مبادرات رسمية ومدنية للتخفيف من وقع التقلبات المناخية على ساكنة المناطق النائية

الجهود تتواصل لفك العزلة عن الدواوير المتضررة
وعدد الطرق المفتوحة في ارتفاع مستمر

 

 

تتواصل التدخلات الميدانية التي تقوم بها الفرق التابعة لمديرية الأشغال والاستغلال الطرقي التابعة للمديرية العامة للطرق بوزارة التجهيز والماء بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية وباقي القطاعات الحكومية المعنية بمواجهة آثار التساقطات الثلجية والمطرية وتداعيات الانهيارات التي شهدتها عدد من المناطق تبعا لذلك، من أجل تأمين عودة حركة التنقل بعدد من المحاور الطرقية، الوطنية والجهوية والإقليمية، وللعمل على فك العزلة عن الدواوير التي باتت مقطوعة عن العالم الخارجي.
وبحسب المديرية، فإن عملية فتح المسالك والمعابر الطرقية عرفت تقدما كبيرا بفضل الجهود المبذولة والموارد التي تمت تعبئتها، البشرية منها والتقنية، إذ وإلى غاية مساء الاثنين بقيت فقط طريق إقليمية واحدة فقط مقفلة بسبب تساقط الثلوج، ويتعلق الأمر بالطريق 1517 التي تربط بين ألمدون وأمسكار وأوزغمت بإقليم تنغير، وطريقين اثنين جراء التساقطات المطرية والحمولات، ويتعلق الأمر بالطريق الجهوية 106 بإقليم تارودانت التي تربط اغرم بتاليوين وكذا الطريق الإقليمية 1805 بنفس الإقليم والتي تربط طاطا بإغرم.
وعادت الحياة الطرقية إلى مجمل المسالك التي سبق وأن توقفت بها حركة السير والجولان، ولو بشكل استثنائي، بالنظر إلى أن عددا منها بات مفتوحا في وجه مركبات بعينها، كما هو الحال بالنسبة للخفيفة منها، خلافا لأنواع معينة من الشاحنات، التي قد يطرح مرورها منها بعض الإكراهات التي قد تكون لها تبعاتها، وهو ما دفع باتخاذ قرار منع عبورها في عدد منها بشكل استثنائي ومؤقت تلافيا لكل عواقب غير محمودة.
وبالموازاة مع المبادرات التي تقوم بها المؤسسات المختصة، وعلى رأسها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، شهدت عدد من المناطق أشكالا تضامنية مدنية لمساعدة ساكنتها على مقاومة موجة البرد، من خلال توزيع مساعدات غذائية وملابس وأغطية، في خطوات للتخفيف من وقع التقلبات المناخية التي شهدتها بلادنا على ساكنة المناطق الجبلية والنائية. ولقيت هذه الخطوات التضامنية تفاعلا كبيرا واستحسانا من طرف المستفيدين، بالنظر لقساوة العيش في القرى والمداشر الجبلية التي تتميز بالصعوبة، والتي تطرح تحديات مختلفة تفرض نفسها على المعيش اليومي لهؤلاء المواطنين.
وإذا كانت عمليات التدخل الميدانية المختلفة التي تتم مباشرتها على مستوى الطرقات قد كُلّلت بالنجاح فإن عددا من الدواوير لا تزال تعيش عزلة، في مواجهة الطقس البارد والانهيارات الجزئية للمساكن بها، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على التنقل، لعدم وجود طرق معبّدة، من أجل الحصول على قنينات غاز البوطان وغيرها من المؤن التي نفدت في محلات بيعها، التي قد لا يتجاوز عددها المحلّ الواحد في بعض الدواوير. وتنتظر ساكنة هذه المناطق وصول المساعدات إليها ومدّ يد العون لها لتجاوز هذه المحنة التي تسببت فيها التقلبات المناخية، وهو ما أكدته شهادات العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ينتظرون عودة الدفء والحياة إلى دواويرهم التي غمرتها الثلوج من كل جهة وفرضت عليهم وضعا خاصا في طقس استثنائي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/02/2023