يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

اجمعت الصحف الصادرة في هيوستن أن مارك عاشق لكارمن وقد أطلق النار على ايزيكيل من أجل أموال التأمين، وهو ماتوصل له محققي هيوستن الذي قالوا في تقاريرهم أنها قالت له اقتل ايزيكيل وسنقتسم الأموال، رغم أنه لم يحدث شيء من هذا حسب تصريحات مارك٠
مارك يؤكد أن سبب قتل هذا الرجل يعود بالأساس إلى تهديده له بقتله ولأنه لم يكن يحبه فقد عرف انه يمكنه أن يشهد ويخبرهم أن كارمن لم يكن لها علاقة بالأمر لذلك بدل قصارى جهده حتى لايكون لها أي علاقة بالأمر ولم يكن لها أي سبب لتوريطها في اخطاءه٠
بيكول اندريوز صديقة مارك آرثر صرحت أنها تعرفت على مارك عندما كان عمره 14 سنة فيما هي كانت في الثامنة عشرة من عمرها ، كان شابا مثيرا للاهتمام كان يحكي لها عن أصدقائه الذين يشكل معهم عصابته أو جزء منها ، لم تلتق به نيكول سوى ثمانية أشهر وانتقلت إلى منطقة أخرى إلى أن تفاجأت برسالة منه في بريدها المنزلي دون أن تعرف كيف حصل على ذلك ، لكن اعتبرت نيكول أن السجن يعلم اشياء كثيرة ويوصل إلى المبتغى، الرسالة كانت تحكي أن مارك وقع في مشكلة كبيرة وأنه يطلب المساعدة كأن أراسله أو أتحدث إليه ٠ولقد فوجئت نيكول بجريمته الكبرى المثمتلة في القتل العمد ، لقد ردت على رسالته ورد عليها بجواب يؤكد أنه كان يعرف امرأة تكبره بكثير وقد كانت تدعى كارمن ٠
اما خاله سانشيز فقد شرح شخصية مارك بشكل متميز إذ أكد أنه لم ينال حبا في صغره ونال الإهمال الكبير من والدته التي كانت تتركه عند الجليسات اوتتركه عند العائلات بحثا عن المال والجنس وقد كان مارك يبحث عن الحب خارج العائلة ، أما عن جريمته فسانشيز يؤكد أن مارك قام بفعله بتحريض من كارمن وعليه أن يعترف بالحقيقة لان ما يدعيه من براءتها مجرد هراء ٠ ويتساءل لمذا لم يقل الحقيقة طيلة فترة اعتقاله ويتحمل المسؤولية فيما قام به ٠
ففي 17 دجنبر 1997 اصدرت المحكمة حكما بالإعدام على مارك آرثر وفي 18 مارس 1998 اجمع مجلس المحلفين على أن كارمن هي من حرضت مارك على قتل زوجها لتصدر في 3 أبريل 1998 حكما عليها بالسجن مدى الحياة، أما محاميها فيؤكد أن كارمن لايد لها في ذلك وأن مارك هو من خطط لها ونفذها دون علمها، لأنه كانت له مشاكل مع ايزيكيل ، لقد حاولت الشرطة الصاق التهم بكارمن وأن مارك كان مجرد أداة تنفيذ ليس إلا ،لقد كان مارك فعلا المحرك الرئيسي للجريمة دون كارمن ٠
نيكول عادت لتؤكد أن مارك أرسل لها أكثر من 350 رسالة وبطاقة خلال فترة اعتقاله كانت كل كلماتها مضبوطة تتحدث عن أدق التفاصيل التي يعيشها مارك في المؤسسات السجنية وكانت احداها قد تطرقت الى مقتل ايزيكيل والعلاقة العاطفية التي كانت تربطه بكارمن وأنه كان يواقعها في غياب زوجها إلى أن حبلت منه ولما علم ايزيكيل بذلك عنفها إلى أن اجهضت في شهرها الثامن وبالتالي قام بقتله انتقاما لقتل طفله، طبعا حياة مقابل حياة على حد تعبير مارك ٠
المحقق الرئيسي في جريمة القتل أكد أن التحقيق كشف أن الشخص الدي قتل ايزيكيل هو مارك آرثر كان على علاقة مع زوجة القتيل كارمن ، وقد اغوته أنه في حالة تنفيذ الجريمة سيحصل على سيارته الجديدة وسيعين في منزله كما سيتواصل العيش معها كعشيق لها ، وسوف لن يخشى مضايقة ايزيكيل مرة أخرى ٠كما كان دافعه التخلص من ايزيكيل وكان الأمر يتضمن أموال التأمين ، كانت لديهم خطة مفصلة ومتحكم فيها ، ومتفق حولها ، وأضاف أن سبب معرفة المحققين بأدق التفاصيل ، أن مارك أخبرهم بوقت قصير من اعتقاله بكل ما حصل وعن خطة قتل ايزيكيل فونيسكا وكيف طلب منه ارتكاب الجريمة ، حتى أن الناس ووسائل الاعلام اعتبروا أن القاتل مأجور ولا علاقة لها بالجرام العاطفية ، وقد كان مارك يتباهى بارتكابه لهذه الجريمة وكأن ذلك كان وسام شرف يتباهى بارتكابه لهذه الجريمة وأفاد أن كارمن هي من امرته وخطبت لها وحددت توقيت ارتكابها ٠
لقد كان مزهوا بجريمته حتى أنه أكد أنه سيمضي بعض الوقت في السجن ويغادره ٠
مارك ساعد الشرطة أيضا في بناء قضية ضد كارمن عندما اتصل بها دون أن يخبرها أن الشرطة تسجل المكالمة وأكد لها أنه سيورطها في الملف أن لم تستطيع إخراجه من القضية لأنها تعلم بكل التفاصيل ٠
مستشار كارمن القانوني أكد أنها توجد لحد الان في السجن لان مارك هو من ورطها في هذا الملف بحكم انه لم يستطيع تحمل وزر قتل ايزيكيل وحده رغم أنها كانت حامل من مارك بطفل وعلى علم مسبق بنواياه ٠
في سنة 2005 اصدرت المحكمة العليا قرار يلغي حكم الإعدام في مواجهة مارك والمؤبد الصادر في حق كارمن ، حيث سيصبح مؤهلان للحصول على إطلاق سراح بشكل مشروط سنة 2037 ٠
نيكول تؤكد أن ما كان يعيشه مارك خارج السجن مازال يعيشه داخل السجن ، مازال عبارة عن شاب مراهق وقد تم اكتشاف ذلك من خلال رسائله كما مازال يحمل تيمة العنف ، فيما مارك يعترف بأنه يخاطب نفسه من اجل التخلي عن بعض العادات التي ادخلته السجن ، ويعترف انه ارتكب شيئا فضيعا عندما سلب حياة ايزيكيل ، واعتبر ان كارمن هي من ضغطت على الزناد ، وان التسجيلات التي قدمها للشرطة من اجل توريط كارمن كانت قد قدمت من اجل مساعدته على الخروج من هذه الورطة ٠