لم يمر اليوم العالمي للشعر بفاس دون الاحتفاء بهذه المناسبة التي تخلد لرواد الشعر المكانة التي يستحقونها في المشهد الثقافي الوطني ، وهكذا نظم المركز الأكاديمي للثقافة والدراسة المغاربية والشرق أوسطية ومعهد صروح للثقافة والإبداع، بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة ، مؤخرا أمسية شعرية رائعة تكريما لشاعر فاس الكبير عبد الكريم الوزاني الإبراهيمي تحت شعار،شعرية التحدي.
حفل التكريم حضره جمهور غفير من المثقفين والشعراء والأدباء ،فكانت تلك الأمسية الشعرية باذخة تليق بمستوى الشاعر الذي ذاع صيته وطنيا وعربيا ، إذعرف بقصائده الشعرية المتنوعة سواء منها العاطفية التي تهز المشاعر وتلامس القلوب أو الصوفية التي التي تغرف من نبع المتصوفة والزاوية الوزانية، أوقصائده الوطنية التي تناول فيها أهم القضايا والأحداث الوطنية والعربية في طليعتها الصحراء المغربية وتمسك المواطنين بها ملكا وشعبا، بالإضافة إلى عدد من القصائد التي كان يتماهى معها في كل مناسبة أو رحلة يقوم بها في مختلف أصقاع العالم، حيث يجعلك وكأنك ترافقه عند الوقوف على مظاهر التقدم العلمي بالولايات المتحدة واوروبا وكذا الإمارات العربية وغيرهما من الدول التي زارها.
والواقع أن قصائده تمازج بين شعرية الفضاء المكاني وتوهج الذات المبدعة مستمدة من المكان حيزه الجغرافي لتحيله إلى أيقونة من البهاء ومعزوفة تنبض حسا ووجدانا.
حفل التكريم أداره باقتدار الدكتور محمد العلمي حيث ألقيت فيه مجموعة من القصائد الشعرية تناولت كثيرامن مناحي مسيرة حياة شعارنا المحتفى به ، كما ألقيت بهذه المناسبة أيضا عدة شهادات في طليعتها الشهادة العميقة للأديب الإعلامي ذ عبد السلام الزروالي نقتطف منها بعض الشذرات التي يقول فيها:
«في هذا المقام سيدي يغمرني حروف أبجديتك رهبة وانحناء أمام ياقوت مفرداتك ومرجان قصيدك . اليوم نحتضنك بكل حب شاعرا مغربيا أصيلا وإعلاميا ثقافيا ،لذا بادرنا بتكريمك وأنت التكريم الذي أنت تكريمه، فتكريمك جاء من باب التقدير لمسيرتك الشعرية منذ الستينات وأنت لاتكف عن تطوير جمالياتها باستمرار» .
وخلال حفل التكريم وزع كتاب من تأليف جماعي تحت عنوان «شعرية التحدي» وهو من منشورات المركز الأكاديمي للثقافة والدراسات الشرق أوسطية والخليجية.
وفي تقديمه للكتاب يقول رئيس المركز الأكاديمي الدكتور عبد الله بنصر العلوي:»عرفت الشاعر عبد الكريم الوزاني وانأ شاب يافع أتردد على المركز الثقافي الأمريكي بالبطحاء خلال السابع من القرن الماضي، وكان شابا وسيما ومديرا مساعدا يتجول في ساحة المركز يرشد القراء إلى أعلام رواد الأدب الأمريكي حيث عاد من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تخرجه من معاهدها وجامعتها دارسا الشؤون الثقافية والإعلامية والإدارية وتاطير الشباب القروي حدثا بفاس، لأنه كان يجيد الانجليزية بطلاقة وكنا معشر الشباب ننبهر بنشاطه الثقافي»، مضيفا « يعتبر شاعرنا من أعلام فاس يزهو بانتسابه للزاوية الوزانية ويستحضر سفرياته ورحلاته من الزاوية إلى العالم الجديد، وقد أسهم مكرمنا في قطاع المعرفة إبداعا وتأليفا وإعلاما»
تجدر الاشارة ان كتاب شعرية التحدي طبع بمساهمة كريمة من معالي د سعيد مانع العتيبة المستشار الخاص لسمو رئيس دولة الإمارات العربية.