تحقيق ألماني يكشف نشاط إيران – حزب الله – البوليساريو بغسل الأموال لفائدة الإرهابيين

شبكته تشمل ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا، الخليج … والجزائر

 

نشرت صحيفة «دي فيلت »(Die Welt)الألمانيةالشهيرة مقالا «مثيرا» يحمل الكثير من التفاصيل المهمة، التي تكشف عن الكيفية التي يسمح بها ثلاثي«إيران- حزب لله–البوليساريو» للإرهابيين بغسل الأموال ونقلها إلى أوروبا، وذلك عبر«نظام مالي غيرقانوني «تتكلف» إيران برعايته ويدورحول وكيلها حزب لله» من أجل «تمويل الإرهاب من أوروبا صوب العالم»، بمافي ذلك في «الجزائر عبر قناة ميليشيا البوليساريو».. .
وقد قام محققو الصحيفة الألمانية، بتقديم دليل «قوي» على ذلك،من خلال”رفع النقاب عن العلاقة الخطيرة بين إيران وحزب لله اللبناني والبوليساريو «التي يرعاها نظام الجزائر».. فبعد تحقيق طويل،كشفت الصحيفة «أن عمليات نقل غيرقانونية» تستند إلى نظام “الحوالات المالية” تمت من العديد من الدول الأوروبية،بمافي ذلك «ألمانيا» و«بلجيكا» و«فرنسا» و«بريطانيا»، وكذلك من «دول الخليج”صوب«تندوف»في”الجزائر”،حيث يتمركزرجال”ميليشيات البوليساريو”وموجه قدر منها أيضا لصالح الإنفصاليين».
أظهر المحققون الصحافيون أيضا،كيف أن شخصين رمزا لهما باسمي «أحمد.أ» وشريكه «أزمان.م» وضعا الخطة الكاملة لهذه العملية غير القانونية و«الإطارات» التي تستند عليها، وذلك عبر «شبكة تحويل أموال غير قانونية» تسمح بـ «إرسال مبالغ تصل إلى 50 ألف يورو لكل «تحويل مالي» في أي مكان وزمان..غير ان الكشف عن ملابسات القضية، من خلال «الخدمة المالية» لـ «الحرس المدني الإسباني»، جعلت من العقلين المدبرين أن يعيدا ترتيب اوراقهما من جديد، والسعي إلى إتخاذ خطوة جديدة حتى يتمكن نظامهما من تجاوزهذه العتبة،كما تقول اليومية،التي كشفت أن هذه المعلومات هي الآن في أيدي السلطات الإسبانية.

كتيب الإستعمال
لتبييض الأموال!

ذكرت صحيفة «دي فيلت»، أن «أحمد.أ» الذي درس في ليبيا،يعيش في إسبانيا منذ عام 2007، وهو متخصص في «التحويلات المالية غيرالقانونية من أوروباإلى غرب أفريقيا»والعكس.
أما شريكه (الصديق المقرب)مقيم أيضا في إسبانيا، لكنه يعمل بشكل رئيسي في الجزائر.
قالت الصحيفة،إن كلاهما تربطهما «علاقات جيدة بالجيش الجزائري»، مكنتهما من إنشاء ما يشبه «البنك» من حيث المبدأ، يستند إلى شبكة من الفروع على شكل «بائعي خضر» أو «جزارين» أو«متاجر كمبيوتر» منتشرة في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط تدعى ب«حوالادار» (Hawaladare) تمكن العملاء من «تحويل» أو «تلقي» الأموال بطرق ملتوية و بغية الهروب من الدوائر القانونية.
ولإخفاء عملية «غسيل الأموال» هذه، يمتلك”أحمد. أو «أزمان.م» حسابات خاصة في مختلف البنوك الأوروبية، والتي يمكن لعملائهما تحويل مبالغ مالية يتم دفعها نقدا إلى مكان آخر والعكس صحيح،تضيف”دي فيلت”، ما يمكن على مدار”عمليات التحويل”و “التحصيل”، من أن يتم تعويض «سيولة أرصدة الحوالات« ،أو إذا لزم الأمر،عن طريق”تهريب النقود”أو«المجوهرات» أو”الساعات الفاخرة”، كما توضح الصحيفة. ويشير محققو الصحيفة،إلى أنهم تمكنوا من التحقق من أن”بطاقات العمل التي تذكر باللغةالعربية ،أسماء هذه الفروع الوهمية والمشاركين فيها قد وزعت في منطقة الصحراء، كما كانت هناك أيضا “إعلانات”عن خدمات “تكنولوجيا المعلومات” و“الصرافة المالية” لصالح الشبكة.

إعترافات و حقائق صادمة!

في نفس المقال الذي أنجزته الصحافية «كريستين كينش» (التي تستقي معلوماتها من الخبراء في الإرهاب)،تحدد أن هذه الإكتشافات لها وقع «قنبلة» و تعتبر «صادمة»، وانها تسلط الضوء على «دورإيران في توسيع شبكات مثل تلك الفروع الإرهابية في المنطقة» تزامنا مع ما توصف به بأنها«أكبر دولة راعية للجماعات الإرهابية في العالم».
وتتمثل الإستراتيجية المركزية «للملالي» في «ممارسة النفوذ الثقافي والسياسي والعسكري من خلال المجتمعات الشيعية في الخارج»، وفق تقارير «دي فيلت»، مضيفة أن «المناطق غير المستقرة والفقيرة مثالية لدفع الميليشيات المحلية إلى القتال ضد ما يوصف ب”الغرب الإستعماري».
تجدر الإشارة،إلى أن «المغرب اتهم الحكومة الإيرانية بدعم ميليشيات البوليساريو»، التي تلقت بالفعل«صواريخ أرض-جو» و«طائرات بدون طيار» من طهران، كما توضح «وسائل الإعلام الألمانية» أن «حزب لله، الحليف الموالي لإيران أقام» معسكرات في الجزائر حيث يدرب «رجال ميليشيات البوليساريو»، ضدا (فيما يدعي) على الإعتراف الأمريكي الصادر في دجنبر 2020،الذي «يعترف بسيادة المغرب على صحرائه» ..
تظهر الصحيفة الألمانية (في نهاية مقالها) أن «حزب لله»، الذي يتخذ من «لبنان» مقرا له «لم يعد بإمكانه الإعتماد على أموال هذا «البلد المفلس»، ونراه يفعل كل شيء وأي شيء لإيجاد بدائل له».
ومما أثار دهشة محققي صحيفة”ديفيلت”،أنهم تمكنوا من قراءة العديد من منشورات «أحمد.أ» على حسابه على «فيسبوك» التي «تشيد بالنظام الإيراني الذي يقول إنه مضطهد، وأيضا على «حزب لله» و«البوليساريو»، وتفيد الصحيفة اليومية بأن هذا الشخص يقيم صداقات مع ممثلي رجال الميليشيات في هذه «الجبهة الشبحية» وأيضا مع «عملاء الاتصال» بينها وبين حزب لله.

عن: “.Die Welt”


الكاتب : إعداد وترجمة:المهدي المقدمي