غرفة الجنح بابتدائية مراكش تقضي بعدم الاختصاص في ملف ضابط متابع في قضية وفاة ياسين الشبلي

بعد جلسة ماراطونية دامت أزيد من عشر ساعات، أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش في ساعة متأخرة من ليلة يوم الاثنين 27 فبراير 2023، حكمها في ملف ضابط شرطة متابع في حالة اعتقال على خلفية وفاة المواطن ياسين الشبلي بمقر الشرطة بمدينة بن جرير، وقضت بعدم الاختصاص وإحالة الملف على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف.
وكان المتهم قد خضع للاستنطاق بملتمس من الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش من قبل قاضي التحقيق لكونه يتسم بصفة ضابط شرطة قضائية في إطار قواعد الاختصاص الاستثنائية، للاشتباه في ارتكابه العنف أثناء قيامه بوظيفته ضد أحد الأشخاص، والتسبب في القتل غير العمدي الناتج عن عدم التبصر وعدم الاحتياط والإهمال، مع التماس إيداعه السجن. وبعد استنطاقه ابتدائيا من قبل قاضي التحقيق، أمر بإيداعه السجن على ذمة ملف القضية، وإحالته على غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بالمدينة الحمراء.
كما أحيل في ذات الملف ثلاثة من موظفي الشرطة على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بابن جرير للاختصاص، والذي قرر بدوره متابعة عنصرين اثنين في حالة اعتقال للاشتباه بارتكابهما العنف أثناء قيامهما بوظيفتهما ضد أحد الأشخاص، والتسبب في القتل غير العمدي الناتج عن عدم التبصر وعدم الاحتياط والإهمال، فيما قرر متابعة الثالث في حالة سراح من أجل الاشتباه في ارتكابه جنحة التسبب في القتل غير العمدي نتيجة عدم التبصر وعدم الاحتياط والإهمال، مع إحالة الجميع على المحكمة لمحاكمتهم طبقا للقانون.
وسبق للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، أن أكد في بلاغ له، أن وفاة المسمى قيد حياته ياسين الشبلي لم تكن ناتجة عن ظروف إيقافه واقتياده لمركز الشرطة ولا نتيجة الصفعات التي تعرض لها من قبل عناصر الشرطة، وإنما نتيجة الرضوض التي تعرض لها إثر إيذائه لنفسه وسقوطه المتكرر على الأرضية الصلبة للغرفة الأمنية نتيجة الحالة الهستيرية التي كان عليها.
وأوضح البلاغ أن نتائج البحث أظهرت أن “المعني بالأمر تم إيقافه بالشارع العام بتاريخ 05 /10 /2022، من أجل السكر العلني واعتراض سبيل المارة وإثارة الضوضاء، وأنه تم الاستماع إلى جميع عناصر الشرطة الذين عملوا على إيقافه وكذا وضعه بالغرفة الأمنية المخصصة للحراسة النظرية، بالإضافة إلى المشرفين على مراقبتها الذين صرحوا بأن الهالك كان في حالة غير طبيعية وأبدى مقاومة أثناء إيقافه واقتياده لمصلحة الشرطة، حيث عرضهم بداخلها للسب والقذف بعبارات نابية”.
وحسب البلاغ المذكور دائما، فقد عرض الضحية أحد عناصر الشرطة، “للعنف، كما بصق على وجه عنصر آخر، مما جعلهما يقومان بصفعه، في حين صرح أحد عناصر الشرطة المكلف بمراقبة الغرف الأمنية أنه تدخل لتهدئة المعني بالأمر بضربه أسفل رجله من الخلف بعدما تسبب في إحداث فوضى وضوضاء داخل الغرفة الأمنية نتيجة توجيهه عبارات السب للأشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية”.
ويكشف البلاغ أنه “تم الاستماع لستة أشخاص تزامن وجودهم مع تواجد الهالك رهن تدبير الحراسة النظرية ” حيث ” أكد خمسة منهم بأنه كان يتواجد بزنزانة بمفرده وكان في حالة هستيرية ويوجه السب والتهديد لعناصر الشرطة والأشخاص الموقوفين ولم يشاهدوا أيا من عناصر الشرطة يقوم بإيذائه، فيما أكد السادس بأن الهالك كان عدوانيا وشاهد أحد عناصر الشرطة يعرضه للعنف، وهو ما يطابق ما صرح به أحد عناصر الأمن المكلف بمراقبة الموضوعين تحت تدبير الحراسة النظرية “.وهي المعطيات التي أكدتها تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت لمساره، والتي تبين منها، كما يقول البلاغ، أن الهالك “كان في حالة هستيرية نتيجة حالة السكر المتقدمة التي كان عليها وأبدى مقاومة عنيفة أثناء إيقافه، كما عرض بمقر الديمومة الضابط المداوم للعنف، وأثناء تواجده بالغرفة الأمنية كان يقوم بالصراخ ويتجول يمينا ويسارا موجها عبارات السب والشتم في حق عناصر الشرطة، وأحيانا يقوم بضرب الحائط والباب الحديدي برجله وصدره، ومع مرور الوقت لم يعد يسيطر على توازنه، حيث كان يترنح ويسقط على الأرضية الصلبة للغرفة مرارا على وجهه وعلى الجزء الخلفي من رأسه، تبع ذلك دخوله في حالة تقيؤ شديدة استدعت نقله إلى المستعجلات، غير أنه رفض تلقي الحقنة للحد من القيء، والتي وصفتها له الطبيبة المداومة بعد كشفها عن حالته رغم كل المحاولات في إقناعه، كما جاء في تصريحات الممرضتين وعناصر الشرطة الذين رافقوه للمستعجلات “.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 03/03/2023