الوداد يقدم للسلطات الجزائرية درسا في الروح الرياضية ونبل الأخلاق

 

نأى فريق الوداد الرياضي بنفسه عن الدخول في حسابات التفاصيل الصغيرة، وأظهر للعالم أجمع، وللسلطات الجزائرية تحديدا، أنه فريق كبير وعريق، يحترم ضيوفه، ويوفر لهم سبل الراحة والإقامة الجيدة، وفق ما تقتضيه الروح الرياضية وأعراف كرة القدم والرياضة بشكل عام.
لم يستعل فريق الوداد فرصة استقباله، مساء أول أمس السبت، فريق شبيبة القبائل الجزائري، برسم آخر جولات المجموعة الأولى من مسابقة دوري أبطال إفريقيا، كي يفتعل له المشاكل، ويهز معنويات لاعبيه، عبر إدخالهم في متاهات خارجة عن أصول التنافس الشريف.
لم يَردّ الوداد على ما فعلته السلطات الجزائرية، عندما حل قبل أقل من شهرين ضيفا على الشبيبة بالعاصمة الجزائر، حيت قامت بمصادرة معدات طاقمه الإعلامي، ورفضت وضع العلم المغربي بأرضية الملعب، ضدا على مواثيق ومبادئ الاتحاد الإفريقي لكرة، قبل أن تقرر التضحية بالعلم الجزائري كي لا ترفرف الراية المغربية في سماء ملعب 05 جولية يوم 17 فبراير الماضي.
لقد خصت إدارة الوداد نادي شبيبة القبائل باستقبال حار، كما عادة الأندية المغربية، كما تم رفع العلم الجزائري بمركب محمد الخامس، ولم تترك للخصم الجزائري أي فرصة للاحتجاج.
ولم يقتصر السلوك الراقي في التعامل على إدارة الفريق، بل حتى الجماهير كانت حضارية، وحتى رسائلها التي وجهتها إلى نظام الحكم الجزائري كانت بليغة، وتعكس نضج المواطن المغربي، حيث رفعت تيفو عملاق، كما وضعت علمين عملاقين، تتوسطهما خريطة المملكة المغربية.
وكتبت الجماهير الودادية، ردا على التصرف الاستفزازي للسلطات الجزائرية يوم 17 فبراير، برفض رفع العلم المغربي، بتيفو ضخم كتبت فيه «علمنا في المساء أحمر كالدماء.»


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 03/04/2023