كبار السن في المغرب (باسيدي وأمي لا لا) معرضون للخرف والاكتئاب

الخرف عند كبار السن هو كيان طبي محدد جيدًا، مطلوب التكفل به طبيا على أحسن وجه، وهو جزء من مجموعة الأمراض النفسية التي يجب الاهتمام بها اليوم، يؤكد الدكتور هاشم التيال، طبيب متخصص في الأمراض النفسية ورئيس الفيدرالية الوطنية للصحة النفسية بالمغرب.
وقد أعدت الفيدرالية الوطنية للصحة العقلية (FNSM) مرافعة قوية تم تقسيمها إلى 60 نقطة لتحسين الرعاية النفسية في المغرب لكل المرضى، وخاصة منهم المسنين ( باسيدي وأمي لا لا ).

شيخوخة السكان، أرقام مقلقة

إن سكان العالم يشيخون ويستمرون في التقدم في السن بسرعة، من عام 2015 إلى عام 2050 ، ستتضاعف نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا تقريبًا، لترتفع من 12٪ إلى 22٪.
الصحة العقلية لها نفس الأهمية في الشيخوخة كما في أي مرحلة أخرى في الحياة. تمثل الاضطرابات العصبية والعقلية لدى كبار السن نسبة 6.6 ٪ من إجمالي الاضطرابات لدى هذه الفئة العمرية، يشير الدكتور التيال، كما يعاني حوالي 15٪ من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر من اضطراب عقلي.
لحسن الحظ ، فإن الطب النفسي للمسنين هو اليوم في مرحلة تطور مهم. لقد جعل من الممكن فهم الأمراض النفسية بشكل أفضل من خلال خصائصها شبه البيولوجية والتشخيصية والعلاجية.
يبدي الأطباء النفسيون المغاربة في كل من القطاعين العام والخاص اهتمامًا متزايدًا بهذا الجانب من الطب النفسي الحديث، وتجدر الإشارة إلى أن المرض النفسي لدى كبار السن يمكن أن يظهر في أشكال غير نمطية ويمكن أن يكون من الصعب التفريق بينه وبين الشيخوخة أو المرض الجسدي.
الأمراض الرئيسية التي يصادفها كبار السن هي الاكتئاب، والهذيان المتأخر، والقلق، والهستيريا، والارتباك، والهوس، والخرف، ويأتي الاكتئاب على رأس قائمة الأمراض النفسية لكبار السن.
للقلق أيضًا حضور خاص لدى كبار السن وله روابط وثيقة بالاكتئاب، إذا تُركت دون علاج، فإن عواقبها ستكون مدمرة للغاية، الهستيريا هي أيضا مرتبطة بتقدم السن والمستوى الثقافي. أما الارتباك، الشائع جدًا في هذا العمر، فغالبًا ما يكون متعدد العوامل، ولكن لا ينبغي التقليل من الأسباب النفسية والاجتماعية.

الخرف مرض نفسي لكبار السن

يمكن أيضًا التعامل مع الخرف على المستوى النفسي المرضي، ولا سيما في أبعاده المسببة للأمراض حيث يتم التعرف الآن على عوامل الخطر النفسي والاجتماعي، يؤكد الدكتور هاشم التيال، مؤسس مجموعة التكوين المستمر في الأمراض النفسية les lilas.
الخرف هو مجموعة من الأعراض التي يحدث فيها تدهور في الذاكرة، والتفكير، والسلوك، والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
على الرغم من أن الخرف يصيب كبار السن بشكل رئيسي، إلا أنه ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة. في جميع أنحاء العالم يوجد 50 مليون شخص مصاب بالخرف، وتظهر ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام، ومرض الزهايمر هو الأكثر المظاهر شيوعًا للخرف ويعتقد أنه يشكل 60-70٪ من الحالات.
يعد الخرف أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة بين كبار السن في جميع أنحاء العالم، كما أن له عواقب جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على الأشخاص المصابين به، ولكن أيضًا على المشتغلين في ميدان الرعاية والأسر والمجتمع بشكل عام.

نداء في 60 نقطة لتحسين الرعاية النفسية في المغرب

الطب النفسي للمسنين هو تخصص طبي متكامل والاضطرابات النفسية التي يعالجها تعتمد على عيادة محددة في مفترق الطرق النفسي والاجتماعي والثقافي، يؤكد الأطباء الأخصائيون المشاركون في المؤتمر الوطني للطب النفسي الذي انعقد بطنجة.
أما بالنسبة للدكتور هاشم تيال، رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة النفسية، فالرعاية المثلى للشخص المصاب بمرض عقلي وبشكل خاص للمسنين، تتطلب بيئة محددة، والتي تعد عاملاً أساسيًا في العملية العلاجية.
ويضيف أن الفيدرالية نشرت مؤخرا نداء لرفع مستوى الوعي بين جميع المتدخلين في مشكلة الأمراض النفسية في المغرب، بما في ذلك تلك التي تصيب كبار السن.
وقد تم تقسيم هذا النداء إلى 60 نقطة تحدد الجوانب الطبية والقانونية والاجتماعية والوقائية للأمراض النفسية في المغرب.
وتتمحور الخطوط العريضة لهذا الترافع، بالإضافة إلى مكافحة وصم المرض النفسي، حول تحسين الوصول إلى الرعاية، في كل من القطاعين العام والخاص، وإضفاء الطابع الإنساني على الرعاية النفسية من خلال الحفاظ على كرامة المرضى وأسرهم وتحسين جودة الرعاية.
ولتحقيق هذا التحسن في جودة الرعاية يجب تعزيز إمكانيات الوصول إلى العلاجات الضرورية…


الكاتب : الدكتور انور الشرقاوي والدكتور هاشم التيال

  

بتاريخ : 09/03/2023