يتكفّلن بالأبناء ويواجهن لأجل الأسرة قساوة الحياة

المرأة بآيت ايعزة وعموم إقليم تارودانت الشاسع ترابيا، هي جزء من نساء هذا الوطن، في حواضره وبواديه، في سهوله وجباله، ظلت تصرّ على الدوام على أن يكون لها دور في بناء الأسرة أولا والوطن ثانيا. نساء، خاصة منهن اللواتي ينتمين إلى العالم القروي، حيث ظروف العيش الصعبة، مناخيا واجتماعيا واقتصاديا، التي تتطلب الكثير من الجهد والقوة والصبر والجلد، للمزاوجة بين الأدوار داخل البيت وخارجه والمساهمة ، إلى جانب الرجال، في إدارة عجلة الحياة اليومية بما لها وما عليها. هؤلاء النسوة اللواتي تحمل أيديهن نقوش الزمن ووجوههن تجاعيد هي شاهدة على مراحل مختلفة من الحياة، بأقراحها وأفراحها، لا تعرف الكثير منهن وجها آخر للحياة غير الذي فتحن أعينهن عليه مما يجعلهن في حاجة إلى مبادرات مختلفة، إنسانية واجتماعية، قد تعيد إليهن بعض الوهج وتزرع في نفوسهن بعض الأمل وشيئا من السعادة مهما كان منسوبهما ولو صغيرا.
البحث عن هذا الوهج، كان الدافع لإطلاق مبادرة ببعد اجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إذ أقدمت كل من منظمة «تيبو أفريكا»، التي باتت تُعرف في القارة الإفريقية وفي عدد من دول العالم بكل من أوروبا وأمريكا، على «أنها مرجع في مجال التعليم والتمكين والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب والنساء من خلال الرياضة في إفريقيا»، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على إطلاق برنامج « ماما فيت « للنساء في حالة هشاشة بالمراكز الاجتماعية في تارودانت و آيت ايعزة بالنفوذ الترابي للإقليم، والذي يهدف إلى «تعزيز وصولهن إلى النشاط البدني المناسب على أساس منتظم وتمكينهن كذلك من الدعم النفسي والاجتماعي والشخصي.
وارتباطا بهذه الخطوة الاجتماعية، قام محمد أمين زرياط، زميل أشوكا والرئيس المؤسس للمنظمة غير الحكومية تيبو أفريقيا، بإطلاق برنامج « ماما فيت « داخل مقر المجمع السوسيو- تربوي، دار الإحسان – إقليم تارودانت، بحضور عامل العمالة ومسؤولين وشركاء من المجتمع المدني وأعضاء جمعية الخير ومؤسسة أيت إيعزة للحماية الاجتماعية ، بالإضافة إلى المستفيدات من البرنامج. «ويأتي إطلاق هذه المبادرة بعد النجاح الذي عرفته مع أمهات من أحياء شعبية في مدينة الدار البيضاء، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى تشجيع النساء على تبني أسلوب حياة صحي ونشط، من خلال جلسات الدعم البدني التي تم تكييفها وورشات لنقل القيمة بشكل دقيق من خلال مدربين معتمدين».
وبحسب المنظمين، «فقد تم تصميم برنامج «ماما فيت» ، بشكل أساسي لجمع النساء معا وتمكينهن وإدماجهن الاجتماعي من خلال الرياضة»، مؤكدين «أنه يسمح للمرأة بممارسة الرياضة على أساس منتظم ويتيح دعمها في تطوير حركتها ومهاراتها الاجتماعية من خلال تجربة متعددة التخصصات، كما أنه يعدّ جزءا من السياسات الوطنية والعالمية التي تهدف إلى تمكين المرأة وتحويلها بشكل إيجابي من خلال الرياضة». ومن خلال هذه المبادرة «ستكون المستفيدات من إقليم تارودانت على موعد للمشاركة، ليس فقط في الأنشطة البدنية، وإنما كذلك في الوحدات التحويلية من أجل محاربة نمط الحياة غير المستقر الذي تعيشه النساء في وضعية هشاشة، ولتمكينهن من الولوج المستدام والمنتظم إلى النشاط البدني والرياضي، إضافة إلى عامل الاهتمام بالصحة العقلية للمستفيدات من خلال إجراءات ملموسة، وكذا العمل على تعزيز اندماج وإدماج المرأة في وضعية هشاشة بالمجتمع، فضلا عن مكافحة الأمراض غير المعدية كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.. التي تزيد من الرعاية الطبية للمستفيدين، ومحاربة الأعراض المتعلقة بالأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق…».