63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب» 12- اتحاد كتاب المغرب في مؤتمره العاشر

كتاب ومثقفون يقرأون رهانات المرحلة ثقافيا 1/3

بعد انعقاد المؤتمرالعاشر لاتحاد كتاب المغرب، نشرت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في الصفحة الاخيرة من عدد 27 يناير 1989، مجموعة من الشهادات ووجهات النظر لكتاب ومثقفين استقاها الراحل المهدي الودغيري حول المؤتمر وحول المرحلة الثقافية والمكانة التي يحتلها الاتحاد والدور الذي لعبه وينتظر أن يلعبه مستقبلا :وهم: عبد السلام الزيتوني – محمد زهير – محمد العمري – الطائع الحداوي – محمد الرحماني – حافظ أحمد محمد – محمد الشيخي – محمد بنعمارة محمد علوط – محمد سويرتي – محمد دراعو – سعيد يقطين- المهدي الودغيري – القمري الحسين – إدريس الصغير – محمد الأطلسي.

علوط محمد:
الإرث والوارث

«بعد ثلاثة عقود من مسيرة اتحاد كتاب المغرب. يظل رهان الكاتب المغربي مشدودا على الدوام للإرث الذي ينقل عند كل مؤتمر، من مكتب لآخر، إرث ثقيل، فيه ما فيه من إيجابيات ،من مكتسبات وآمال وطموح. وعليه ما عليه من تعثرات وانكسارات، ومع ذلك مازالت الرغبة دائمة، يحملها الآن مكتب أكثر عددا. ولربما أكثر إصرارا وعنادا، في أن يتم تجاوز كل أعباء الإرث الثقيل ومحاولة النهوض بهموم الحقل لثقافي المغربي داخل سياق مرحلي يراكم التحولات وينبض بتعددية للأصوات والرؤى.
لا يستطيع اتحاد كتاب المغرب أن يقدم أكثر من إمكانياته، وهو ما يضعه دائما في مفارقة بين طموحاته والواقع، على أنه مطالب على الدوام بقراءة حاضره دون أن ينسى الإنصات لماضيه. قراءة تتجاوز كل آنية فردية ومؤسساتية، بانفتاح على ما يحبل به الواقع من تحولات وتناقضات، ولربما صار من الممكن في يوم من الأيام أن نجد الوارث الغير المثقل بقيود إرثه الذي يعرف كيف يتعامل مع إرثه برؤية مستقبلية، لا بنظرة سلفية ومحافظة».

الطائع الحداوي:
السؤال الثقافي

يعتبر المؤتمر العاشر لاتحاد كتاب المغرب، مثل المؤتمرات السابقة، محطة للتفكير في بعض القضايا التي تمس الوضع الثقافي في المغرب، وتحديد أفق عملي لمساءلة هذه القضايا والنظر في حدودها النظرية وأبعادها الاجتماعية والسياسية.
فإذا كانت طبيعة المؤتمر تفترض الالتزام بمناقشة البرامج القانونية والتنظيمية والثقافية، وانتخاب المكتب المطلوب منه إنجاز هذه البرامج، والعمل في إطارها بمشاركة جميع أعضاء الاتحاد، فإن الأساس في نظري هو محاولة النظر في السؤال الثقافي في المغرب ومنه النظر في شكل الكتابة والخطابات المنتجة داخل هذا السؤال الثقافي قصد بلورة إطار نظري قادر على إنتاج جهاز مفاهيمي للتحليل والدراسة.»

الحسين القمري:
أسئلة الثقافة

ينعقد المؤتمر العاشر لاتحاد كتاب المغرب في ظروف دقيقة وطنيا وعربيا ودوليا. ولعل الشعار الذي تصدر قاعة المؤتمر يختزل الظرفية الراهنة. إنه يشير إلى هاجس التحرر من جهة، والى ما يجمعنا مع حركات التحرر العربية والعالمية، من غير أن ننسى البعد المغاربي ومستجداته، ومن هنا بالذات تنفتح الآفاق التي يجب أن يتحرك فيها اتحاد الكتاب عبر أسئلة الثقافة والإبداع وربطها بهذا الواقع المتحرك، ولا مبرر لوجود الاتحاد واستمراره إذا لم يحافظ على تقاليده السابقة التي اعتبرها الكتاب المغاربة مكاسب ومميزات تطبع هويته الوطنية الديموقراطية. ولا شك ان المؤتمر العاشر سيضيف في الرصيد السابق للاتحاد ما يغني تجربته تنظيما وتطويرا لممارسته الثقافية وإشعاعه الفكري.

سعيد يقطين:
آفاق الاتحاد

في كل مؤتمر من مؤتمرات الاتحاد تهيمن نبرة معينة وهواجس خاصة، وفي المؤتمر العاشر استشعرت هيمنة النزوع الى تحديد مسألة آفاق الاتحاد وكمسألة مركزية في هموم المؤتمر.
ظل الحديث عن التجربة التاريخية للاتحاد مطروحا في شكل مشاكل شبه دائمة، كما ظلت محاولة تشخيص أهم خصائص التجربة السابقة محدودة في مظاهر معينة. لهذا السبب أرى أن التفكير الجاد في آفاق الاتحاد متصل بمدى وعي الاتحاد بالمشاكل الجوهرية التي تعرقل بشكل أو بآخر مسيرته الثقافية، وانطلاقا من هذا يمكن تعميق التوجه نحو المستقبل….

أحمد محمد حافـظ: المؤتمر وأفق الانتظار

إن الظروف والملابسات التي ينعقد فيها المؤتمر العاشر لاتحاد كتاب المغرب (20-21-22 يناير1989) لتعتبر ذات أهمية كبيرة.فبالإضافة إلى التغيرات والتطورات الأساسية التي يعرفها الجانبان السياسي والاجتماعي، تمر المسألة الثقافية بمنعطف مهم كذلك.
ولعل ما عكسته جلسة الجمع العام ولجنتا الثقافة والبيان العام من حوار ونقاش ومساءلة حول مجموعة من القضايا ذات الصبغة الانسانية والثقافية والفكرية، إن على المستوى المحلي أو على المستوى العربي ليؤكد مدى عمق هذا الهم الثقافي ومدى إسهامه في خلق وبلورة روابط وتقاليد راسخة في وسط المجتمع.
من هذا المنظورإذن، أرى أن المسؤولية الملقاة على كاهل المكتب ستكون جسيمة وخطيرة في نفس الآن. جسيمة لأنه سيجد نفسه أمام أسئلة ثقافية عليه أن يبحث لها عن أجوبة بالفعل والممارسة، وخطيرة لأن عليه أيضا البحث عن سبل ووسائل تضمن له تعميق التجربة النضالية للاتحاد والدفع بها إلى الأفضل باعتبار الاتحاد منظمة ثقافية ديمقراطية تضم نخبة من
من الأسماء النشيطة والمتميزة، سواء على مستوى البحث والفكر أو على مستوى الإبداع وكذلك باعتبار أن هذه المنظمة ذات مكاسب ثقافية متجذرة في صميم همنا الثقافي. بعبارة أخرى، سيكون على المكتب الجديد توسيع آفاق الاتحاد حتى تعكس نشاطاته واهتماماته حقيقة الوضع الثقافي بالبلاد، ومن ثم خلق ديناميكية جديدة تعمل على إعطاء الاتحاد ما يستحقه من إشعاع ثقافي وفكري لا على المستوى الوطني فقط بل وعلى المستويين العربي والدولي أيضا وفق المنظور الذي رسمه ميثاق الاتحاد طبعا.


بتاريخ : 05/04/2023