ألْوَانٌ للنّسيانِ وأجساد

1

أتَعْرِفُ ما (معنى) الجسد؟
كُلّما نظرتُ إليه يتَخَفّى وراءَ سِيَّاجٍ من الكلمات؛ إنّهُ مُثْقَلٌ بأكثر من أخْلاقٍ.
مرّة أتخيّلُهُ بلاَ حجابٍ، ومرّة أتلصَّصُ على استيهاماتِ مُتَخَيّليه.
من خجلي لا أستطيعُ أن أَتَلَمَّسني، وإنْ خَطَرَ ببالي ذلكَ، تُؤنِّبُني نفسي أو تَتَّهِمُني.
أتَسْتطيعُ أنْتَ أن تَرَاكَ، بلاَ خَجَلٍ (جَسَدٍ)؟
عندما أرْسُمُهُ فأنا لا أفعَلُ غَيْر التّحَايُلِ على أْكْثَر من أخلاقٍ.

2

الرّيحُ ترْسُمُ
الخلاءَ على صُورتها
والإنسانُ يرسمُ عُرْيَه فقط،
يَلْحَمُ بياضات الذّاكرة.
الرَّسْمَة هُنا لوْحٌ مكتوبٌ بالدّهشة؛
أتْرِبَةٌ مُلوّنةٌ تلقّحت من الماء والهواء والنور…
تبدو للعين وكأن لا منطقَ لها في المنطوقِ؛ مخطوطةٌ سحرية للرّوح الضّائعة، قد لا تَسْتَحْسِنُها العين كصورة وقد لا تستأنس بها الذّاكرة كعلامة، ولكنها (الحُمّى) الّتي تَشْرَعُ نوافذ الباطن على أغاني الحوريات الآتية من مُحيطِ الحريّة.


الكاتب : عبد الله لغزار

  

بتاريخ : 10/02/2023