«آن لسهام الفن أن تنطلق» شعار حملته الخطاطة سهام كرواض خلال معرضها الشخصي الأول

 

«آن لسهام الفن أن تنطلق» بهاته الكلمات عبرت الخطاطة سهام كرواض عن فرحها بافتتاح المعرض الشخصي الأول لها، والذي يحمل عنوان : سهام الفن . وبهذا الإنشراح استقبلت ورحبت الفنانة مساء السبت 18 مارس الماضي بضيوفها، بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء الكبرى، وشكرت الجميع ، فنانين ورجال إعلام وطلبة الأكاديمية التي درست بها وأساتذتها ، وخصت بالشكر والديها «المساندين الدائمين لي»، على حد قولها،على حضورهم و اعتبرته شرفا لها، بالخصوص لكون هذا المعرض يعتبرمعرضها الفردي الأول الذي منحت له اسم «سهام الفن»، واعتبرت أن كلماتها هي جزء من كم الأحاسيس التي تشعر بها .
وحول هذا الشعار» خصت الخطاطة جريدة الإتحاد الإشتراكي بحوار ، شرحت أثناءه بأنه لم يكن اعتباطيا أو لأن اسمها سهام ، بل لكون دافعها هو رغبتها في اانطلاق ، خاصة، حسب قولها، أنها رأت فيه نوعا من جبر خاطر رزقه الله لها بعد محنة مرت بها. و استرسلت مؤكدة بأنها لم تكن لأسابيع قليلة مضت تعلم بأنها ستقوم بهاته المغامرة بل كانت تستبعدها نهائيا وتعتبرها بعيدة المدى في الظروف الحالية، لدرجة أنها لما استضافتها إعلامية في أحد البرامج التلفزية، مؤخرا، وسألتها حول مشروع فردي قادم، أجابت الفنانة بكونها ليس لها ما يكفي من اللوحات وهذا الإقدام سيتطلب تحضيرات وسنوات أخرى من العمل ، ولكن بعدها وفي ظرف شهر وبقدرة قادر، تمكنت من العمل واختيار تيمات مختلفة لمعرضها المتنوع المدارس. و أضافت «حقيقة كنت أتوفر على لوحات ولكن أضفت أخرى بلمسات جديدة كما أضفت لوحات خشبية تعرض لأول مرة منحت لها إسم «في حرم الجمال»،وهي من ضمن العلامة التجارية التي أمتلكها والتي تحمل اسم «سهام الفن».
وصرحت سهام كرواض بأن بمعرضها لوحات تحمل آيات قرانية وأخرى تحمل رسائل إيجابية، وقد ردت سهام على تساؤلنا حول الموضوع بالقول: « بالنسبة لي كخريجة أكاديمية الفنون التقليدية شعبة الخط العربي والزخرفة، فقد درست جميع الخطوط المغربية والمشرقية « ومنذ أن كانت تدرس وهي تهوى تخطيط الأيات القرأنية والأحاديث النبوية، لكن في نفس الوقت كانت تحب أن تخط لوحات بها كلمات تحمل رسائل المحبة والسلام و التسامح، وفي هذا المعرض بالخصوص فكرت أن تعرض منتوجا جديدا وليس تلك اللوحات الاعتيادية الكلاسيكية . واستأنفت الفنانة شرحها قائلة بأن بالمعرض مجموعة لوحات بها «تناغم و انسجام بين المبنى مع المعنى» مثلا جملة «ملتفت لا يصل» الفاء في الخط ملتفتة والياء مع الصاد غير موصولة.. ثم هناك لوحة «لا»، «فمن طبعنا، تقول سهام كرواض، كأشخاص لطفاء نقول من باب الأدب نعم وفي الأصل نريد قول لا وأسميتها «قلها ولا تخف» .
وللإشارة فسهام شاركت في عدة معارض وملتقيات وطنية ودولية وآخر مشاركة لها كانت بدولة الإمارات بمناسبة الدورة العاشرة لملتقى الشارقة لفن الخط العربي، الذي حمل شعار «إرتقاء» و كذا شاركت بمعرض النساء والفن مؤخرا بمالاقا إسبانيا، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
