هَلْ أَقْرَأُ التَّفَاصِيلَ فِي كَأْسِ الْغِوَايَةِ..؟

هَبْ أَنَّ قَلْبِي جَرَسُ الْوَعْدِ،
مَنْ يُنْبِئُ حَبِيبِي أَنَّهُ مِفْتَاحُ الْأَجَلِ..
قُلْ لَهُ: لَا تَرْتَجِفْ..!
وَاظْفَرْ بِيَدِي، فَهِيَ لَك..
هَبْ، اَنَّ الصَّمْتَ مَدَدُ النُّورِ فِي عَيْنَيْك..
هَلْ أَقْرَأُ التَّفَاصِيلَ فِي كَأْسِ الْغِوَايَةِ ..؟
وَاَهْتَدِي إِلَى حِضْنِكَ..؟
مَنْ قَالَ: إِنَّ الْعِشْقَ جُنُونُ؟
وَإِنَّ الْقَلْبَ لَا يَأْجُر الدًّمَ الْمَعْبُودَ،
وَإِنَّ الْمَوْتَ غَمَامَةٌ شَائِخَة؟
…..
وَطًنِي أَنْتَ.. وَكُلُّ شَيْءٍ سَرَاحٌ
أَبْذُرُ فِيكَ الْوَصِيَّةَ..
وَأَنَالُ مِنْ وَهَجِ الذِّكْرِ مُنْياتٍ
فِي آثَارِ الشِّعْرِ الْبَعِيدِ..
كَثَوْرَةٍ تَعْبُرُ الْمِرْآةَ إِلَى الضِّفَّةِ الْأُخْرَى..
مُهَدْهَدَةً كَمِحْبَرَةٍ عَذْرَاءَ..
يَا زًمَانِي.. عَدَدَ النَّبْضَاتِ وَالنَّسَمَاتِ وَخَوَالِفَ الْمَطَرِ وَعِطْرَ أَشْجَارِ الْفِلِّين..
يَا شَاعِراً عَلَى أَنْقَاضِ الْبَسَاتِينِ السَّعِيدَةِ..
مَا أَقْصَرَ الْعُمْرَ عِنْدَ اجْتِزَاءِ الْخَيَالِ..
مَا أَحْصَى شَعَثَ الَّليْلِ عِنْدَ افْتِدَاءِ الذَّاكِرَةِ..
مَا أَجَلَّ دَمِي، عِنْدَ افْتِقَادِ الْبَوْصَلَةِ!
كُنْ لِي، أَبَدًا ، اَزَلًا ، وَوَعْداً مَنِيعًا..
فِي سَرَابَاتِ الْقَمَرِ الْمُسَجَّى..
وَكُنْ وَطَنًا مَدِيدًا فِي سَمَاءِ الْقَدَرِ…
عِنْدَمَا اَتْبَعُ اُغْنِيَتِي..
اَمْلَأُ الْوَرَقَ عَنْ آخِرِهِ..
أُفَرِّقُ مَا بَيْنَ الْوَرَقِ وَالْوَرَقِ..
أَحْمَدٌ مَدَاكَ فِي سَرَاةِ الْوًقْتِ وَتُخُومِ الْغَيْبِ…
أُحَلِّقُ عَلَى وَاجِهَةِ الشَّمْسِ، فِي ارْتِقَاءِ النُّجَومِ..
أَكْتُبُ الْقَصِيدَةَ، كَيْ أُوصِدَ الطَّرِيقَ الْمَقْطُوعةَ إِلَى الجَّنَّةِ..
يَاجَنَّتِي فِي أَقْصَى جَنُوبِ الرُّوحِ..
وَفِي الرَّجْفَةِ الَّتِي تُسْعِفُ الْمَدْحَ أَنْ يَنْطَلِي عَلَى الْاِعْتِذَارِ..
كُنْ قَصِيدَتِي..
مَلَاذَ الْوَرْدِ فِي حَدِيقَةِ الْعَاشِقِينَ..


الكاتب : مالكة العلوي

  

بتاريخ : 10/02/2023