يوم الأسير الفلسطيني ورمزية الكفاح التحرري

سري القدوة (*)

الأسرى الفلسطينيون هم طليعة الشعب الفلسطيني وخيرة شباب فلسطين، حيث يسجلون بتاريخهم أروع صفحات العطاء والصمود والتضحية والفداء، ويكتبون بمعاناتهم تاريخ فلسطين المشرف ضمن معارك البطولة التي يخوضونها من أجل مواجهة الجلاد، وتعزيز الصمود الوطني والإرادة والعزيمة، التي لا يقرها الاحتلال وممارساته، والمحافظة على انتمائهم الوطني ووجودهم الفلسطيني .
يشكل يوم الأسير الفلسطيني رمزا لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني الذي يحيي هذه الذكرى سواء داخل الوطن أو خارجه في ظل تواصل المعاناة المتزايدة للأسرى واتساع عنصرية دولة الاحتلال والتطرف والتعصب وتنوع أساليب القمع والتنكيل بكل أشكاله، الذي أصبح جزءا من منظومة العمل الإسرائيلي، وخاصة أننا نشهد أكثر حكومة متطرفة في تاريخ الاحتلال، وهذا تجلى في الإجراءات التي تتخذ بحق الأسرى، لذلك بات من المهم العمل على توحيد الموقف الفلسطيني لدعم الأسرى واتخاذ خطوات عملية للتضامن معهم بشكل دائم، لأن قضية الأسرى ثابت من الثوابت الوطنية السياسية، ويجب محاربة الإجراءات غير القانونية التي يقوم بها الاحتلال، وقرصنة أموال الشهداء والأسرى بالتوحد للمشاركة الواسعة في إحياء فعاليات يوم الأسير .
الشعب الفلسطيني يقف موحدا خلف الأسرى الذين منهم المرضى والأسرى القدامى والإداريين والأطفال والمضربين عن الطعام والمرضى وخاصة الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة الذي يتعرض للإهمال الطبي والأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 82 يوما ويخوض الإضراب من أجل نيل حريته للمرة السادسة على التوالي .
الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى السنوية ليوم الأسير في ظل تصميمه والتفافه حول قضية الأسرى وإحياء فعاليات يوم الأسير أمام مقرات المنظمات الدولية وتضافر الجهود لتفعيل الملف أمام كل العالم حتى الإفراج عنهم.
وتواصل عصابات الاحتلال احتجازها جثامين 12 أسيرا استشهدوا داخل زنازين الاحتلال، ومع تشكيل حكومة التطرف الإسرائيلية واعتمادها برامجها الخاصة في التنكيل بالأسرى تضاعفت معاناة الأسرى لتكون من أسوأ المراحل التي مرت بها الحركة الأسيرة في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة، ولكن تمكن الأسرى من انتزاع حقوقهم والانتصار ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4900 أسير، منهم ألف أسير إداري .
يجب على كافة أبناء الشعب الفلسطيني التوحد خلف الأسرى ودعم قضيتهم العادلة، ويجب أن تبقى معركة الأسرى في طليعة الأولويات الفلسطينية، فنحن لا نريد استقبال الأسرى شهداء، وأن معركة الأسرى هى معركة الكل الفلسطيني ولا بد من العمل ووضع مخطط واضح والمطالبة المستمرة بتحريرهم، وأن يكون شعار شعبنا الموحد الحرية للأسرى، وأن نناضل من أجل حريتهم لأنهم ناضلوا من أجلنا، فبعضهم تجاوزت مدة حكمه الأربعة عقود، عدا عن المرضى الذين يتعرضون لسياسة الإعدام البطيء، ولا بد من العمل بكافة الطرق لحماية الأسرى والتأكيد على حقهم في الحياة، وأن يتم التعامل معهم وفقا للقانون الدولي واعتبارهم أسرى حرب والتصدي للقوانين العنصرية التي يصوت عليها في الكنيست ضدهم، والتي تعمل على تطبيقها حكومة التطرف العنصرية .
لا بد أن يتدخل المجتمع الدولي وكافة جهات الاختصاص والمستويات الوطنية والدولية بما فيها المؤسسات الحقوقية الدولية لإنقاذ حياة الأسرى والعمل على اتخاذ موقف واضح بشان قضاياهم والتحرك بشكل جدي لفرض عقوبات على كيان الاحتلال، وضرورة وجود موقف أوروبي ينهي معاناتهم ويجبر سلطات الاحتلال على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة .

رئيس تحرير جريدة
الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة (*) - بتاريخ : 19/04/2023

التعليقات مغلقة.