تواجد الفنان محمد بوخانة أستاذ فن الخط و الزخرفة الحاصل على الجائزة التكريمية في فن الخط المغربي والحروفية والزخرفة من يدي جلالة الملك، خلال مراسيم الإحتفال بذكرى المولد النبوي، كان من بين اللحظات الجميلة التي عاشها منبرنا، حيث استفاد من تكوينه خلال لقاء خص به الجريدة عندما سألته عن ارتساماته بهذا المعرض ، وهو أستاذ مؤطر لطلبة الهندسة المعمارية بالرباط، و مدير مؤسسة كاتالوجيا للتنمية الذاتية والفنون ويدرس الفنون وفن الخط والزخرفة للأجيال الصاعدة، على حد تعبيره، مؤكدا أن «سهام كرواض خريجة أكاديمية محمد السادس لفن الزخرفة، الصناعة التقليدية بصفة عامة ،تعد بالنسبة له فنانة طموحة واعدة وهذا أول معرض فردي لها وهي تشتغل وتحافظ على الطريقة التقليدية كالإشتغال على الورق المقهر وهذه اللفظة عند أهل فن الخط تعني: ورق كيفما كان نوعه (ويستحسن أن يكون طبيعيا)، تتم معالجته بمادة النشا وبعد النشا تكون مرحلة بياض البيض مخلوط ب «الشبة». وكما يلاحظ في اللوحات، يسترسل محمد خانة، فإن هاته الورقة بها لمعان. وهي طريقة تستعمل منذ عهد الفراعنة وتمكن من المحافظة على الورق لملايين السنين، وكذلك «الأحبار» هي يدوية فيها عسل حر والصمغ العربي أي أن كل شيء تقليدي ومتوارث أبا عن جد، من خلال الأساتذة، و إلى جانب العمل الكلاسيكي المتعارف عليه فبالمعرض خط مغربي بقواعد صارمة ضابطة، إلا أنه هناك تمردا و إبداعا جديدا فمثلا تعرض لوحة بها «صبر جميل» ، فالفنانة كتبت صبر ثم خط، هذا مد، والمد هنا يعبر عن الصبر ، فعندما نقرأ صب فأين هي الراء أي أن يزاوج الشكل المعنى».وأضاف الاستاذ بوخانة أن أغلب الناس عندما يسمعون بلوحة لفن الخط، ينتظرون «آية قرآنية» ، وهذا خطأ شائع ، ولكن وكما يقول ابن جني» اللغة عبارة عن أصوات» يعبر بها كل قوم عن أغراض يومية، الآن الخط في الكتابة هي قيد للصوت هي صورة الصوت، وبالتالي قد نكتب شعرا أو حكمة أو خواطر.
اغتنمت الجريدة فرصة حضور الفنان الشاب يوسف فنينو، الذي يواصل مساره الفني بثبات ومهنية، لتأخذ منه ارتساماته حول الموضوع، وصرح هذا الأخير: «هو معرض فردي ،عرضت من خلاله الفنانة عدة لوحات تعكس الخط العربي ، المغربي منه والمشرقي ، فضلا عن لوحات خشبية مأخوذة من التراث المغربي المحض، علاوة على ما يسمى ب»المنحوت العربي الأصيل» والذي درسته بالأكاديمية بالدارالبيضاء. هذا المعرض كانت فرصة لحضور أساتذة أكاديميين من كل من مدينة الدارالبيضاء و الرباط وحضور متخصصين مثل الفنان محمد بوخانة الذي يعتبر حاليا من بين أبرز الخطاطين والفنانة التشكيلية سعيدة الكيال، وحضور طلبة الأكاديمية، و كل هذا يعتبر تشجيعا للفنانة سهام كرواض».هذا و لم يفت الفنان الشاب أن يشكر الجريدة و صحافييها على دعمهم وكونهم دائما في خدمة الفنان .


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 10/04/2023