أكد على أن حرمان المنتخب المغربي يدخل ضمن التسييس المتزايد للمجال الرياضي من قبل النظام الجزائري

خلق قرار السلطات الجزائرية بعدم فتح الأجواء في وجه طائرة المنتخب الوطني الأولمبي، وإجباره على الغياب عن مسابقة كأس إفريقيا للاعبين المحليين العديد من التفاعلات المستنكرة، لأنه قرار يحمل بين طياته حقدا كبيرا، ويترجم عقدة مزمنة اتجاه كل ما هو مغربي.
فقد استغربت قناة «الحرة» الإخبارية الأمريكية، في مقال على موقعها الإلكتروني، من إقامة بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين «شان 2023» في الجزائر دون مشاركة حامل اللقب، المغرب.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أعلنت، الخميس، عن تعذر سفر المنتخب الوطني إلى مدينة قسنطينة من أجل المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر والدفاع عن لقبه، الذي أحرزه في الدورتين الأخيرتين، وذلك لعدم الترخيص لرحلته بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية.
وفي هذا الإطار، تحدثت القناة الإخبارية الأمريكية، نقلا عن صحافي مغربي، عن «عناد من الجزائر» بخصوص تقديم التصريح، مما حرم أسود الأطلس من الدفاع عن لقبهم.
في السياق ذاته، اعتبرت وكالة الأنباء الإيطالية «لابريس»، في نسختها الأمريكية، أن حرمان المغرب من المشاركة في منافسة إفريقية يدخل ضمن «التسييس المتزايد للمجال الرياضي من قبل النظام الجزائري».
بدورها، كتبت مجلة «ذي أتليتيك» أن المغرب لن يشارك في بطولة أمم إفريقيا لهذه السنة، بعد أن رفضت الحكومة الجزائرية طلبه بالترخيص لسفر المنتخب المغربي في رحلة جوية مباشرة إلى الجزائر على متن شركة الخطوط الملكية المغربية، وذلك على خلفية التوترات المتنامية بين البلدين.
وبدورها، كتبت وكالة الأنباء الأرجنتينية «ألترناتيف بريس أجينسي» أن حرمان المنتخب المغربي لكرة القدم من المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين «شان 2023» المقامة بالجزائر، مثال صارخ على أن الجزائر تمثل عقبة دائمة أمام الاندماج والسلم مغاربيا وإفريقيا.
وتحت عنوان « الجزائر، البلد المضيف لكأس إفريقيا لكرة القدم ، تحول البطولة الرياضية إلى ساحة لتصريف خلافاتها السياسية مع المغرب»، أوردت الوكالة في مقال للكاتب أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن الجهود التي بذلها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، باتريس موتسيبي، لإقناع النظام الجزائري بمنح تصريح استثنائي لطائرة المنتخب المغربي، كانت بدون جدوى.
وذكرت الوكالة في السياق، بأن الجزائر هي التي أغلقت بشكل أحادي عام 1994 حدودها البرية مع المغرب، وأنها سحبت عام 2022 سفيرها في الرباط، وأغلقت أجواءها أمام الطائرات المسجلة في المملكة.
وشددت وكالة الأنباء الأرجنتينية على أن هذا الفعل غير المسبوق في الدبلوماسية الدولية، بين دولتين ليستا في حالة حرب، بل ضمن مجال المنافسات الرياضية الدولية، يعتبر دليلا آخر على أن «النظام الجزائري يحتقر القانون الدولي والممارسات الدبلوماسية»، مشيرة في السياق إلى أن الجزائر تستغل أي فرصة لتأجيج مزيد من التوتر وصب الزيت على علاقاتها الثنائية مع جارها المغرب.
واعتبرت أنه من خلال قرار حرمان المغرب من المشاركة في «الشان» تكون الجزائر قد حرمت الشعب المغربي وكل عشاق كرة القدم عبر العالم من الاستمتاع بمنتخب مغربي، بصم على مشوار رائع في مونديال قطر ودون صفحاته خالدة في كتب التاريخ.
وخلصت «ألترناتيف بريس أجينسي» إلى أنه لا يمكن للاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الإفريقي لكرة القدم السماح بأن تمر التجاوزات التي ارتكبتها الجزائر ضد المغرب دون فرض عقوبات شديدة على البلد المضيف.
كما قالت صحيفة «العرب» الصادرة في لندن، يوم السبت، إن استفزازات وتعنت النظام الجزائري حرمت المغرب من المشاركة في كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، مؤكدة أن الجزائر تستغل أي تظاهرة للإساءة للمغرب.
وأوضحت الصحيفة أن المنتخب المغربي للمحليين اضطر يوم الجمعة إلى مغادرة مطار الرباط –سلا، بعد انتظار دام ساعات للحصول على ترخيص للسفر إلى قسنطينة للمشاركة في كأس أفريقيا للأمم للمحليين، «مما يكشف حجم المضايقات والاستفزازات التي تمارسها السلطات الجزائرية في إطار سياسة معهودة، تهدف إلى الإساءة للمغرب».
وتابعت الصحيفة أن الجزائر تستمر في مساعيها للإضرار بالمغرب في مختلف المجالات بما فيها المجال الرياضي، رغم الجهود التي تبذلها السلطات المغربية لإنهاء حالة العداء والعمل على إعادة العلاقات الثنائية خدمة لمصالح الشعبين.
وأبرزت الصحيفة أن هذه الاستفزازات «تشير إلى حنق السلطات الجزائرية تجاه النجاحات الدبلوماسية، التي حققتها وتحققها المملكة المغربية في ملف الصحراء، وتوالي الاعتراف بمشروع الحكم الذاتي».
وذكرت بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع والتي أكد فيها أن حرمان المنتخب الوطني من المشاركة في هذه التظاهرة القارية التي تحتضنها الجزائر «أمر مؤسف جدا».