فنانون وجها لوجه مع الملك 16- سميرة سعيد: توشيحي بوسام من طرف محمد السادس لن أنساه، ولن أنسى نور الشريف وهو يطلب من الملك توقيع أوتوغراف لابنتيه سارة ومي

هناك أحداث كثيرة ومواقف متعددة ،وذكريات تراكمت على مر السنين، منها ما تآكل مع مرور الزمن، ومنها ما استوطن في المنطقة الضبابية من الذاكرة، لكن تبقى هناك ذكريات ومواقف وصور ،عصية على الاندثار والمحو ،لأنها بكا بساطة ،كان لها في حينه ،وقع في النفس البشرية، ليمتد هذا الوقع إلى القادم من الأيام من حياة الإنسان.
في هذه الرحلة، ننبش في ذاكرة كوكبة من الفنانين ،حيث منحتهم إبداعاتهم ، تذكرة الدخول إلى قلوب الناس بدون استئذان، وهي إبداعات فنية ، استحقت كل التقدير والاحترام والتنويه داخل المغرب وخارجه، كما استحق أصحابها الاحتفاء بهم ، ويجدوا أنفسهم وجها لوجه مع ملك البلاد.
هنا نستحضر، ونسترجع بعضا من ذكريات هؤلاء الفنانين المبدعين مع ملوك المغرب ، بعدما صنعوا أسماءهم بالجد والاجتهاد والعطاءات الثرية كما وكيفا، واستطاعوا فرضها في ساحة تعج بالنجوم .

 

رغم أن اسمها تخطى حدود مصر والمغرب، بل العالم العربي، لم تنس الديفا سميرة سعيد، مواقف الراحل عبدالحليم حافظ وتوجيهاته بإخلاص لها وهي مازالت صغيرة، وهي المواقف التي تستحضرها دائما، لذلك تقول إن هذا الفنان العملاق سيظل باقيا فى قلوبنا جميعا حتى نهاية أعمارنا.
وتروي سميرة سعيد أنها قامت «بزيارة بيت عبدالحليم واستمتعت بالجلسة الدافئة العائلية مع عائلته التي أهدتني «اسكارف» خاص به، لايفارقنى أبدا، واعتز به جدا».
وعددت أفضال الملك الحسن الثاني، حيث قدم لها فرصة على طبق من ذهب، حينما قام، رحمه الله، بتوجيه الدعوة لي للمشاركة في إحياء حفل ساهر كبير بمناسبة عيد العرش، بعدما كان قد استمع لها فى إحدى المناسبات، ومن هنا، تضيف، بدأت معرفتي بالعندليب الأسمر، يرحمه الله، حيث، وجدت نفسي أغنى فى الحفل جنبا إلى جنب مع عمالقة الطرب عبدالحليم وفايزة ونجاة.
وكشفت سميرة سعيد أن «المفاجأة هي أن الملك الحسن الثاني هو من قدّمها للعندليب، وأصبح فى كل زياراته التالية للمغرب يحرص على زيارة الأسرة ويقضى معي وأنا طفلة أوقاتا طويلة وهو يتابع خطواتى ولايبخل عليّ بالنصيحة والتوجيه، فأصبحت حديث المغرب لاهتمام الملك بي ورعاية العندليب الأسمر لموهبتى .
علاقة الاهتمام امتدت من الملك الراحل الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس، الذي قام بتكريمها، حيث منحها وساما من درجة قائد، عن ذلك تقول سميرة، «هو شرف ليس بعده شرف، إنه أرفع وسام في المملكة، كان تكريما خاصا، أسعدني جدا، وشعرت بأنه تتويج لمشواري الفني الطويل»، معبرة عن اعتزازها بهذا التكريم، وتقول « أحتفظ بالوسام في مكان خاص جدا في خزانة الجوائز والتكريمات الخاصة بي».
وتتذكر الديفا حدثا لن ينمحي من ذاكرتها أبدا، وقد حدث بحضورها، ويتعلق الأمر بالنجم المصري الراحل نور الشريف، الذي كان ممتنا للتكريم الذي حظي به في المغرب إلا أن سعادته اكتملت بحصوله على توقيع الملك محمد السادس لبناته سارة ومي.
وقالت سميرة إنه خلال سنوات ليست قليلة،عاشت مواقف يصعب عليها حصرها، لكن لن تنسى الموقف الذي جمعها بالفنان نور الشريف أثناء احتفالات عيد العرش بالمغرب، حيث مُنحنا، تقول، الأوسمة من طرف الملك محمد السادس.
وتؤكد قائلة، إن ما لفت نظري يومها مدى فصل نور الشريف بين كونه نجما كبيرا وبين شعوره بواجباته كأب، فكان مشغولا بكيفية تلبية طلب من ابنتيه سارة ومي اللتين أوصتاه بضرورة الحصول على توقيع «أوتوجراف» من الملك محمد السادس لهما، وكان نور الشريف يومها بقدر ما يشعر بالامتنان للتكريم الذي حصل عليه، إلا أن سعادته لم تكن لتكتمل سوى بتحقيق أمنية بسيطة لبنتيه، عاش رؤوفا عطوفا وأبا حنونا، رحمه لله.

 

 


الكاتب : إعداد : جلال كندالي

  

بتاريخ : 10/04/2023