مجلة شارلي إيبدو، انعدام الإنسانية والحياء أم حرية التعبير.. تلك هي المسألة

بينما جل العالم يتفاعل مع الحدث الطبيعي الذي تعرضت له كل من تركيا وسوريا فجر يوم الإثنين 6 فبراير الماضي، جراء الزلزال الذي ضربهما مخلفا عددا كبيرا من الضحايا من جرحى و موتى، لا تزال حصيلتهم تتكاثر، خرجت الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو عن الصرب، كما هي عادتها، ونشرت كاريكاتورا ظهرت فيه أبنية مهدمة مصحوبا بتعليق «تركيا.. لا يوجد حاجة لإرسال الدبابات».
وأعرب العديد من رواد الأنترنيت عن استيائهم من هذا التعليق واعتبروه منافيا لقيم الإنسانية وتشفي و مليء بالحقد
وجاء في أحد التعاليق

«إن لم يكن هذا تشف، فماذا يكون؟! ها هو الوجه الحقيقي القبيح ل»شارلي إيبدو» التي يدافع عنها البعض بدعوى حرية التعبير..لعنة الله على هذه الحرية وعلى رافعي رايتها إلى يوم الدين.
و قال مغرد أخر: تطل مجلة شارلي أيبدو الفرنسية بوجهها القبيح لتعلن شماتتها بضحايا الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، شارلي إيبدو العنصرية الملحدة تسفر عن عدوانيتها وتكشف عن حقيقة زعمها أنها مع الإنسان.
وكتب أخر: وصلت قدارة صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية إلى حد التشفي بالدمار الذي خلفه الزلزال في تركيا، هذه أخر إبداعات حرية الرأي والتعبير الذي تتذرع به هذه الصحيفة القذرة لتفريغ حقدها العنصري»تركيا..لا حاجة لإرسال الدبابات».
من جهة أخرى وحسب بعد المنابر الإعلامية، فقد علق الناطق باسم الرئاسة التركية على الرسم بالقول: «البرابرة المعاصرون.. يغرقون في الحقد والكراهية.
وتفاعل مغردون مع رسم المجلة، وأعربوا عن استيائهم من التعامل مع كارثة ومأساة راح ضحيتها الآلاف، وأصيب نتيجتها عشرات الآلاف في تركيا وسوريا
وللإشارة فمجلة أو صحيفة شارلي إيبدو هي فرنسية ، و تعرف نفسها بكونها صحيفة سياسية هزلية أسبوعية وتشغل الرسوم الهزلية والكاريكاتير مساحة كبيرة منها وخصوصا السياسية، و تمارس أيضا الصحافة الإستقصائية عن طريق نشر تقرير في الخارج أو في بعض المجالات مثل الطوائف، الدين اليمن، المتطرف، الإسلام السياسي.
حادثة كاريكاتور الزلزال لا شك أنه يعيد إلى الأذهان ما قامت به الصحيفة مرارا من تجريح لمشاعر المسلمين من خلال نشر كاريكاتور عن النبي محمد مما نتج عن ذلك حوادث مميتة
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد سبق وأعادت نشر صور مسيئة للنبي محمد سنة 2006، نشرتها مجلة دنماركية عام 2005، إذ عادت ونشرت الصور نفسها، وذلك قبل يوم من محاكمة المتهمين بالهجوم على مقرها.
كما أن المتحدث باسم الخارجية التركية هاجم ماكرون سنة 2020، بسبب «شارلي ايبدو» ووصف سلوك المجلة بـ «العقلية المريضة، بحيث أدان المتحدث حامي أقصوي، إساءة مجلة «شارلي ايبدو» للنبي محمد وهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدفاعه عن التصرف واعتباره يندرج تحت «حرية الصحافة».
وقال حينها،في الموقع الرسمي للخارجية التركية: «ندين بشدة إعادة صحيفة «شارلي إيبدو» نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد (ص)»، مضيفا: «لا يمكن إدراج إعادة نشر الرسوم، التي تعد استخفافا بالمسلمين وقلة احترام بحقهم، تحت بنود حرية الصحافة والفنون والتعبير. من غير المقبول سعي بعض المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون، لتبرير الحادثة على أنها تنضوي تحت حرية التعبير، وتابع.:»
«يجب على الأطراف التي تتفاخر بديمقراطيتها وحرياتها في كل فرصة، أن تعلم أنها تخدم الفاشية والعنصرية الحديثة في فرنسا وأوروبا، من خلال تأجيجها معاداة الإسلام والأجانب بواسطة هذا النوع من الهجمات العنصرية.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 11/02/2023