عاد النقاش مجددا في دواليب المؤسسات المسؤولة بالدارالبيضاء حول تشييد الملعب الكبير للمدينة، وهو النقاش الذي كان قد توقف منذ 2008 ، حيث كان من المقرر أن يتم تشييد ملعب كبير كبديل لملعب «دونور»، بعيدا عن وسط مدينة الدارالبيضاء، وبذلك كانت منطقة بوسكورة هي من سيتحتضنه. المشروع لم ير النور رغم الدراسات القبلية التي أنجزت بشأنه ورغم اللقاءات المتواصلة التي عقدها المسؤولون، اليوم وبعد إعلان المغرب ترشحه لاحتضان مونديال 2030 إلى جانب البرتغال وإسبانيا، نفض الغبار عن هذا الملف وبدأت التحركات تتسارع لتحقيق هذا المشروع، لكن هذه المرة في منطقة أخرى، وبحسب مصادر من مجلس مدينة الدارالبيضاء فإن الملعب الجديد للدارالبيضاء سيشيد بمنطقة المنصورية، الواقعة بين الدارالبيضاء وبنسليمان، أي بعيدا عن وسط المدينة ب 15 كلم وعن مطار محمد الخامس ب 20 كلم وعن محطات القطار ب15 كلم.
أسباب التسريع في إنجاز هذا الملعب ستزداد أيضا عندما رفض تقنيو الفيفا منح ملعب «دونور» شرف تنظيم «المونديالتو» الأخير، الذي احتضنته الرباط وطنجة، لأن هذا الملعب تغيب عنه المواصفات التقنية اللازمة لاحتضان التظاهرات الكبرى، ومما زاد الطينة بلة، تلك الاهتزازات التي عرفتها المنطقة 6 في مدرجاته في الآونة الأخيرة ..
الملعب الكبير الذي سيتم تشييده بمنطقة المنصورية وبحسب مصادرنا دائما سيتسع لحوالي 92 ألف متفرج، إذ سيبنى على مساحة تصل إلى 17 ألف متر مربع وسيتخلله 17 بابا للولوج، وعلى بعد 500 متر منه سيتم تشييد موقف للسيارات يتسع ل 13 ألفا و500 سيارة ومن المفترض أن يكون جاهزا في سنة 2028 أي قبل موعد المونديال بسنتين .
بالموازاة مع هذا القرار، وكما أشرنا في عدد سابق، فإن المجلس الجهوي للحسابات، كان منذ مدة قد بدأ عملية تدقيق في الأشغال التي عرفها ملعب «دونور» ، إذ سبق وبرمجمت لإصلاحه مبالغ كبيرة بلغت 22 مليار سنتيم ضمن برنامج تنمية الدارالبيضاء 2015 /2020 ، ولكن هذه الإصلاحات لم ترق للمستوى المطلوب بل إن الملعب فوتت قاعاته التي من المفروض أن تكون للترويض والتطبيب وغيرها من المرافق التي يحتاجها الملعب على غرار الملاعب الدولية، إلى بعض الجمعيات، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى ويجعل التأويلات تتناسل، مؤخرا سمع دوي اهتزازات في مدرجاته، وهوالأمر الذي أربك المسؤولين لأن الأمر يسائل جودة الإصلاحات التي شهدها، ومن المسؤول عنها !؟