الصغار هم الذين ينقلون العدوى للكبار والفيروس يتسبب في 650 ألف حالة وفاة عبر العالم
أكد البروفيسور شكيب عبد الفتاح أن فيروسات الأنفلونزا تنتشر في فصل الخريف أكثر من أي وقت آخر لأنها حسّاسة للبرد فتنتقل بين الأشخاص وتتسع دائرة الإصابة بعدواها في هذا الظرف المناخي وحين يكون الجو رطبا، متسببة في إصابة المرضى الذين لا يتوفرون على مناعة، مشيرا إلى أن الفيروس ينتقل عبر الهواء ومن خلال الصلة المباشرة بين شخص مريض وآخر غير مصاب. ونبّه الاختصاصي في الأمراض المعدية والطب الوقائي إلى أنه حتى بعد الشفاء يظل الشخص الذي أصيب بالأنفلونزا الموسمية ناقلا للعدوى 48 ساعة، وترتفع هذه المدة لتصل إلى 21 يوما بالنسبة للصغار وهو ما يجب الانتباه إليه والتعامل معه بمنتهى اليقظة والانتباه.
وأبرز البروفيسور شكيب خلال عرض له قدمه بمناسبة انعقاد المؤتمر الطبي الوطني للجمعية المغربية للعلوم الطبية في دورته 38 الذي احتضنت فعالياته مدينة الدارالبيضاء، يومي 13 و 14 يناير 2023، أن الأطفال هم من يصابون أولا بالفيروس وينقلون بعد ذلك العدوى للبالغين في أوساط أسرهم وخلال كل المناسبات الاجتماعية، مشيرا إلى أن الفئة التي تتعرض للإصابة في صفوف الصغار بشكل أكبر تتراوح أعمارها ما بين 3 و 10 سنوات، مؤكدا أن ما بين 10 و 40 في المئة يصابون بالفيروس كل سنة.
وأوضح الخبير الصحي أنه خلال سنة 2019 تم تسجيل 3 ملايين و 469 ألفا و 718 حالة إصابة بالأنفلونزا الموسمية أي ما يمثل إصابة نسبة 9.5 في المئة من الساكنة، مبرزا أن المعدل الأسبوعي للفحوصات التي تم القيام بها في المراكز الصحية خلال نفس السنة بخصوص الحالات المشكوك إصابتها بالفيروس قٌدّر بـ 40 ألف فحص، ثم ارتفع العدد وبلغ 173 ألف فحص في بعض اللحظات التي عرفت ذروة انتشار العدوى. وأشار البروفيسور شكيب إلى أنه في بعض الأحيان يمكن لأكثر من فيروس للأنفلونزا الموسمية الانتشار في الآن ذاته، معددا الأنواع التي ظهرت عبر العالم على مرّ التاريخ منذ 1891 إلى اليوم، وضمنها أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها.
وشدّد المتحدث خلال العرض الذي شارك به في أشغال المؤتمر، الذي احتضن بالموازاة معه فعاليات اللقاء المغربي الليبي في دورته الثانية، على أن ما بين 3 و 5 ملايين شخص عبر العالم يتعرضون لإصابة وخيمة بالأنفلونزا الموسمية، مشيرا إلى أنه يتم تبخيس هذا المرض ويتم التعامل معه باستهانة من طرف العديد من الأشخاص، بالرغم من أنه يتسبب في وفاة ما بين 500 و 650 ألف شخص كل سنة، وفقا للمعطيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.