أوضح المخرج المغربي حسن بنجلون أن جل أفلامه كانت دائما مرتبطة بهموم المجتمع المغربي و متطلباته و هو ما كان يدفعه إلى التعبير عن ذلك بطريقة بسيطة و بإبداع سينمائي متميز ،مستحضرا بعض أفلامه التي طرح فيها عدة إشكاليات مرتبطة بنبض المجتمع من قبيل «عرس الأخرين» الذي تناول فيه قضية بطالة حاملي الشهادات في فترة التسعينيات من القرن الماضي .و هو عمل كان فيه جرأة إبداعية كبيرة .
و أضاف حسن بنحلون الذي كان يتحدث في لقاء مفتوح عقده أول يوم أمس الأحد على هامش فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط ،بمركز تطوان للفن الحديث و الذي أطره عبداللطيف البازي ،»أنه كان له قصب السبق في الإهتمام بالرافد اليهودي في الثقافة المغربية ،و كان ذلك نابعا من قناعته التي تبلورت من أحداث عاشها و عاينها و هو لا زال صغيرا ،فالدرب الذي كان يقطن فيه ،كان يضم خمس عائلات مسلمة و خمس عائلات يهودية ،التي غادرت فجأة و ظلت أبواب منازلها موصدة ،حيث شكلت ذلك صدمة لطفل الذي افتقد كل الأطفال الذين ترعرع معهم ،و صنع معهم ألعابا و أحلاما مشتركة ،و يتذكر بنجلون أنه سأل والدته عنهم فأجابته بأنهم ذهبوا إلى فلسطين وكانت أول مرة يسمع فيها كلمة فلسطين ،و كل هاته العوامل شكلت دافعا أساسيا على إخراج فيلم « فين ماشي يا موشي «.
كما تحدث صاحب «أصدقاء الأمس « ،» عن أهمية السيناريو في إنتاج فيلم متميز ،حيث أن الكتابة بالنسبة له هي عمل مشترك بينه و بين العديد من المبدعين و المهنيين والمثقفين ،فالأمر بالنسبة له لا يتعلق بالسرعة و الإستعجال بقدر ما يتعلق بجرأة على إبداع العمل و إخراجه في حلة مقبولة .ناهيك عن الثقة في ما تقوم بإخراجه» .
كما عرج بنجلون المحتفى به بمهرحان تطوان الدولي « على العمل أثناء مرحلة ما يعرف بسنوات الرصاص و الهجرة السرية و قضية المرأة ، حيث تم إنتاج عدة أفلام عالجت هذه القضايا بخلفية إبداعية التي يؤمن بها و يتقنها» .
كان عبد اللطيف البازي قد استهل هذا اللقاء بسرد نبذة عن سيرة حسن بنجلون و مساره الفني الذي تميز منذ أفلامه الأولى على تحسس مناطق العتمة و الإختلال في المجتمع المغربي مسلطا الضوء على العديد من الأعطاب التي يعاني منها .
للإشارة فاليوم الثاني من المهرجان قد انطلق من مركز تطوان للفن الحديث من خلال لقاء مفتوح مع المخرج الإيطالي دانييلي فيكاري تحدث فيه عن تجربته السينمائية و الأمال المعلقة على الفن السابع في المرحلة القادمة منتقدا الضفة الشمالية من المتوسط التي أدارت ظهرها للواجهة الجنوبية ضدا على تاريخ من التعايش بين الضفتين .
كما تواصلت فعاليات المهرجان بتنظيم ورشة «من الكتابة إلى الشاشة «،التي تسعى لاكتشاف المواهب و اختراع مستقبل للسينما .من خلال جلسات مخصصة لتحليل الأفلام السينمائية و توضيح طرق صناعتها واشتغال عناصرها الفنية ،بحضور مخرجي هذه الأفلام و مبدعيها.
هذا و تتواصل فعاليات المهرجان بتنظيم ندوة حول «الرقمي و الإستيتيفي و الإيتييقي « و التي سيشارك فيها كل من يارا يانس ،محمد أولاد علا ،طارق بن شعبان و ظافيد روش و من تأطير نادية مفلاح.