تعتبر «بوّابة» للأمراض العضوية والنفسية .. أكثر من 10 ملايين مغربي ومغربية يعانون من السمنة وتداعياتها والأطفال ضمن قائمة المرضى

أكدت العديد من الدراسات والإحصائيات أن 75 في المئة من الوفيات في المغرب لها علاقة بالأمراض غير المعدية، كما هو الحال بالنسبة لأمراض القلب والشرايين التي تتسبب في وفيات الأشخاص بنسبة 34 في المئة، والسكري بنسبة 12 في المئة، ثم السرطانات بنسبة 11 في المئة، فالأمراض التنفسية المزمنة بنسبة 4 في المئة. ويشدد الأطباء المختصين على أن هناك عوامل اختطار متعددة تؤدي إلى هذه الوضعية المؤسفة ومن بينها الوزن الزائد الذي يمثل نسبة 33 في المئة، والسمنة بنسبة 20 في المئة، فالتدخين بنسبة 13.4، ثم انعدام النشاط البدني بنسبة 21.1، والضغط الدموي بنسبة 10.7، دون إغفال الكوليسترول السيء بنسبة 29 في المئة وغيرها.
وتعتبر السمنة، التي يتم تخليد اليوم العالمي لمكافحتها في الرابع من شهر مارس من كل سنة، من بين المشاكل الصحية الكبرى التي لها تبعات وخيمة متعددة الأبعاد. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد الذين يعانون منها في المغرب يتجاوز عشرة ملايين شخص، أي ما يعادل ثلث المغاربة، وقد سبق للمندوبية السامية للتخطيط التي أعلنت عن هذه الأرقام أن قدّرت تكلفتها المادية على الصحة، سواء المباشرة منها أو غير المباشرة، بـ 24 مليار درهم في السنة.
وعلاقة بالموضوع، أكد الدكتور مصدق مرابط، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه يجب التمييز بين الوزن الزائد وبين السمنة، مبرزا أن هناك عمليات حسابية لقياس مؤشر كتلة الجسم لتصنيف وضعية كل شخص، وبأن هناك أنواعا مختلفة من السمنة، منها ما يرتبط بما هو نفسي، وآخر له صلة بداء السكري، ونوع يكون صاحبه شرها مقبلا على الأكل بشكل غير منتظم، وكذا السمنة ذات الصلة بالعامل الجغرافي كما هو الحال بالنسبة للنساء على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط وغيرها. وأوضح المتحدث، وهو طبيب عام، أن السمنة تعتبر مصدرا للعديد من الأمراض كالقلب والشرايين، والسكري من النوع الثاني، فضلا عن تأثيراتها على مستوى الجهاز التنفسي وكذا تبعاتها النفسية التي تؤدي إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية في عدد من الحالات.
ونبّه الدكتور مصدق إلى أن السمنة أضحت إشكالية ليست بالهيّنة خاصة وأن دائرة انتشارها في صفوف الأطفال والمراهقين باتت تتسع أكثر فأكثر، مشيرا إلى أن الأرقام تبين على أن من بين خمسة ذكور يعاني واحد من الوزن الزائد، وتعيش بنت بين أربعة مشاكل متعددة بسبب هذا الأمر، وذلك بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح ما بين سنتين و 15 سنة، مشددا على أن أعداد المتضررين ارتفعت خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، خاصة خلال فترة الحجر الصحي واعتماد قرار التعليم عن بعد. وأكد الخبير الطبي أنه إلى جانب العامل الوراثي فإن هناك العديد من السلوكيات التي تتسبب في الوزن الزائد عند الأطفال كما هو الحال بالنسبة لكثرة الجلوس ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة أو الارتباط بالهواتف والحواسيب وكذا النوم المتأخر، إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، وكذا العادات الغذائية السيئة من قبيل تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية غيرها.
وأبرز الدكتور مصدق أن تأثيرات السمنة عند الأطفال هي كذلك متعددة، إذ تسبب في تداعيات صحية ونفسية وأخرى سلوكية، مشددا على أن تفشي السمنة في المجتمعات بشكل عام، دفع الاتحاد العالمي للسمنة لإصدار تقرير يهمّ سنة 2023، حذّر من خلاله من الكلفة الصحية لاستمرار ارتفاع معدلاتها في العالم، مشيرا إلى أن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035. وأبرز المتحدث أن التقرير المذكور نبّه إلى أن معدلات السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة، خاصة بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/03/2023