الكفاءة الفكرية، روح المواطنة والنزاهة الأخلاقية حولت الناظور إلى مدينة نظيفة وجميلة

عبد السلام المساوي
حاضرة الناظور هي عاصمة للمروءة والشهامة، تكتسي الناظور، تكتسي حاضرتها لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات، أهمية خاصة لموقعها الجغرافي التميز كله، لتجذرها التاريخي والحضاري التميز كله، لوطنية أهاليها عزة الوطن كله. ولفخر الانتماء لذلك المكان الجميل جمال الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام . لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يعشقون هذه المدينة….
للناظور في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا …
للناظور كل دعوات العودة للبقاء على قيد التنمية والحداثة التي تعني كل الحياة …
الناظور بؤرة وطنية، الناظور ولادة للوطنية، الناظور قلعة النضال والصمود، الناظور رمز الوفاء والمروءة وترفض الخيانة والارتزاق….
إن خيار التنمية والمزيد من التنمية يظل هو الحل الحاسم في ما يجري على الأرض، إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الناظوريات والناظوريين للنهوض بهما؛ من أجل كسب رهان التنمية…
الناظور ليست كشبيهتها من المدن المغربية كتاب مفتوح للتاريخ، يقرؤه الزائر ببساطة، هي حاضرة تخفي ماضيها تواضعا، في إظهار رصيدها الحضاري، حمولتها التراثية والثقافية وبطولاتها الوطنية …
مدينة الناظور تبدو متناقضة، هي في آن واحد حاضرة جميلة ومدينة تشوبها الكثير من العيوب . مدينة بسيطة وفي نفس الوقت صعبة ومعقدة في تناولها وقراءتها وتحليلها العلمي الثقافي الحضاري والتاريخي ؛ مدينة فريدة ومتعددة ، موحدة ومتنوعة، مفتوحة ومنغلقة، واسعة وخانقة، حاضرة مركبة تتداخل فيها الأعمار والأشكال والأنواع المعمارية والأنماط والمرجعيات الهندسية .
مدينة الناظور مدينة تطبعها الجغرافيا بتضاريسها الوعرة والجبال الجميلة المحيطة بها والوديان والبحور التي تشكلها وتعبر جسمها بمنطق الشهادة لأجمل ما أبدعته الطبيعة .
كمثيلاتها كذلك راكمت الناظور في العقود السابقة اختلالاتها في نسقها وتعميرها ومعمارها وأحيائها وهندستها ووظائفها وساحاتها وحدائقها ونمط العيش من جراء الإكراهات والإرهاصات وتداعيات التزايد الديموغرافي وقوة الهجرة ، وضغط الطلب عن السكن والمرافق الحضرية والبنيات الأساسية، وإكراهات قابلتها لزمن عمر طويلا وغياب آليات التخطيط الحضري وقلة المهنية في التصور والتخطيط والتدبير المجالي وافتقاد الإمكانيات والوسائل المادية …
مدينة الناظور، مع استحقاقات 8 شتنبر 2021، قطعت مع المنتخبين الفاقدين لحس الوطنية والمواطنة …أغلب المنتخبين الذين استغرقهم الجهل والفساد، سرقوا ونهبوا واعتبروا المؤسسات المنتخبة وسيلة للإثراء الشخصي فدمروا البلاد والعباد، والرأي العام بالناظور تابع ويتابع، التحولات الكبرى التي تعرفها مدينة الناظور، تحولات مست جميع الميادين والقطاعات، تغير جذري، تغير أعاد لمدينة الناظور شموخها : مدينة نظيفة وجميلة، مدينة أصبحت مركز جذب للمستثمرين والسياح، تغير صالح الناظوريات والناظوريين مع مدينتهم، مدينة الناظور مدينة حدودية بامتياز ووجه المغرب في أوربا، من هنا تستحق اهتماما استثنائيا .
