مرت خمس سنوات على تنظيم مناظرة حول كرة القدم النسوية الإفريقية

ماذا تغير من واقعها في المغرب؟

احتضنت مدينة مراكش في الخامس والسادس من شهر مارس من سنة 2018،مناظرة حول كرة القدم النسوية الإفريقية.
وعرفت تلك المناظرة، المنظمة من طرف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مشاركة فعاليات رياضية، من أفريقيا ومن خارجها، تشمل لاعبات سابقات وحاليات، وحكاماً ومدربين وإعلاميين، وخبراء من الاتحاد الدولي واتحادات قارية أخرى.
ونظمت تلك المناظرة على أساس أن تكون فرصة لرسم مسار جديد لتطوير كرة القدم النسوية في القارة.
ناقشت المناظرة في تلك السنة، نقط في غاية الأهمية:»كيفية تطوير ممارسة كرة القدم النسوية»، «تطوير التكوين التقني للمكونين، الحكام والمدربين» ،»طرق تطوير الرعاية لكرة القدم النسوية» ،»المسابقات: الواقع والآفاق» ،»مفهوم الحكامة في كرة القدم النسائية» ،»دور كرة القدم النسوية في النهوض بالمرأة وإدماجها الاجتماعي» و»مكانة الإعلام والتواصل في تعزيز دينامية كرة القدم النسوية».
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبعد مرور خمس سنوات على تنظيم تلك المناظرة، هل نجحت كرة القدم النسوية المغربية في تجاوزسلسلة من المشاكل والعقبات والإكراهات كانت تواجهها قبل تنظيم تلك المناظرة ولازال عدد منها قائما لحد اليوم؟
في هذا السياق، يجب أن نعترف أن هناك محاولات جادة قامت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ونجحت عبرها في إيجاد حلول ناجعة لعدة مشاكل ظلت تحول دون أن تنهض كرة الإناث في بلدنا، ودون أن تتطور، ومع ذلك مازال الوضع لم يتغير كثيرا فالمشاكل أعمق بكثير من تلك المرتبطة بما هو تقني وفني أو مالي، لأن الأمر يتعلق بثقافة عامة لا تزال فيها البنت أوالفتاة تواجه موانع وحواجز كثيرة لولوج عالم الرياضة، خاصة تلك المحسوبة، في اعتقاد الكثيرين، في خانة الذكور. أضف إلى ذلك، هناك حديث عن وجود ممارسات خطيرة تتعرض لها لاعبة كرة القدم من طرف السماسرة الذين يشغلون في بيع وشراء عقود اللاعبات،وهناك أيضا معدومي الضمير، الذين يحولون كثيرا من اللاعبات إلى مجرد «سلعة جنسية»، وكثير من حالات التحرش الجنسي والاعتداء تكون ضحيتها الفتاة دون أن تستطيع غالبية الضحايا الحديث عنها أو الكشف عن مرتكبيها.
لنعترف أن كرة القدم النسوية يلزمها عمل كبير لتحقق النهوض المنشود، والبداية من تكوين المسيرات والمدربات.
إلى جانب ذلك، هناك غياب الاهتمام بالفئات الصغرى في الفرق النسوية، ونادرا ما يهتم فريق نسوي بخلق فئاته الصغرى وتأطير الصغيرات وتحضيرهن للمستقبل، ومشكلة غالبية الفرق أنه مع تقدم سن اللاعبات واضطرار بعضهن للاعتزال، إما بسبب التقدم في السن أو من أجل التحصيل الدراسي أولأسباب أخرى كالزواج والولادة، يجد الفريق نفسه أمام فراغ في خطوطه ويضطر معه إلى الاعتماد على جلب لاعبات من فرق ومدن أخرى.
على أن أبرز مشكل يواجه تطور الكرة النسوية يبقى، بكل تأكيد، ضعف بل وانعدام الإمكانيات المالية والتي تشكل أكبر العراقيل أمام أي تطور منشود للكرة النسوية.وحتى عندما تدخلت الجامعة وقامت بتحمل صرف الأجور الشهرية للاعبات كل الأندية،ظلت المشاكل المالية المرتبطة بمصاريف التدبير اليومي والتنقلات وتوفير التجهيزات،قائمة تجثم على كاهل المكاتب المسيرة.
ما بين 2018،تاريخ عقد مناظرة مراكش حول كرة القدم النسائية و2023، تغيرت عدة أمور في المغرب، وأضحى هناك عصبة خاصة بكرة السيدات، وفريق مثل فريق الجيش الملكي ينافس إفريقيا، ومنتخب يحرز وصافة بطل إفريقيا، ويتأهل إلى كأس العالم… هناك تطور وهناك إيجابيات، وهناك كثير من الأمور يجب الاشغال عليها مستقبلا.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 08/03/2023