شهدت المباراة التي جمعت الجيش الملكي بفريق «فيوتشر» المصري ليلة أول أمس الأحد بمجمع الأمير مولاي عبد الله، برسم الجولة الثالثة من منافسات كأس الكاف، أحداث شغب خطيرة على المدرجات، كان بطلها فصيلا «إلترا عسكري» و»بلاك آرمي» المندمجين مؤخرا في فصيل واحد «الكورفاتشي».
وتخلى الفصيلان عن تشجيعهما لفريقهما في فترة حرجة من المباراة، ودخلا في حرب اقتلعت فيها كراسي مدرجات «المكانة»، لتتحول إلى مقذوفات، بعدما نفذت الحجارة التي لا يعلم أحد كيف تواجدت بالمدرجات، ما يدل على أن الأحداث كانت مقرونة بالإصرار والترصد.
وقد استشعرنا كصحافيين بأن هناك أشياء غريبة ستقع على المدرجات، في ظل عدم تواجد «الباش»، خوفا من السطو عليه، خاصة وأن الكل يعرف قيمة «الباش» عند «الإلترات» في العالم كله، كما سجلنا عبارات سب تبعث من كل مكان.
وخلفت المقذوفات الطائشة الكثير من الإصابات، وهو ما فرض تدخلا شجاعا وعاجلا من رجال الوقاية المدنية لإسعاف المصابين، كما كان هناك تدخل لرجال الأمن بطريقة ذكية جدا حتى لا يصبوا النار على الزيت .
وفي خضم كل هذا تدخل أحد المنتمين إلى الخلية الإعلامية التابعة للفريق العسكري عبر مكبرات الصوت مطالبا الجماهير بالتزام الهدوء وتشجيع فريقها، لكن الأحداث استمرت، قبل أن يخمد جزء منها بهدف لامين دياكيتي .
وأساءت الأحداث التي تسبب فيها فصيل «الكورفاتشي»إلى تلك الصورة الجميلة، التي قدمتها الجماهير المغربية بقطر.
وكان متتبعو كرة القدم المغربية وحركات «الألتراس» ينتظرون أن يضيف فصيل «الكورفاتشي» لمسة فنية لتلك اللوحة الرائعة، التي أبدعتها جماهير الوداد و الرجاء وقبلها جماهير المغرب الفاسي واتحاد طنجة والمغرب التطواني و»حلالة بويز» المساند للنادي القنيطري، لكن ما حصل بمدرجات ‘»الكورفاتشي» لطخ تلك الصورة الرائعة، التي كان العالم شاهدا عليها بملاعب قطر.
والغريب أن أحداث الشغب هاته جاءت مع بداية تغير كبير وإيجابي في سلوك الجماهير العسكرية، بعد البلاغ الذي أصدرته مكونات «الكورفاتشي» ودعت فيه إلى الابتعاد عن كل ما يسيء إلى الجيش الملكي، والالتزام بتشجيع الفريق بطرق حضارية، خاصة وأن هذا البلاغ استحضر تلك الأحداث الإجرامية التي كانت اندلعت بعد إقصاء الفريق العسكري من منافسات كأس العرش على يد المغرب الفاسي، وهي الأحداث التي خلفت خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، وتلتها اعتقالات ومحاكمات طويلة.
ومن المنتظر أن يتعرض الفريق العسكري لعقوبات من طرف الكاف، قد تصل إلى حد إجباره على اللعب من دون جمهور، في ظرف يحتاج فيه بشكل قوي إلى مساندة قوية من كل عشاقه.
