في أفق مراكمة البحوث العلمية النوعية في المجالات المرتبطة بتخصص كرسي الألكسو للاتصال ،ومن أجل توفير بيئة بحثية جاذبة للباحثين المهتمين بمجالات اشتغال الكرسي؛ وبهدف نشر المعرفة الصحيحة والممارسات الإيجابية والأخلاقية السليمة في السياقات المرتبطة باهتمامات الكرسي ،مع تقديم الاستشارة المتخصصة والخبرة الأكاديمية للجهات ذات العلاقة ، فضلا عن تكوين شبكة خبرة من الباحثين المتخصصين والمهتمين بمجالات الاشتغال ،نظم كرسي الألكسو الخميس 23 فبراير الجاري يوما دراسيا بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس خصص لإطلاق مشروعه البحثي « تكنولوجيا الاتصال والرقمنة والتحولات المجتمعية «
ويأتي إطلاق هذا المشروع البحثي «في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية بشكل خاص والعالم بشكل عام بات من الضروري أن تواكب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هذه المتغيرات ،وتستجيب لمقتضيات الحال انطلاقا من سياساتها وأدبياتها بوصفها قاطرة للتربية والثقافة والعلوم في الدول العربية، ومن مقتضيات هذه المواكبة العمل على الانفتاح على العالم الخارجي بشكل مفيد عبر بناء شراكات وإنشاء شبكات في مختلف مجالات عمل المنظمة التي من شأنها أن تحقّق الأهداف التي قامت من أجلها والتعريف بإنجازاتها على المستوى الإقليمي والدولي.»
وأجمع المتدخلون في فعاليات هذا اليوم الدراسي على تثمين المشروع البحثي ، وأكدوا المساهمة فيه وتغذيته بكل المستجدات ذات الصلة، وعبروا عن رغبتهم في دعم اهتمامات كرسي الألكسو للاتصال : الأخلاقيات والمعرفة والمجتمع بالدراسات الاتصالية، سواء المتعلقة منها بمجال الإعلام والاتصال الجماهيري، أو المتعلقة بالاتصال الرقمي، أو الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة؛ وذلك من خلال إنجاز «مقاربة تركز على القضايا المرتبطة بمجالات الأخلاقيات والمعرفة والمجتمع، وما تثيره من إشكالات جزئية كثيرة ودقيقة.»
وبعد الافتتاح ، وكلمات السادة الأساتذة « المصطفى إجاعلي، الرئيس بالنيابة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس .جمال الدين العلوة، الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط. عبد الرزاق العبادي، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس – سيف الله علواني، مسؤول التواصل بكرسي الألكسو للاتصال ،توزعت فعاليات اليوم الدراسي: إلى محاضرة تعريفية بالمشروع البحثي « وثلاث جلسات . في هذا الإطار ،تقدم الدكتور هشام المكي مدير كرسي الألكسو للاتصال ومنسق اليوم الدراسي بمحاضرة تعريفية بالمشروع البحثي تحت عنوان «التحول الرقمي في المجتمعات العربية الكلفة القيمية والإمكانات التنموية «
وخلال الجلسة الأولى التي يسر فقراتها د هشام المكي ومحورها «تكنولوجيا الاتصال والرقمنة والتحولات المجتمعية آفاق بحثية وإشكالات منهجية « قدمت الدكتورة . دة. أسماء حسين ملكاوي، أستاذة علم الاجتماع الرقمي، وباحثة في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر. مداخلة تحت عنوان «التصورات الاجتماعية وإعادة تشكيل العالم في العصر الرقمي. وحاضر الدكتور د. علي عبد الرؤوف أستاذ العمارة والعمران، جامعة حمد بن خليفة. ومستشار البحوث والتطوير بهيئة التخطيط العمراني، الدوحة، قطر» عن الوجود المادي واللاوجود الإنساني، استجواب جدلية الصراع بين الفضاءات المادية والفضاءات الرقمية في المدن العربية المعاصرة .وفي ذات المحور وتحت عنوان – الرقمي أفقا للبحث السوسيوأنثروبولوجي: مداخل منهجية. حاضر الدكتور .عبد الرحيم العطري، أستاذ السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا جامعة محمد الخامس، الرباط.
