انتخاب مصطفى الكتيري رئيسا للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين بالإجماع

في أشغال وفعاليات دورتها 30 بصربيا

 

انتخب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري، رئيسا للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين، بإجماع أعضائها، اعتبارا للمكانة المرموقة والمتميزة التي تحظى بها المملكة المغربية في المنتظم الدولي لقدماء المقاومين وقدماء المحاربين وضحايا الحرب، ويعتبر المغرب أول بلد عربي وإفريقي يحظى بهذا المنصب الهام في هذه المنظمة العالمية التي تتمتع بدور استشاري لدى منظمة الأمم المتحدة، وهو ما من شأنه خدمة القضية الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضيتنا الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة.
وقد عرفت هذه الدورة مشاركة وحضور وفود عن 68 هيئة وجمعية وطنية ودولية تمثل قدماء المقاومين والمحاربين وضحايا الحرب بـ 30 بلدا من القارات الخمس، بتعاون وشراكة مع تحالف جمعيات محاربي حروب التحرير لشعب صربيا « SUBNOR » ، نظمتها الفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين في الدورة 30 لجمعيتها العمومية بالعاصمة الصربية بلغراد، في الفترة المتراوحة بين 06 و 10 مارس 2023.
وقدم مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عرضا مستفيضا استعرض فيه الجهود والمساعي المبذولة وطنيا بالمملكة المغربية لتدبير الشأن العام لأسرة المقاومة والتحرير للرقي بأوضاعها ماديا واجتماعيا وصحيا واقتصاديا وتشريعيا ومعنويا، مشيرا إلى الدور الرائد الذي تقوم به المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في إطار أنشطتها الدولية، منذ انخراطها في الفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين سنة 1988 وفي الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب سنة 1989، مبرزا التجربة والخبرة الكبيرتين اللتين راكمتهما هذه المؤسسة على مدى 22 سنة، والتي تميزت بمشاركتها الوازنة والفاعلة والمنتظمة في كافة دورات الجمعية العمومية واللجان الدائمة للشؤون الإفريقية والأوروبية والأسيوية للفيدرالية العلمية لقدماء المحاربين، ولم يفته التذكير باحتضان وتنظيم بلادنا تحت الرعاية الملكية السامية للدورات 7 و10 و12 للجنة الدائمة للشؤون الإفريقية الملتئمة بالرباط على التوالي في سنوات 1991 و1999 و2004 ؛ الأمر الذي توج بانتخاب بلادنا رئيسا للجنة الدائمة للشؤون الإفريقية من 21 ماي 2004 إلى 7 دجنبر 2006.
كما أشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن هذا النشاط الدولي المكثف مكن من إبرام 55 اتفاقية للتعاون والشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ونظيراتها بالبلدان الشقيقة والصديقة، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في ميدان صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمشتركة.
وبصفتها عضوا نشيطا وفاعلا في الفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين والاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، تميزت مشاركة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في هذا المؤتمر العالمي لقدماء المحاربين باقتراح 07 مشاريع قرارات وتوصيات، سبق إعدادها بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قبل إحالتها في الآجال المحددة على المكتب التنفيذي ولجنة القرارات للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين. وقد حظيت كلها بالمصادقة عليها بالإجماع، بفضل المداخلات والمرافعات والتبريرات الوجيهة للوفد المغربي، حيث حظيت 05 مشاريع اقتراحات بالإجماع و02 منها بالموافقة بعد إدخال تعديلات طفيفة عليها.
وقد همت مشاريع القرارات المغربية السبعة المصادق عليها المجالات ذات الصلة باهتمامات وانتظارات قدماء المقاومين وقدماء المحاربين وضحايا الحرب على الصعيدين الوطني والدولي، وبالقضايا الوطنية المغربية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، كما نص على ذلك القرار بعنوان: «من أجل احترام السيادة والوحدة الترابية للأمم» الذي يدعو منظمة الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية وكافة القوى الحية بالمنتظم الدولي للمساهمة الفعالة والملموسة من أجل إقرار احترام القيم والثوابت للسيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ومن جانب آخر، استأثر مشروع القرار المغربي بعنوان: «من أجل صيانة وتثمين التراث اللامادي» والقرار الموسوم: ب «من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية»، باهتمام جميع المشاركين في أشغال هذه الدورة، حيث لقي استحسانهم وجعلهم يعبرون عن مصادقتهم عليه بالإجماع. وتكمن أهمية هذا القرار في التذكير بالدور الإيجابي للذاكرة التاريخية الوطنية والمشتركة في التقارب والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أجل تأمين مستقبل آمن وزاهر للأجيال الحاضرة والمتعاقبة.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 11/03/2023