الرجل الذي يستحق منا ألف تحية، ألف تقدير، ألف شكر، هو رئيس الجماعة الحضرية لمدينة الناظور، سليمان أزواغ، ابن الناظور الأصيل، يشتغل بحب وغيرة على هذه المدينة وساكنتها، يشتغل في صمت بعيدا عن الضجيج، الحكامة هي العنوان والجدية سيدة الميدان.
العمدة سليمان أزواغ يشتغل بروح الانسجام مع مكونات الجماعة الحضرية، يشتغل بروح التعاون والتضامن، ويشتغل بتفاهم واعي ومسؤول مع السلطات المحلية ومع كل من يهمه تنمية مدينة الناظور.
ما أنجزته الجماعة الحضرية لمدينة الناظور، في مدة وجيزة، سنة وبضعة شهور فقط، صحح الكثير من الاختلالات التي راكمتها مدينة الناظور خلال التجارب السابقة .
فعلا أصبحت الناظور مدينة، مدينة نظيفة وجميلة، مدينة انتفضت ضد القبح والأزبال، ضد التسيب والفوضى، مساحات خضراء وفضاءات للترفيه، ملاعب للرياضة ومركبات للثقافة .
تحولات كبرى تعرفها مدينة الناظور على مستوى التجهيز، على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، البيئي والثقافي، ذلك نتيجة الحكامة الجيدة في التسيير والتدبير .
تفاصيل ما أنجز وما ينجز ضمن هذا الخاص عن مدينة الناظور.. مقدمات جيدة تؤدي إلى نتائج جيدة . فعلا أصبحت الناظور مدينة .
مدينة نظيفة
تدبير التخلص من النفايات هو أحد أهم الاختصاصات الموكولة لمجالس الجماعات المحلية التي انتخبناها في 8 شتنبر ، ويرتبط بشكل وثيق بالحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين . وإذا كانت هاته الجماعات تتوفر على ملايير الدراهم من أجل الإبقاء على أزقتنا نظيفة، فإن ذلك لم يتحقق بعد ما تركت أغلب الجماعات لشركات التدبير المفوض التي ما زالت لم تجد الوصفة السحرية لمعالجة المشاكل المرتبطة بنظافة شوارعنا، وما أصبحت تشكله من تهديد حقيقي للبيئة وسط ما يشهر من رهانات على « الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة» .
الجماعة الحضرية لمدينة الناظور، وفي ذلك اليوم الديني العظيم، كانت في الموعد، كسبت التحدي ونالت شكر الساكنة؛ بذلت من الجهود الكثير ، سخرت طاقات بشرية وإمكانات لوجستيكية كبيرة لتطهير مدينة الناظور وأحيائها التي تتحول مع كل مناسبة عيد أضحى إلى جبل من النفايات .
الجماعة الحضرية لمدينة الناظور بتعاون مع السلطات المحلية وكل من يهمه شأن النظافة والبيئة، تجندت في حرب شرسة « زنقة زنقة، شارع شارع ، بيت بيت « مع منتوجات القمامة ومخلفات الأضاحي …وهكذا، ولأول مرة، بدت مدينة الناظور جميلة ونظيفة .
وأتذكر، وأنا ابن الناظور، أن أحياءها بعد كل عيد أضحى تتحول إلى مقبرة تنبعث منها روائح قذرة وسامة … واليوم، وأنا أزور الناظور، أجوب شوارعها، أزقتها وفضاءاتها، لاحظت على الأرض وفي الميدان، أن الحملة التي نظمت في الأضحى، لم تكن مؤقتة وعابرة، لم تكن بهرجة وتغليطا …الاستثناء إلى قاعدة وشعار يومي ودائم : ناظور نظيف وسليم .
لقد ترسخت لدى الجماعة الحضرية ورئيسها، قناعة مبدئية لا رجعة فيها: النظافة والمحافظة على البيئة أولوية الأولويات لأنها ضرورة وجودية.
لقد سئمت ساكنة الناظور العيش في محيط متسخ، أزبال في كل مكان، روائح سامة وقاتلة تنبعث من هنا وهناك، حتى البحر لم يسلم من هذه الأخطار …بالأمس القريب، الناس كانت تهجر مدينة الناظور ومحيطها وتفر إلى مدينتنا المحتلة- مليلية، حيث الهواء النقي والمحيط الجميل.
