«موشحات» عنوان جديد ينضاف لثريا الحضراوي، أميرة النغمة والكلمة

صدر للمغربية الفنانة ثريا الحضراوي ألبوما جديدا تحت عنوان « موشحات» صحبة الملحن والعازف جان مارك مونتيرا وبدعم من مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي (لوزين)، وتضمن الألبوم 9 قطع غنائية هي : بدت من الخدر ، بالذي أسكر من عذب اللمى ، ملا الكاسات ، فيك ما أرى حسن ، يابعيد الدار ، ياشادي الألحان ، جادك الغيث ،يامن لعبت به الشمول ، وجهك مشرق
و بهذه المناسبة فقد أحيت الفنانة ”، يوم السبت 25 فبراير الجاري على الساعة الثامنة مساء حفلا فنيا لتقديم أغانيها و الإعلان عن إطلاق ألبومها الجديد.، وذلك بالفضاء الفني «لوزين» بالدارالبيضاء.
و للإشارة فثريا الحضراوي عرفت النور سنة 1957، في وسط عائلة تقليدية و محافضة وهي مغنية مغريبية لفن الملحون وكذلك كاتبة ، عملت في مجالات متنوعة في التعليم كمدرسة لمادة الفلسفة بعدما تخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وبعدها في مجال الصحافة أثناء فترة الثمانييات حيث عملة في مجلة «كلمة» التي خلفت صدى كبير في المشهد الثقافي المغربي، بالرغم أن التجربة لم تستمر فترة كبيرة. وكانت ضمن أطر شابة مثقفة لها صيتها مثل هند الطعارجي، عبد الرحيم برادة، نورالدين عيوش وغيرهم،. و كانت قوة المجلة «كلمة» أساسا في طاقم عملها المثقف والمنسجم والمكون من أقلام قوية وجريئة، ولتطرقها لمواضيع تعد طابوهات زعزت بها عقليات المجتمع المغربي التي كانت غالبيتها محافظة آنذاك. أهمية المجلة جعلها موضوع فيلم وثائقي لحميد الزروالي، سبق وكتب عنه منبرنا سنة 2019
و ككاتبة لها عدة مؤلفات من بينها:
البحث عن صوت عام 2018 بالفرنسية
طفولة مغربية عام 1998 بالفرنسية
دراسات نسائية عام 1991 بالفرنسية مع مونكاشي ميريام
و تقول ثريا الحضراوي في هذا الصدد، بأنها تعطي لكل لون من إبداعاتها حقه، فعندما تتفرغ للكتابة تمنحها زمنها، وعندما ترغب في الغناء يكون له حصته من وقتها.لأنه بالنسبة لها الكتابة تتطلب طاقة مخالفة لتلك التي يتطلبها الغناء.
وتعرف ثريا الحضراوي أيضا بنشاطها في المجال الجمعوي من خلال جمعيات نسائية وثقافية .
لامست المجال الغنائي بشكل رسمي سنة 1989، وتخصصت في مجال التراث الفني المغربي على العموم والملحون بشكل خاص ،وأصدرت ألبومات و أقامت سهرات ساهمت بها في محافل داخل وخارج المغرب بحيث أنها تعد أول امرأة تغني الحضرة في العالم و حاليا عندما يتم التحدث عن الملحون المغربي، يحضر إسم ثريا الحضراوي بقوة.
تقول في إحدى خرجاتها الإعلامية بأن أن فن الملحون عرفها على العديد من الأشياء فاكتشفت الثقافة المغربية ودخلتها من بابها الواسع وتعرفت على التاريخ، كما فتح لها عدة أبوابه من بينها باب الثقافة الإسلامية وهذا أثر فيها لأنه قبلا كانت على دراية أكبر بالفلسفة الغربية وثقافتها و أطلت عليهما من باب كتب الشعر العالمي والفلسفة العالمية وعلومها، ففن الملحون بالرغم كونها كانت تعرفه لكن كمستمعة عادية ، لم يدخلها بعد لهيبه وعمقه . كما أنه في بداية لقائها بالغناء كانت تغني الكلاسيكيات كأم كلثوم وغير ذلك ثم بعد ذلك تعاطت الأغنية الملتزمة في شخص الشيخ إمام و فؤاد نجم، بحيث كونت ديو مع الفنان إسماعيل حمدي وغنيا سوية.. و إذن فقد تدرجت قبل أن تبدأ الغناء في فن الملحون ، فبالنسبة لها كان من الضروري أن تمر بتجربة حياتية معينة قبل أن تتوصل لسماع فن الملحون الذي يعتبر ثقافة قائمة بذاتها وتتطلب معايير معينة، وبالتالي كان أول لقاء لها الفعلي مع فن الملحون عن طريق أحد شيوخه وهو الحاج أحمد بن موسى
وفي تصريح لإحدى المواقع، قالت الحضراوي عن نفسها بأنها، من الشخصيات التي تحب المبادرة فكلما اكتشفت في نفسها رغبة في مشروع ما تبادر لتحقيقه وكان أن أحبت أن تجرب الغناء بمصاحبة لصوت ألة البيانو، فاقترحت المسألة على مدير معهد غوت في الرباط،، الذي بدوره اقترح الفكرة على معهد غوت العالمي بألمانيا الذي رشح لها الموسيقار الروسي اسيمون ناباتوف. وحضرا فنيا في عدة محافل في أوربا.
اشتغلت مع عازف للكلارينيتايضا، و يعزف الموسيقى الكلاسيكية الغربية، لكن ما كان يهمها كمغنية لفن الملحون هو طريقة العزف على الألة بشكل معاصر ومزجه بتراث الملحون ، وهذا ما كان عمق اشتغالها على الملحون فهي تشتغل على التراث بنظرة جديدة سواء كان الملحون أو الأندلسي أو الصوفي
و هذا ربما يفسر صلب ألبومها الجديد «موشحات « الذي امتاز بتفرده حيث بدت المغنية مختلفة في هذا العمل الذي أظهر قدرتها على التماهي مع ألوان موسيقية مغايرة


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 23/02/2023