أما في الجلسة الثانية التي يسر فقراتها د أحمد بنجلون وشكلت حلقة نقاشية حول تكنولوجيا الاتصال والرقمنة والتحولات في مجالات الثقافة والمعرفة والتعليم والسياسة. فقد عرفت تدخلات بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية حيث قدمت الدكتورة هناء أيت حتاني المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير مداخلة بالانجليزية تحت عنوان « الإعلام الجديد والمشاركة المدنية «
و تناول د. سيف الله علواني ، أستاذ باحث بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس. أثر استعمال منصات التواصل الاجتماعي على الذكاء الثقافي لدى الشباب المغربي. فيما تطرق سليمان العمراني باحث في سلك الدكتوراه، متخصص في قضايا التحول الرقمي: برلماني سابق. إلى موضوع» السياسات العمومية بالمغرب والتنمية الرقمية للمجتمع. وفي نفس المحور حاضر الدكتور إدريس العماري باللغة الفرنسية «
وفي نفس المحور تدخل الدكتور إدريس العماري بمحاضرة تحت عنوان» طرق إجراء البحوث حول البيئات الحاسوبية للتعلم البشري (CIAH). فيما تناول الدكتور رتيب شجاع « الثقافة في العصر الرقمي: المخاطر و / أو الفرص. حالة الوساطة الفنية بالمغرب» واختتمت جميع الجلسات بنقاش تفاعلي ،قدم خلالها خلالها السيدات والسادة المحاضرون توضيحات كل من زاوية اختصاصه .
الجلسة الثالثة من تيسيرذ: إدريس العماري ،وهي حلقة نقاشية حول تكنولوجيا الاتصال والرقمنة والتحولات في مجالات التسويق والإشهار والاستهلاك والصحافة والقانون. وتابع الحضور على التوالي مداخلة ذة فاطمة الزهراء بن حميدوش مكلفة بالتواصل والعلاقات مع الصحافة بوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة» الإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي في المغرب: الفرص والتحديات.» وحاضر الدكتور أحمد بنجلون والدكتورة هاجر سليماني في موضوع» تأثير التسويق على إرضاء واستقطاب مستهلكي السياحة الداخلية « كما تناول الدكتور كريم بنزيان « القضايا القانونية للبيانات الضخمة في عصر الذكاء الاصطناعي» وتطرقت الدكتورة عبلة برادة إلى « أخلاقيات ممارسات الإعلان موضع تساؤل في عصر وسائل التواصل الاجتماعي: مساهمات نظرية الأخلاق الفاضلة» .والدكتور اليوسفي الحسني « الرقمنة: أي تأثير متوقع على سلوك المستهلك؟
وتتمحور أهداف هذا المشروع البحثي الذي يمتد إلى ثلاث سنوات قادمة : في الارتقاء بقدرات التعليم والبحث العلمي في الوطن العربي .تعزيز تبادل المعارف والتعاون بين الجامعات ومراكز البحوث على الصعيد الإقليمي والدولي وتوظيفها واستنبات المعرفة وإنتاجها، وذلك عبر بناء جسور بين المؤسسات الجامعية والمجتمع المدني والجماعات المحلية،تعزيز التعاون بغرض بناء القدرات العلمية وتوفير البنى الأساسية لتبادل المعلومات وتوطين المعرفة وإنتاجها.وضع سياسات شاملة للبحث العلمي لأجل توطين التقانة عن طريق النقل السريع للمعارف والتقانات ودعم تطور مؤسسات البحث العلمي والتعليم العالي في الوطن العربي بما ينسجم واحتياجاته وأولوياته الآنيّة والمستقبلية.»
ويتوخى المنظمون لهذا الحدث العلمي مزيدا من إشعاع المنظمة والتعريف برسالتها وأهدافها في الأوساط الأكاديمية العلمية والثقافية والتربوية والفكرية. تطوير كفايات الباحثين وفقا للاعتبارات الوطنية والأكاديمية ووفق معايير علميّة دقيقة. ويعتمدون مشاركة اللجان الوطنية العربية للتربية والثقافة والعلوم – المؤسسات الجامعية ومراكز البحث – أساتذة جامعيون،المؤسسات الحكومية – المنظمات الدولية والإقليمية – مؤسسات المجتمع المدني.كما حددوا الجهات المستفيدة من هذا المشروع وعلى رأسهم الطلبة والباحثون- المهتمون بموضوعات الكراسي من خبراء ومختصون- مؤسسات المجتمع المدني، الجمهور العريض.»