ما كان حلما أصبح واقعا، المستحيل ليس ناظوريا، بفضل جهود الجماعة الحضرية لمدينة الناظور، بفضل إرادة رئيسها سليمان أزواغ، وبفضل كل أعضاء هذه المؤسسة المنتخبة، وكل أطرها وموظفيها وعمالها، وبفضل التعاون مع السلطات المحلية بمختلف مكوناتها … تحولت الناظور، وفي ظرف وجيز، إلى مدينة نظيفة مستقطبة لساكنتها وزائريها.
أصبحت الناظور مدينة نظيفة وجميلة، إنها بمساحاتها الخضراء التي كان قد طالها الإهمال تحولت إلى حديقة تسر المقيم والزائر .
لم تعد مليلية هي المنقذ والخلاص، فما كان مفقودا في مدينة الناظور ومتوفرا في مدينتنا المحتلة، أصبح متوفرا وبامتياز …
شكرا لكل من سهر ويسهر على راحة الناظوريات والناظوريين …الناظور مدينة تسع الجميع…الناظور انتفضت على القبح والقاذورات «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم « .
مدينة آمنة
يمكن أن تلمس التحول المجتمعي الذي تعرفه مدينة الناظور في حضور المرأة أو غيابها، فلا أحد يجادل بالأمس واليوم وغدا، أن المرأة هي المؤشر القوي والدال على التحول المجتمعي والتغير الفكري والأخلاقي والسلوكي، فالمرأة هي عنوان الحداثة وقاطرة التنمية ومقياس تغير العقليات، ويظهر أن المرأة بالناظور بدأت تنتفض على دونية الحريم وخسة الولايا لتعانق سمو الإنسان ورفعة المواطنة، وهذا ما يمكن للسوسيولوجي أن يلاحظه من خلال معاينة الكثير من السلوكات التي كانت بالأمس القريب تدخل في لائحة « الممنوعات والمحرمات « !
زائر مدينة الناظور من أمكنة أخرى وأزمنة مختلفة، في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحتى في التسعينيات، كان يعتقد أن الناظور مدينة بدون نساء؛ لا امرأة تجوب الشوارع، لا امرأة في المقاهي، لا امرأة في الفضاءات العامة …مدينة الذكور بعنترية جبروتية وموروث استبدادي .
وكانت الناظور، وكان الرجل …المرأة غائبة بالمطلق، بل هي مغيبة قسرا وجهلوتا، بل المرأة نفسها استبطنت الغياب والانسحاب، استبطنت الطاعة والسجن .
لا إمرأة تخرج من دار والديها أو دار زوجها، لها خرجتان فقط وفقط (خرجة إلى دار زوجها وخرجة إلى القبر) وآمنا وعلى المرأة السلام !
أتذكر، وأنا ابن الناظور، أنه في السبعينيات لا امرة في الفضاء العام، وكل من سولت لها نفسها التمرد على الأعراف والتقاليد فمصيرها أقسى العقوبات المعنوية والمادية ( أن تشاهد امرأة في الشارع العام فتلك الفضيحة وذلك هو العار).
في الموسم الدراسي 73 – 1974 وبثانوية عبد الكريم الخطابي كانت هناك تلميذتان وتلميذتان فقط من إقليم الناظور كله، تحضران لاجتياز امتحان الباكالوريا، واحدة علمي والثانية أدبي !!!
وهذا الأسبوع أزور الناظور، تحول جذري، ثقافة جديدة وسلوكات جديدة، لاحظت أن المرأة الناظورية حاضرة بقوة وأخلاق، إنسانة مواطنة، في الشارع العام حاضرة، في المؤسسات فاعلة، في المجتمع رائدة …لاحظت جدات وأمهات وشابات أنيقات ومحترمات في المقاهي والمطاعم، خصوصا مقاهي ومطاعم الكورنيشcorniche، واثقات الخطوة ومنتصبات القامة …نساء الناظور شامخات، مواطنات، زمن الحجر ولى!
