تنظم جمعية التربية والثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية بمشرع بالقصيري الدورة الأولى لملتقى ناجي العلي الوطني للكاريكاتير أيام 24-25-26 فبراير 2023 بالمركز الثقافي وقاعة بلدية مشرع بلقصيري.
وقد حرص القائمون على تنظيم الملتقى، أن تحمل دورتهم الأولى اسم الكاريكاتيريست حمودة عليوات، تكريما لمساره الفني المتفرد في مجال الصحافة الاتحادية، حيث شكل في فترة التسعينيات من القرن الماضي، مصدر إلهام بالنسبة للعديد من يمارسون فن الكاريكاتير بالمؤسسات الإعلامية، و حتى عند القارئ الذي كان يبحث عن جديد حمودة وهو يتصفح الجريدة بلهفة، قبل أن يلقي نظرة عن آخر الأخبار.
فقد شكل حضوره إلى جانب العديد من الأقلام الصحفية داخل مؤسسة الاتحاد الاشتراكي، إضافة النوعية في العمل، وإشعاعا للجريدة ،حيث شكلت الصحيفة المفضلة لدى القراء، وكان حمودة، الصحفي الوحيد الذي يشتغل في كل التصنيفات، سواء تعلق الأمر بالصفحة الثقافية أو السياسية أوالاجتماعية أو الاقتصادية..
قد يبدو حمودة واسمه الحقيقي محمد عليوات، انعزاليا بسبب ابتعاده عن الأضواء والملتقيات وحب الظهور، لكن شخصيته المرحة كانت محبوبة عند جميع زملائه داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي وليبيراسيون، وذلك بفضل خفة دمه وسخريته اللاذعة وإبداعاته الهادفة في فن الكاريكاتير، التي أضحت تشكل رصيدا مهما في أرشيف جريدة الاتحاد الإشتراكي.
لم يكن الراحل حمودة يشتغل فقط لينشر رسوماته على صفحات الجريدة، بل كان يوظفها عندما يتعرض للتنمر في بعض الأحيان، كسلاح ضد زملائه وأصدقائه الصحفيين والتقنيين والإداريين لينال منهم، فكان كل من تجرأ عليه يصبح نصب عينيه ،وعليه أن ينتظر دوره، لأنه يعرف أنه سيصبح محط سخرية بين الزملاء.
لم يكن الفنان والإعلامي حمودة كثير الكلام، بقدرما كان يسافر بريشته في صمت إلى عالم مؤثت بكل ما يمليه عليه الخيال، ويشرع في ترجمته على ورقة كيفما كان نوعها، شرطه الوحيد في ذلك، هي السخرية من أشخاص غالبا ما ينتمون إلى محيطه المهني.
فالتفاتة جمعية التربية والثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية بمشرع بالقصيري هي في حد ذاتها مبادرة نبيلة، ستتيح الفرصة لإعادة إحياء تاريخ شخصية أصبحت تشكل جزءا من ذاكرة جريدة الاتحاد الإشتراكي خاصة، ومن ذاكرة القراء في أواخر الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.