تتوقف حلقة يومه الجمعة 14 أبريل الجاري من برنامج «سيرة ومسار» على القناة الثقافية في الساعة العاشرة مساء عندما مسار الناقد المغربي سعيد يقطين.
والدكتور سعيد يقطين باحث وناقد ومن أبرز منظري السرديات، اهتم بالسرديات العربية تتبع اغوارها ونحت مفاهيمها حتى وقفت على سوقها.
بتدرج أكاديمي مائز وتراتبية معرفية لافتة أرسى دعائم الفكر الأدبي العربي وأسس لمشروع نقدي علمي شامل ليصبح اسمه مؤسسة فكرية ذات صيت عالمي.
بقلب عقول ولسان سؤول سينطلق سعيد يقطين في تجربته النقدية، بدأ من الشعر ثم كان المدخل من الرواية، دخل مجالها بعمق فكري وبأدوات منهجية دقيقة منذ باكورة اعماله» القراءة والتجربة، حول التجريب في الخطاب الروائي الجديد بالمغرب» إلى آخر إصدار له «عتبات السرديات ومنصاتها، مقدمات وحوارات»
بدأ بالرواية المعاصرة والثقافة العالمة ثم انصرف إلى السرد العربي القديم والثقافة الشعبية التي يعتبرها وحدها كافية لإبراز خصوصية السرد العربي وفي ظل السياقات المعرفية الجديدة انفتح على الثقافة الرقمية على اعتبارها رهان الثقافة العربية.
حافظ سعيد يقطين على الموقع العضوي للمثقف، يحضر في الثقافي وبه يكون في السياسي في ترابط جدلي، ينقل أدواته النقدية إلى حقول مجاورة ليحلل الظواهر السياسية والقضايا الاجتماعية القائمة.
تجاوز الثنائيات التي تستكين إليها الثقافة العربية فمد الجسور بين الثقافة العالمة والثقافة الشعبية وبين الأدب القديم والادب الحديث وبين الفكر العربي والفكر الغربي لينتصر دائما وابدا للعلم على حساب الايديولوجي.
ويواصل سعيد يقطين النبش في السرد حيثما وجد لتصل به الرحلة إلى دراسة السرد في النص القرآني ويعتبره اسطورته الشخصية.
ويبقى السؤال ملازما لسعيد يقطين حينما يكون السؤال حاملا لهموم الثقافة.
السرد موجود في كل شيء وهو متعال عن المكان والزمان. يبقى السؤال ما هي الرؤية المنهجية والخلفية العلمية والأدوات المرجعية التي وجب الاشتغال بها لإعطاء السرديات (كعلم له هويته ويفرض مصطلحيته) بعدا مؤسساتيا يبعدها عن الفردانية.
البرنامج من إعداد وتقديم سعاد اليعقوبي وإخراج وداد التافكي.