زرت ثانويتي الكندي وعبد الكريم الخطابي « مؤسستان عشت في أحضانهما في السبعينيات «، فسجلت أن نسبة التلميذات تعلو نسبة التلاميذ عددا وتفوقا .
الحياة بالناظور كانت تتوقف مع بداية المساء، بعد صلاة المغرب مباشرة، تصبح شوارع المدينة مهجورة، واليوم لاحظت نساء وعائلات في المقاهي والفضاءات العامة، البهجة هي العنوان والطمأنينة سيدة الميدان، لا قلق ولا خوف، وسائل الترفيه متوفرة، فضاءات جذابة وجميلة، حماية أمنية مسؤولة .
قليلة هي المدن المغربية التي أصبحت تنعم بالأمن، ومدينة الناظور في طليعتها.
الناظور مدينة لا يسرق فيها الأطفال.. في مدينة الناظور يمكنك أن تتحدث في الهاتف متى شئت دون أن تتعرض للسرقة .. في مدينة الناظور يمكنك أن تتجول حتى ولو بعد منتصف الليل وحيدا دون أن يتعرض لك أحد وسط الطريق…
الناظور تكاد تكون المدينة الوحيدة التي يمكنك أن تسحب النقود من شباك البنك دون أن تلتفت يمنة ويسرة خوفاً من اللصوص الذين قد يَحُومون حَولك …
الناظور تكاد تكون المدينة الوحيدة التي نسبة التحرش فيها قليلة جداً وفي حالات استثنائية نادرة ..
الناظور مدينة الأمان، مدينة الإخلاص والوفاء، مدينة الرجال والنساء الحقيقيون، من جاء إلى الناظور سواء أكان زائرا أم ساكناً على الدوام يقول إنه لم ير في حياته مدينة آمنة مثلها، يمشي الإنسان فيها بكل ثقة وأمان، يمشي حاملا هاتفه المحمول والمال في جيبه لا يخاف أصلا، هو واثق أن لا أحد سيتعرض له، تمشي الفتاة في الناظور بكل ثقة لأنها واثقة أنها مصونة محمية واثقة من أنها خط أحمر، واثقة من أن كل شباب الريف إخوتها والكل سيهرع للمساعدة إن اقتضى الأمر .
سليمان أزواغ عمدة الناظور، الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين
هو عمدة استثنائي بنجاحه، هو رئيس نبت في تربة هذا البلد، خرج من شمال المغرب، من الناظور، يحق لنا الابتهاج بأن هذه الأرض أعطت ثمارا مثل هذه،أعطت سليمان أزواغ .
اقتحم سليمان الوجود بكثير من الإرادة وبكثير من الأمل، يأتي في زمن ناظوري صعب وعسير، يأتي ليبشر بعودة «السبع السمان» منتصرة على «السبع العجاف»، ليملأ أرضنا خصبا ومدينتنا مشاريع وإنجازات، تأتي ليهدي دفعا تنمويا لمدينتنا الناظور، جمعتنا الفرحة بانتخابه رئيسا لجماعة الناظور في زمن القحط والعقم، واحتفلنا بألحان ريفية أمازيغية، رقصنا مستقبلين ميلاد رئيس سيمتلك فن تسيير شؤون مدينة الناظور ومعالجة مشاكلها المزمنة والاهتمام بانتظارات أهاليها، خدمة المدينة، مقاومة كل الأنماط الاستسلامية والقطع مع كل السلوكات التي وقفت عائقا ضد النهوض بالمدينة والإنصات لهموم وتطلعات أهاليها،الانتفاضة على كل تجليات العبث والتسيب، قد يكون الميلاد حلوا، إنما المستقبل أحلى، يأتي سليمان ليكسر الصمت وبحطم المألوف في التجارب السابقة، ليخرج عن المعتاد ويدمر سلطان العادة الطاغي، ليرفض اللامبالاة والإهمال ويعلن الجد والتغيير، ويناضل للناظور وساكنته.
