خسائر زلزال تركيا وسوريا «قد تتضاعف» وفق الأمم المتحدة

6 قتلى في صفوف «مغاربة تركيا» والحصيلة الإجمالية لضحايا الزلزال ترتفع إلى 28 ألف قتيل

 

ارتفعت حصيلة الوفيات في صفوف أفراد الجالية المغربية بتركيا، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب البلاد الاثنين الماضي، إلى ستة، حسب ما علم، أول أمس السبت، من سفارة المملكة المغربية بأنقرة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد أفاد، الخميس الماضي، بأن عدد قتلى الزلزال من أفراد الجالية المغربية بلغ أربعة ضحايا.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للكارثة، إلى حدود صباح أمس الأحد، أكثر من 21 ألف قتيل، و80 ألف مصاب. وتم إعلان الحداد الرسمي لمدة سبعة أيام، وحالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لمدة ثلاثة أشهر.
وقد انتشلت عناصر إنقاذ رضيعا وفتاة على قيد الحياة من تحت الأنقاض قبل فجر الأحد، بعد قرابة أسبوع من الزلزال الهائل الذي أسفر عن مقتل 28 ألف شخص في تركيا وسوريا حتى الآن، في حصيلة قد «تتضاعف» وفقا للأمم المتحدة.
ويظهر مقطع فيديو نشرته وكالة الأناضول التركية للأنباء على تويتر، انتشال فتاة تبلغ 13 عاما من تحت الأنقاض في غازي عنتاب بتركيا، بعد انقضاء مهلة 72 ساعة التي تعتبر حاسمة لعمليات الإنقاذ.
وفي محافظة هاتاي (جنوب) عثر على الرضيع حمزة البالغ سبعة أشهر، على قيد الحياة أيضا، تحت لوح حيث أمضى أكثر من 140 ساعة، على ما ذكرت وكالة «إخلاص» للأنباء ليل السبت الأحد.
وسحبت طواقم الإنقاذ امرأة تبلغ 70 عاما تدعى منيكسي تاباك، من الأنقاض في محافظة كهرمان مرعش وسط صيحات «الله أكبر» وفق مقطع فيديو بثته محطة «تي آر تي هابر» العامة. وسألت المرأة عندما خرجت إلى النور «هل العالم هنا؟».
وأكدت وكالة أنباء الأناضول أن فرق الإنقاذ انتشلت أوزلم يلماز (35 عاما) وابنتها خديجة (6 أعوام) على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى بعد 117 ساعة على الزلزال في محافظة أدي يامان جنوب شرق البلاد.
وبحسب آخر التقارير الرسمية، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات إلى مقتل 28191 شخصا على الأقل، 24617 في تركيا و3574 في سوريا.
وحذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا «ستتضاعف أو أكثر».
وقال غريفيث متحدثا لشبكة سكاي نيوز «أعتقد أنه من الصعب تقييم (الحصيلة) بدقة لأن علينا أن نرى تحت تحت الأنقاض، لكنني واثق من أنها ستتضاعف أو أكثر».
وأضاف «لم نبدأ فعليا تعداد القتلى بعد».
وقال غريفيث السبت في فيديو نشر على حسابه على تويتر «قريبا سيخلي الأشخاص المكلفون عمليات البحث والإغاثة المكان للوكالات الإنسانية التي سيقضي عملها بالاهتمام بالعدد الاستثنائي من الأشخاص المتضررين خلال الأشهر المقبلة».
في غازي عنتاب حيث قضى حوالى ألفا شخص، ينتظر النازحون في طوابير في ظل درجات حرارة دون الصفر لتلقي وجبة ساخنة تقدم في إطار حملة تضامن أطلقتها مطاعم في المدينة.
ووزع مطعم برهان تشاداش نحو أربعة آلاف وجبة مجانية للناجين.
وقال تشاداش «يجد موظفونا أنفسهم في وضع صعب جدا. وقع ضحايا من عائلاتهم ودمرت منازلهم». وتنام عائلة برهان تشاداش نفسه في السيارات منذ الاثنين.لكن موجة التضامن أقوى من كل الظروف.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية السبت أن عدد المتضررين من جراء الزلزال في تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص. وأطلقت المنظمة التابعة للأمم المتحدة السبت نداء عاجلا لجمع 42,8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الحاجات الصحية الطارئة والكبرى.
وتتدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى تركيا، لكن الوصول إلى سوريا أكثر تعقيدا إذ تشهد البلاد حربا ويخضع نظامها لعقوبات دولية.
وفي زيارة لمدينة حلب في شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إنه شعر بحزن كبير «لرؤية الظروف التي يواجهها الناجون، الطقس البارد ووصول محدود جدا إلى المأوى والطعام والماء والتدفئة والرعاية الطبية».
وعبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجددا في سوريا.
ووافقت الحكومة السورية الجمعة على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد بعد مرور نحو خمسة أيام على الزلزال، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا).
وشرد الزلزال ما يصل إلى 5,3 ملايين شخص في سوريا وحدها، وفق الأمم المتحدة.


بتاريخ : 13/02/2023