أهمية الدعم العربي واسترداد الوحدة الفلسطينية

بقلم : سري القدوة (*)

يعكس ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من ممارسات قمعية وعدوان شامل تمارسه حكومة الاحتلال ضمن أجندتها المتطرفة، في ظل آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، والسياسات العنصرية الممنهجة والانتهاكات اليومية، التي تمارسها السلطة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وقيادته، سلوكا شاذا سيؤدي إلى تفاقم الصراع بأشكاله وتناقضاته المختلفة .
ما تشهده الأرض الفلسطينية من تداعيات خطيرة هو نتيجة لتفاقم جرائم الاحتلال وإرهاب مستعمريه، وفي ظل تطرف وعنصرية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لاسيما الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، وكذا العديد من الوزراء المتطرفين وعلى رأسهم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ستتفاقم الأوضاع وستزداد خطورة .
وأمام ذلك لا بد من تفعيل الجهود الفلسطينية واستمرار التنسيق العربي والدولي والحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني في المحافل الدولية كافة لحشد وتعميق الجبهة الدولية الرافضة للاحتلال والاستيطان، مع أهمية استمرار وتكثيف العمل مع الأشقاء والأصدقاء لتنفيذ توصيات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر، ومواصلة التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة والعمل على عقد مؤتمر القدس المخصص لدعم مدينة القدس والمقرر عقده في مقر جامعة الدول العربية في الثاني عشر من فبراير 2023 تنفيذاً لقرار القمة العربية الأخيرة في الجزائر، بهدف حماية ودعم سكان مدينة القدس على المستويات السياسية والاقتصادية والقانونية .
الدعم العربي للقضية الفلسطينية يجب أن يستمر ويتواصل لأنها تشكل أهمية كبرى، وهي بمثابة القضية المركزية بالنسبة للأشقاء العرب، ولذلك لا بد أن تفعل الدول العربية الشقيقة دورها وموقفها الثابت وجهودها المبذولة في تعزيز الصمود وتحقيق الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومساندته في مساعيه على الصعيد الدولي، بما فيها السعي إلى إقناع الدول الأوروبية، التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية، بالإسراع باتخاذ هذا القرار إلى جانب العمل على تحقيق ما يضمن تنفيذ قرار الجمعية العامة الأخير، والذي تضمن الطلب الفلسطيني من محكمة العدل الدولية فتوى قانونية، ورأيا استشاريا حول طبيعة وشكل هذا الاحتلال الاستعماري غير القانوني طويل الأمد .
الدور العربي مهم في هذه المرحلة، ولا بد من تفعيل كل الجهود العربية، واستمرار التنسيق الفلسطيني العربي المشترك، والعمل على استمرار دعم الشعب الفلسطيني في كافة مساعيه وجهوده الدولية، بما يضمن تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة كامل حقوقه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
لا يجوز استمرار الظلم التاريخي، الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز مساومته على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، ولا بد من المجتمع الدولي سرعة التحرك من أجل إنجاز حل الدولتين، والتمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام، والعمل، بكل ثبات، لدفع الجهود لعملية السلام وضرورة إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني للدفع إلى حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية .
ويجب أن يتم التحرك العاجل لاسترداد الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمق العربي والعمل على أن يكونا جسراً للضغط على الاحتلال ومواجهة حكومته وسياساته الفاشية، ولا بد أن تتحرك فصائل العمل الوطني والقوى الإسلامية من أجل تطوير استراتيجية وطنية وإسلامية شاملة قائمة على مواجهة مخططات الاحتلال، من خلال وحدة وطنية تقود إلى شراكة حقيقية، وتفعيل تبادل السلطات عبر ممارسة حقيقية للعملية الديمقراطية، والمساهمة الفاعلة في إنهاء الوضع الفلسطيني القائم حاليا، والذي بات يخدم الاحتلال ومشاريع التصفية الإسرائيلية .

(*)سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : بقلم : سري القدوة (*) - بتاريخ : 19/01/2023

التعليقات مغلقة.