ما يحيرك وأنت في مكتب الرئيس سليمان هو صعوبة تحديد انشغالات الجالس / الواقف أمامك، إنه الكثرة في الوحدة، والجمع في صيغة المفرد، فما أن تطمئنإلىرئيس يضبط، يوضب، يفحص تلال الملفات بحس قانوني خبير يتجه رأساإلى المفاصل المحتملة للخطأ، يحث مساعديه من المستشارين ورؤساء على الدقة والتدقيق لأن هذا الميدان لا يقبل الهفوات، تجد نفسك أمام مسؤول يستقبل المواطنات والمواطنين برحابة صدر وببشاشة، ينصت، يشرح ويفسر، والكل يغادر المكتب سعيدا فرحا، وأنت تتابع مبادراته واقتراحاته وقراراته، وبين لحظة وأخرى يثيرك استقباله لمكالمات من مسؤولين ومواطنين .
ومعلوم، وهذا يسجله الجميع باحترام وتقدير، أن سليمان أزواغ بعد انتخابه رئيسا لجماعة الناظور، لم يغير رقم هاتفه، لم يقفل هاتفه، لم يتعال عن الناخبات والناخبين، بل ظل في تواصل دائم مع الجميع، وهذه قمة الشفافية ورفعة الأخلاق،هنا أيضا يشكل سليمان أزواغ استثناء .
تغادر المكتب ولسان حالك يقول: إن سليمان هو الخيط الناظم للوفاء، يمكن أن تقرأ الناظور في مكتبه .
الرجل الذي انسحب من الكراسي إلى التمدد في محبتنا له، ذلك الرئيس،هو من ملأ حياته بلا دوي، بالوقوف هادئا في مواجهة الصخب، صخب الجماعة الحضرية يعارك مشاكلها ليلا ونهارا،
نعم إن الأشخاص يمرون، لكن بصماتهم تبقى، نعم إن الأشخاص يعبرون، لكن المؤسسات تبقى قائمة تراكم معطيات سيرورتها الخاصة، نعم إن فترة المسؤولية على رأس أي مؤسسة عمومية لا يتسع بالقدر الكافي لشخص ما كي يستكمل نموذجه المثالي، لكنه يمكن أن يطمئن على منجزه حين يصيب بعدوى أفكاره أناسا آخرين.
إن الأفكار مثل الأشجار تماما، تغرس وتعطي ثمارها بعد حين، فلا أحد –الآن وغدا- يمكن أن يجادل في أن رئيسا اسمه سليمان أزواغ قد أعاد لجماعة الناظور مهامها وأدوارها، وصالحها مع مواطنات ومواطني الناظور، وأقام لها إدارة ناجعة بمواصفات حديثة، شفافة وناجعة، متجاوبة مع طموح المواطنين، ومتناغمة مع المجتمع الناظوري بكل مكوناته.
تقوم فلسفة سليمان أزواغ في التسيير والتدبير على مبدأ «الانتماء»، فهو متشبع بهذا المبدأ ويرى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية ورافعة النجاح وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة، بل إنه يعتقد واثقا أن الانتماء الحقيقي للوطن، يبدأ من الانتماء الصادق للمؤسسة التي تمثل حقل خدمة الوطن، ولا حقل ينافس المؤسسة المنتخبة في زرع روح الوطنية والمواطنة لدى الساكنة .
يفوت سليمان أزواغ فرصة لتمرير مبدأ الانتماء إلى الطاقم الذي يشتغل معه، إلى كل الأطر والخبراء، وإلى كل المستشارين.
كعادة الأنهار تنزل من القمم بإصرار لتسقي السهول، انحدر سليمان من الناظور، ليصبح منذ طفولته ونعومة أفكاره رجلا ممسكا بزمام مسار حياته، حمل في صدره كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك، يشق مجراه بصبر وثبات، إذ لم يكن على يافع مثله أن يلتحف أحلامه وينتعل طموحه، ويتعطر بوعيه الوطني المبكر، ويضرب في الأرض في مرحلة حرجة من مسار الناظور.
