوق السوداء.
للتذكير،فبعد جلسات الاستماع التي خضع لها محمد الحيداوي النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيس نادي أولمبيك آسفي،الذي يعتبر أول من وجهت له تهم تتعلق أبرزها بضلوعه في المتاجرة في تذاكر المونديال، قامت الفرقة الوطنية باستدعاء العديد من الأشخاص للتحقيق معهم في نفس الملف، حيث ذكرت مصادر خاصة أنه تم خلال الأسبوع الماضي الاستماع إلى عضو بالمكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما تم الاستماع إلى إداريين يشتغلون في الجامعة وكانوا ضمن الوفد الذي رافق المنتخب الوطني في رحلة قطر.
و يرتقب، تقول مصادرنا، أن تتم إحالة ملفات من تبث تورطهم في الموضوع بداية من الأسبوع المقبل،على أنظار القضاء.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 13/01/2023