يشتغل في صمت وبفعالية، في هدوء وبنجاعة، حالم برجلين متجذرتين في الأرض، أرض جهة الناظور المعطاء، مستعد ليخسر كل شيء إلا كرامته، مستعد ليتنازل عن كل شيء إلا الهوية التي تطبعه، ناظوري. إنه كالنهر يعود إلى نبعه والماء إلى مصبه الطبيعي.
يتميز بأنه متعددة الميزات، ولا فرق بين مميزاته، إنه يعترض ولا يعارض، يفعل ولا يقول، يواكب ولا يساير، ينضبط ولا يخضع ، ضمير لا يدعي الحكمة، رافض لا يدعي الثورة، وطني خام ومواطن أصيل، مؤمن بأن المسؤولية التزام لا امتياز، تضحيات لا غنائم، عطاء لا ريع .
لسليمان حضور قوي، حضور ينشده كل يوم ويذكره، بل ويغنيه ويتصاعد في تناغم مع مسار رئيس ناجح وطموح، هو أصلا تربى على كره الكسل والاستسلام، وهو طفل، وهو ينمو، نما فيها كره الاختفاء وراء الأقنعة، إنه استثناء في زمن الكائنات المتهافتة، مترفع في زمن الهرولة، واثق في زمن التيه،، مؤمن بأن النجاح اجتهاد لا ريع، وأن النضال اختيار والتزام، تضحيات لا غنائم، أسرة نزعت من سليمان للأبد الإحساس بالخوف والاستسلام، وزرعت فيه الإمساك بزمام مسار حياته بكرامة وكبرياء، والمضي قدما مهما صعبت المسالك، أسرة زرعت فيه الصمود والتحدي، تنفس عبق تربية هادفة ومسؤولة، تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن العطف والحب مرارا.
أصر سليمان أزواغ على أن تبقى الراية مرفوعة والوردة مزهرة، يتصف بكل خصال الإطار السياسي المسؤول التواق إلى النجاح، بخصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز، والتقدم بخطوات محسوبة، دون تسرع ودون تهور، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة، وتأهب دائم للمبادرة والفعل مسلح برؤية واضحة، وبمنهجية علمية واقتراح حلول ومخارج ناجعة، وامتلاك الحدس الذي يتجاوز ما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون..سليمان أزواغ عقلاني فكرا، براغماتي سلوكا، يمقت الانفعالات والانسياق وراء الشعارات والوقوع سجين الحماس الزائد.
من هنا كان النجاح في التسيير وكان النجاح في الرئاسة، وما أحوج المغرب إلى أكثر من كفاءة من عيار سليمان أزواغ، حيث توجد الإرادة ويكون الطموح، تكون الطريق المؤدية إلى النتائج المتوخاة، إنه صاحب إشكالية ملحاحة، وملح في اقتراح الحلول لها، إشكالية بناء وتنمية الناظور، وينبهنا إلى أن التنمية لا تتحقق بالثرثرة ولغو الكلام، ولا تتحقق بالنيات حتى ولو كانت صادقة، إن التنمية رؤية استراتيجية وعمل دؤوب.
رئيس، نعم، نفتخر ونعتز، ولكن يصرخ، أنا سليمان، المبدأ هو تكافؤ الفرص والكفاءة هي الامتياز، ألم أقل لكم إنه لا يمكن أن يحشر في زمرة الكسالى الذين تربوا على الاتكالية والزبونية، سليمان رسم طريقه بالعمل الجاد، واثق ومطمئن، مؤمن بطاقاته وقدراته،»منتصب القامة يمشي، مرفوع الهامة يمشي».
وفي للملكية، للشرعية والمشروعية، للشعار والنشيد «منبت الأحرار،» رضع مبادئ الوطنية والإخلاص للملكية مبكرا، من هنا انخراطه بقوة في تنمية الناظور، التنمية التي وضع لها جلالة الملك السكة التي تسير وفقها من خلال خطابه التاريخي بجهة الشرق.
سليمان صاحب قضية، وعلى سليمان أن يشتغل بكل ما أوتي من قوة، فهذه قناعته وهذا واجبه، وهذه مهمته، وإلا فليرحل من هذا العالم الذي هو في حاجة إلى العواطف النبيلة وشيء من التضحية، هكذا نرى المناضل سليمان يرى الأشياء.
آمن سليمان بأن المسؤولية ليس شعارا يرفع ولا مسحوقا للتزيين، ليست قضية للتوظيف الديماغوجي والاستهلاك السياسوي، بل إنها قضية وجودية تشكل قناعة فكرية واختيارا مبدئيا، هذا جوهر كينونته وعنوان هويته، التحدي هو سيد الميدان،هادئ بقوته، قوي في هدوئه، انخراطه الفعال في الجماعة، يكره الضجيج والصراخ، لا يغتر ولا يتعجرف، يضع ذاته بين قوسين ويطلق العنان للعمل الجاد والهادف.
ويشهد كل الذين خبروه عن قرب، أنه لم ينافس أحدا أبدا على مساحة أو تفاحة، ولم يتهافت يوما على موقع أو منصب، هذا سلوكه، هذه قناعته، هذه أخلاقه، ونفس النهج نهجه وهو رئيس جماعة الناظور، إطار مقتدر وكفاءة ناجحة، السمو عنوان سليمان والرفعة هي الطريق.
حضوره في الميدان، في الفضاء، في المجتمع، يؤكد سمو الفكر ورفعة الأخلاق، مناضل بقناعاته، وما أسهل تأقلمه في المجال إذا أراد بمحض إرادته، دون أن يخضع لأي أمر أو قرار، يحب الحرية بمسؤوليتها ومروءتها، ويقول لا للوصاية والتوريث، لا للريع والذوبان وإعطاء الدروس بالمجان، لم يسقط سهوا على تدبير الشأن المحلي، هو مناضل قناعة واختيارا.
اكتسب شرعية الانتماء بالقوة والفعل وانتزع الاعتراف والاحترام من كل ساكنة الناظور.
ناظوري وفي ومواطن غيور، إنه سليمان، ينتمي مطاوعة ولكنه لا يرضخ، اختيارا لا قسرا، ينسجم بيد أنه لا يذوب، هو ذات فرادى واختلاف، يحوم سماوات العالم الرحاب ولا يهيم، ويعود مثقلا بالتجارب والمعارف ليبشر بغد جميل لناظور جميل، سليمان لا يمكن أن يحشر في زمرة الكسالى، فهو ليس منهم، لأنه محصن، يمضي بحكمة وثبات،، ينبه إلى إغراءات المناصب ويحذر من مخاطرها، ليدلف إلى مقام المسؤولية الملتزمة، وليس منهم لأنه رضع الأناقة والنظافة في معبد الشجعان.
رفع الستار وصفق الرأي العام الناظوري،ألف تحية واحترام لرئيس، هو سليمان أزواغ الذي كان ومازال يملأ الفراغ، حين يكون هناك فراغ،.
بكره اللغة السوداوية والنزعة العدمية، يكره المناورات والمراوغات، يكره الأسلوب المتشائم ولغة الياس والتيئيس، لا، هو إنسان جد متفائل، والعينان تعبران بالابتسامة عن هذا التفاؤل، وهذا الطموح، وهذا الحب اللامشروط للناظور..
سليمان إطار شاب في عمر الزهور، مازال يحتفظ ببريقه وديناميته، سليمان الذي تمرس بنضالات الالتزام السياسي ظل متمسكا بوهج الحياة، صفة الشباب تلازمه أينما حل وارتحل، يتمتع بخاصية فريدة في المرح التي لا تخفي جديته وصرامته، يتميز بحسن الدعابة بالرغم من أنه يقتصد في ابتسامته، ابتسامة عنيدة مثل جغرافية الناظور.
ان الرئيس الذي تستقطبه اهتمامات متنوعة الأبعاد، ينبغي أن يكون من فئة احتكت بجميع الفئات وتعامل مع ملفات مهمة ومتنوعة، وسليمان أزواغ من هذه الفئة.
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 27/02/2023